كم مرة خربت علينا شهيتنا ووجبتنا الساخنة حفنة من الملح زائدة أو ناقصة عما يجب أن تكون عليه فتركنا وجبتنا الساخنة التي كنا ننتظرها بلهفة وشهية مفتوحة للغاية منزعجين متأففين بسبب حفنة من الملح ولو وضعت تلك الحفنة وحدها على كفك ونظرت إليها جيدا لهالك قلّتها وضآلتها نسبة إلى ما خلفته وراءها من استياء وانتزاع للشهية وتخريب للمزاج وربما شجار بين زوجين أو خجل أمام الضيوف أو زيادة في الضغط .

في حياتنا تلعب تلك الحفنة الصغيرة دورا مشابها وكما في الملح
نحن لا نعيره اهتماما ولا نعطيه قيمة رغم ما يمكن أن يتسبب به كذلك في الحياة نحن نهمل هذا التوازن أحيانا دون أن ندرك ذلك أنه التوازن بين الزائد والناقص والانتباه إلى الحد المطلوب تماما.

فالزيادة في الشجاعه تهور 00 والنقص فيها جبن
والزيادة في الحرص ارتياب 00 والنقص فيه لا مبالاة
والثقه الزائدة سذاجة والنقص فيها ظن سئ
والمحبة الزائدة امتلاك والناقصة برود
والشهية الزائدة شراهة والناقصة مرض
والكرم الزائد إسراف والنقص بخل
والاهتمام الزائد حشرية والناقص إهمال
والمسالمة الزائدة سلبية والناقصة عدوانية
وغيرها الكثير...


فلكل صفة حد مطلوب منها 00 حد يجب الانتباه إلى أننا وصلنا إلى ضفته ولم نتجاوزها فلا نحن في الناقص ولا في الزائد .

هي الحياة تملك خطا دقيقا بين الشئ ونقيضه ولكي ننعم بالراحة والسعادة يتأتى علينا أن ندرك الحدود جيدا وأن نفتح عيوننا وحواسنا لنتعرف على ذواتنا أولا وعلى الآخرين وأن نتعامل مع الآخرين ضمن تلك الحدود.

علينا أن ندرك كمية الملح
المطلوبة في أي شئ نفعله فلا نغالي ولا نهمل لنكون في الوسط دوما والأمر ليس صعبا كما قد يبدو لوهلة .

أتمنى لكم أن تنعموا بشهية طيبة في الحياة وألا يخرب مذاقها حفنة ملح تافهة