كيف يكافئ البعض المسئ بالإحسان لقد جرى العرف بأن المحسن له الإحسان وأن المسئ له القصاص العادل ليكون عبرة لمن يعتبر.ولقد عاصرت الأزمات وكنت أتتبعها أتابع من يديرون رحاها وأتفحص النتائج أولا بأول لكل من تلك الأزمات وعلى حدة وأحيانا كنت أرى أن بعضا ممن يسيئون إلى الغير لا يقتص منهم قصاصا عادلا بل على النقيض من ذلك يتم الإحسان إليهم لقد كوفئ البعض منهم وإمعانا في الإساءة وانقلابا للموازين حاز بعضا منهم مصالح دنيوية وتفضيل ممن يشابهونهم في السلوك فهل هذا يجوز؟فكيف تكون المكافأة الحسنة لمن أساء لغيره ملوثا سمعته وسيرته الذاتية بين الناس؟ إن هذا لهو الانقلاب بأم عينه...لقد علمونا بأن (جزاء الإحسان بالإحسان) وأن المذنب والمسئ لابد له من جزاء على فعلته ليكون عبرة للغير وهذا ما تعلمناه وأن ترى ذات يوم نقيضا لذلك فان المعايير حتما ستنقلب لديك وسلبا على المجتمع والناس أجمعين.فمن يرى بأن المسئ يكافأ سيمعن هو أيضا في الإساءة طالما أنها بهذا المقياس ستفيد ولن تضر..إن المتابع لأحوال المجتمع سيدرك حتما الأسباب الحقيقية لانحدار بعضا من القيم المعمول بها بيم الناس ومن أوليات تلك الأسباب عدم المعايرة بمكيال واحد عادل صادق بين الأفراد، فطالما كان هناك بيننا من يجازون المسئ بإحسان والمحسن بإساءة فان تلك هي النكسة الكبرى والشرخ الكبير في ذلك البناء الشامخ ألا وهو المجتمع بأسره.وتلك صرخة مدوية أطلقها..ألا عود إلى الأصول..ألا عود إلى المصارحة..ألا عود إلى المصداقية.إن الرجوع عن الخطأ خير من التمادي فيه.
فصراحة مع النفس والآخرون هي العلاج المفيد والأكيد لتلك الآفة الاجتماعية التي استشرى ضررها بين بعضا من الناس.
وقيل في محكم آيات القرآن الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم، لا تقنطوا من رحمة الله).)صدق الله العظيم
مواقع النشر (المفضلة)