عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، امس الاثنين، الدخول في مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين، حول ما تضمنته خطة خريطة الطريق، بهدف التوصل إلى ما وصفه بـ "ـسلام حقيقي بين الجانبين".
وأكد أولمرت تمسكه بخارطة الطريق ورسالة الضمانات الأمريكية التي أرسلها الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى رئيس الحكومة السابق أرئيل شارون في العام 2004، والتي تشتمل على التحفظات الإسرائيلية على خارطة الطريق وتنص أساساً على بقاء القدس عاصمة لإسرائيل وإبقاء الكتل الإستيطانية تحت السيادة الإسرائيلية ورفض حق العودة للاجئين.
كما طالب أولمرت الفلسطينيين بالتخلي عن حق العودة وتشكيل حكومة فلسطينية تلتزم بشروط الرباعية الدولية.
وأضاف أولمرت في كلمته التي ألقاها في "سديه بوكير" في النقب في الذكرى السنوية لدافيد بن غوريون: "إن إسرائيل على استعداد لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين كثيرين، بما في ذلك المحكومين لفترات طويلة، مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليط". وأضاف أيضا إنه على استعداد لتنفيذ هذه الخطوة من أجل بناء الثقة بين الطرفين، على حد قوله.
ودعا أولمرت إلى عقد إجتماع مع الرئيس محمود عباس فور تشكيل حكومة فلسطينية جديدة، قائلاً: "إذا تم تشكيل حكومة فلسطينية ترغب في العيش بسلام، فسوف أدعو عباس للقاء مباشر وعلى الفور، للبدء في حوار مفتوح وجدي ونزيه وفقاً لخريطة الطريق".
وعرض أولمرت مجدداً مبدأ الأرض مقابل السلام، قائلاً: "سوف تقبل إسرائيل بالتنازل عن أراض واسعة وإخلاء المستوطنات التي قمنا بإنشائها، وهذه خطوات مؤلمة لنا، ولكننا نأمل في أن تؤدي إلى سلام حقيقي".
وقال إنه سيتم تخفيف الحواجز ورفع القيود على تنقل الفلسطينيين وتحويل بعض الأموال المجمدة لدى إسرائيل.
واضاف رئيس الوزراء الاسرائيلي "في هذا الاطار ووفقا لخارطة الطريق ستتمكنون من اقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للاستمرار متصلة جغرافيا بالضفة الغربية، دولة سيكون لها سيادة تامة وبحدود محددة".

تعقيب النائب زكور
وفي رده على تصريحات أولمرت، أكد عضو الكنيست عن الحركة الإسلامية، الشيخ عباس زكور، أن عودة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات هي خطوة في الاتجاه الصحيح لإخراج المنطقة من دوامة الدماء. مؤكدا أنه لن يكون هناك حل جدي وحقيقي في المنطقة بدون التوصل إلى اتفاق نهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وبالتالي فنحن نبارك كل خطوة تدعو إلى تحكيم لغة الحوار والمفاوضات للوصول إلى تسوية سلمية مرضية للطرفين. لكن بنفس الوقت، الحديث عن تنازل الفلسطينيين عن حق العودة والقدس، تحديدا، هو استباق إسرائيلي لوضع العراقيل سلفا أمام التوصل لأية تسوية سلمية حقيقية، خاصة وأن إسرائيل تعرف جيدا أن حق العودة والقدس هما خطان أحمران لكل الفلسطينيين.
وأضاف الشيخ زكور: إذا أرادت إسرائيل فعلا استمرار المفاوضات والتوصل إلى تسوية سلمية فهناك عنوان واضح يمثل الشعب الفلسطيني، هو الرئيس الفلسطيني المنتخب أبو مازن، ومن بعده الحكومة الفلسطينية المنتخبة. وفقط عبر هاتين القناتين يمكن معالجة وبحث قضايا الوضع النهائي مثل حق العودة والقدس والحدود والمستوطنات، وليس عبر خطابات إعلامية تضع شروطا مسبقة، وتهدف بالإساس إلى تحسين صورة أولمرت أمام الرأي العام الإسرائيلي والعالمي. فمن المعروف أن أولمرت بعد فشله في قيادة إسرائيل في الحرب أمام حزب الله، وانخفاض شعبيته بشكل حاد في إسرائيل، سيحاول استعطاف الرأي العام الإسرائيلي بإحدى طريقتين: إما عبر شن حرب واسعة على سوريا أو إيران بمشاركة أمريكا وحلفائها، أو عبر القيام بخطوة بارزة في اتجاه العملية السلمية في الشرق الأوسط.

ههههههههههههههههههههه
افرحوا يا امة المسلمين