ألم..عذاب.. حيرة..ضيق..توتر..معاناة.. .!!!
أحاسيس عظيمة طاغية ، تثور في نفس الإنسان فتطحنه وتسحقه ، تبدد ذاته ذرات مهما حاول بعدها أن يتصلب،
يتماسك ، يلملم شتات نفسه الضائعة... تظل جهوده هباء في هباء...!!
هذا هو الألم الذي قال عنه الكاتب" الفريد دي موسيه":
( لا شىء يجعل الإنسان عظيمآ غير ألم عظيم)
لكن...
يبقي هناك تساؤل يظل معلقا في الذهن عن ماهية الألم ؟! وكيف يفعل فعله هذا في الأنسان؟! كيف يفترسه حتى لا يكاد يبقى منه شيئآ..كيف يكبله..كيف يقيده ، كيف يجعله غير قادر على العمل، على العطاء ، على الأنتاج؟!
فالألم عندما يداهم واحدا من البشر، يأتي عليه، يكاد يحيله جثة تعشة خامدة،جثة تتنفس، تتحرك لكنها ، لا تشعر سوى العذاب والكآبة والإنقباض ،جثة قد ترفض المشاركة بأي دور ولو يسير فى دنيا الحياة..!!
...وهنا.
يطل التساؤل برأسه ثانية.. ترى ماهية الألم ؟؟!!
الألم الذي أتحدث عنه الآن اخواني، ليس هو الألم الجسدي الذي ينبهنا إلى وجود مرض في الجسم، فنندفع لعلاجه أملآ في الشفاء..
وإنما هو الألم النفسي الذي ينبهنا إلى عيوبنا، فنندفع لإصلاح أخطائنا، ربما من الإحساس بالندم أو عذاب الضمير..!
هذا هو الألم بمعنى الإحساس السامي الذي يميز الإنسان المتحضر عن الإنسان البدائي..
الألم..
باختصار شديد هوتلك القوة المبهمة القوة المحركة التي تجعل عقولنا تسيطر على أنفسنا، فتجعلنا نتراجع،
نفكر ، نتصرف بطريقةأخري..طريقة نقية صافية..ومن هنا تنبع السعادة الحقيقة.. فنحن عندما نعاني..
عندما نتعذب.. عندما نتألم..,,
نصبح بالتالى أكثر عطفآ على الأخرين، أكثر تسامحآ معهم، أكثر إحساسآ بوطأة آلامهم ، وبالتالي..
أكثـــــــــــــــر إنسانية.
مواقع النشر (المفضلة)