+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تامر عوض is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    05 / 07 / 2006
    الدولة
    المنصورة - مصر
    العمر
    47
    المشاركات
    85
    معدل تقييم المستوى
    304

    افتراضي العمل التطوعي.. يد واحدة لا تصفق

    العمل التطوعي.. يد واحدة لا تصفق

    محمد فاروق عجم**


    المشاركون في مؤتمر الشباب والعمل التطوعي

    يد واحدة لا تصفق أبدا، هكذا هو الحال في العمل التطوعي الذي يتطلب من جميع المشاركين أن تجتمع قلوبهم وعقولهم وجهودهم على قلب رجل واحد حتى ينجحوا في تحقيق أهدافهم.. ولن يتحقق ذلك إلا إذا خلصت النوايا وتضافرت الجهود وتحلى المشاركون بروح المحبة والتعاون والإرادة التي لا تلين؛ وكلها عوامل تلعب دورا حاسما في تذليل الصعاب؛ لذا تنبع أهمية التكامل بين الجمعيات المهتمة بالعمل المدني ودورها في تحقيق العمل التطوعي لأهدافه، كما يبرز أيضا دور الشباب في هذا المضمار، وهو أمر لا يمكن إغفاله؛ لذا تضمنه محور المؤتمر السنوي للشباب الذي نظمته وحدة الشباب بجمعية مصر المحروسة بلدي، والذي حمل عنوان "الشباب والعمل التطوعي"، وتم عقده بمكتبة المعادي العامة السبت 29-7-2006.

    وفي افتتاح المؤتمر تحدث محمد بشير -نائب رئيس مجلس إدارة جمعية مصر المحروسة- حول دور المجتمع المدني، وكيف يأتي دوره مكملا لدور القطاعين العام والخاص في خدمة المجتمع، مشيرا إلى وجود شكلين للعمل التطوعي هما الفردي والمؤسسي، لكن الأخير يعتبر أكثر تنظيما وتأثيرا في المجتمع؛ حيث يشتمل أيضا على مفهوم العمل الخيري.

    توحيد الجهود

    وتحدث الدكتور محمد سيد خليل -أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب بجامعة عين شمس- قائلا: هذا المؤتمر تنبع أهميته من الضرورة التي يحتاجها العمل التطوعي لتوحيد الجهود ولتحقيق التكامل المفتقد بين الجمعيات القائمة على العمل الخيري التطوعي. وبداية أحب أن أشير إلى أنه ليس هناك عمل دون وجود مقابل له؛ فدراسات السلوك الإنساني تؤكد لنا أنه لا يوجد أحد يعمل دون وجود دافع حتى لو كان تجنب الأذى، فلا أحد يخطو خطوة دون أن يكون وراءها إشباع احتياج لديه، ولكن ليس معنى ذلك أن يكون المقابل ماديا في كل الأحوال، فقد يكون العمل التطوعي دافعه أقوى من الدافع المادي، مثل أن يقول الأفراد المتطوعون لعمل خيري "إن هذا العمل نبغي من ورائه وجه الله".

    العمل التطوعي أيضا قد يؤديه الفرد بمقابل مادي أو بجزء من المادة، مثل المراكز المتخصصة التي تضمها الجمعيات الخيرية وتقدم خدماتها نظير مقابل مادي، وهناك مثال على ذلك وهو مركز إشراق بجمعية مصر المحروسة بلدي، وهو مركز للاستشارات التربوية والتدريب يقوم عليه مجموعة من المستشارين يأخذون مقابلا ماديا ولكنه تطوعي أيضا نظير اقتطاعهم من عملهم الخاص.

    العمل التطوعي في المجتمعات المتقدمة يساهم بنسبة 60% في خدمة وتنمية المجتمع، ورغم تقدم هذه الدول وغناها وامتلاكها الثروات البشرية والمادية، فإن العمل التطوعي يظل ركيزة أساسية فيها لخدمة المجتمع، حتى في المجتمعات الشمولية يستطيع العمل التطوعي أن ينجز أعمالا لا تقوم بها الحكومة؛ ففي إحدى الدول عندما يريد وزير الشئون الاجتماعية أن يوصل خدمات وزارته للحواري والأزقة فإنه يلجأ إلى الجمعيات التطوعية التي تجيد عملية الاتصال الشخصي في هذه الجهات.. أما لدينا فنحن أمامنا مساحات طويلة لا تزال تعيق العمل التطوعي، حيث تحيط به بعض المشكلات سواء في إدارته أو في اللوائح التي تنظمه.

    إدارة العمل التطوعي


    التكامل بين الجمعيات ضروري لتدعيم العمل التطوعي

    يضيف د. خليل أنه على رأس هذه المشكلات تظهر مشكلة إدارة العمل التطوعي؛ فالملاحظ أن الجمعيات التطوعية العاملة في مصر ليس فيها إدارة تطوع يكون هدفها الأساسي الشخص المتطوع الذي يعتبر الرصيد البشري لدى أي جهة تطوعية؛ فالمشكلة التي لدينا ليست في المتطوعين ولكن في سوء إدارة المتطوعين والتعامل معهم؛ فأهم ما يجب أن تقوم به إدارة المتطوعين أولا كيفية اكتشاف هذا المتطوع، وهذا ينبع من احتياج لدي فأبحث عن متطوع يلبي لي هذا الاحتياج؛ فالمتطوع لا يصبح متطوعا إلا عندما أعطي له عملا وفق برامج الجمعية كي يعمل على تحقيقها.

    وثانيا: يأتي كيفية تأهيل هذا المتطوع تأهيلا أوليا لما أريد؛ فالمشكلة التي نعاني منها هو أننا لا نعطي المتطوع الأهمية الكافية كي يعمل متطوعا، وعلى الجهات التطوعية أن تعي أنه لا خلاف بين المتطوع والموظف، فمثلما أفعل مع الموظف يجب أن أفعل مع المتطوع مثل عقد اختبار له وتقييمه ومكافأته..، ثم تأتي الخطوة الثالثة في التعامل مع المتطوعين وهي كيف أحافظ على هذا المتطوع، وهذا يتحقق من خلال عدم ترك المتطوع وإهماله بعد انتهاء عمل أو مشروع معين شارك فيه، بل يجب متابعته باستمرار وإشراكه في احتفالات الجمعية على سبيل المثال.

    المشكلة الأخرى التي تعيق العمل التطوعي وهي مشكلة التكامل بين الجهات التطوعية وهي لا تقل أهمية عن المشكلة الأولى، هذا التكامل نعني به التنسيق بين الجمعيات في الأهداف من خلال العمل الجماعي فيما بينها، والمشكلة التي لدينا أن الجمعيات تقلد بعضها البعض عند نجاح نشاط معين دون تنسيق وتحديد للأولويات رغم أن العمل الجماعي يعتبر متوالية هندسية وقوته أضعاف العمل الفردي.

    والسؤال الآن هو: كيف يمكن أن أحقق هذا التكامل بين الجمعيات؟.

    وللإجابة على هذا السؤال نقول -والكلام لا يزال للدكتور محمد سيد خليل- إنه يتم من خلال خطوتين، الأولى أن تعرف كل جمعية هويتها ورسالتها وتعرف ماذا تريد أن تفعله في المجتمع القائمة فيه، وتضع تصورا لأهدافها المستقبلية، إذا تحقق ذلك نقول إن الجمعية وصلت لمرحلة النضج ولديها وضوح في الهوية، وهو ما ينقلها إلى الخطوة الثانية وهو التواصل مع غيرها من الجهات وتفعيل العمل الجماعي بينهما؛ وهو ما يؤدي في النهاية إلى التكامل بين الجمعيات والعمل معا والالتفاف حول الهدف الكبير والقيمة العامة التي قامت من أجله، وهنا يجب أن نشير إلى أهمية التذكير دائما بالأهداف الأساسية التي قامت عليها الجمعية حتى لا يتم نسيان هذا الوقت بمرور الوقت.

    الجمعيات تتحدث

    من جهة أخرى، حمل حوار الممثلين للجمعيات الأهلية المشاركين في المؤتمر العديد من الرؤى حول كيفية تحقيق التكامل فيما بينها؛ حيث تحدث الممثلون لجمعيات دار الأورمان، وبداية خير، ورسالة، وزدني، وصناع الحياة، ومساعدة، ومصر المحروسة عن تجاربهم في التطوع والمشكلات التي واجهتهم وكيف تم التعامل معها، إلى جانب التعريف بأهداف كل جمعية وظروف نشأتها وأهم أنشطتها، إلى جانب التطرق إلى أهمية جدوى العمل الجماعي وتبادل الخبرات، مع عرض لبعض الأفلام القصيرة ومجموعة من الصور الفوتوغرافية التي تبرز العمل داخل هذه الجمعيات.

    كذلك حملت مشاركات ومداخلات الحضور في المؤتمر الذي انتمى أغلبهم لجيل الشباب إلى جانب بعض المهتمين بالعمل الأهلي والتطوعي، العديد من الرؤى لكيفية تحقيق التكامل بين الجمعيات الأهلية وبعضها البعض وأهمية العمل التطوعي بشكل عام...

    حيث أشارت الدكتورة أمل سليمان -مديرة مركز البحوث الشبابية بالمركز القومي للشباب- إلى أنه من خلال الدراسات التي تجرى على الشباب وجدنا أن هناك عوائق تقف أمام الشباب تجعله لا يقبل على العمل التطوعي، أبرزها أنه يأخذ على عاتقه قضاء حاجاته الأولية؛ لذا قمنا بتبني دعوة للتطوع للتعريف به وفوائده، وعمل نشرات مالتي ميديا لتكون أكثر تأثيرا ومواءمة للشباب.

    أشارت كذلك إلى تقديم المجلس ورقة عمل تتضمن 3 محاور تدعم التكامل بين الجهات التطوعية المختلفة، عن طريق التخطيط العلمي للتكامل بين الجمعيات، وتكاتف الجهود بين الجهات الحكومية والمدنية، وتمويل الأبحاث في مجال الجهود التطوعية.

    تدعيم العمل التطوعي

    حول المؤتمر ودعوة جمعية "مصر المحروسة بلدي" إلى التكامل بين الجمعيات المصرية قال رئيس المؤتمر الأستاذ أحمد علي لـ"حواء وآدم":

    "المؤتمر جاء حاملا لعدد من الأهداف رأينا أن العمل على تحقيقها خلال الفترة القادمة بما يدعم العمل التطوعي في مصر، ويساهم في جهود الإصلاح داخل المجتمع؛ فهناك حاجة إلى التعريف بأهمية العمل التطوعي وحجمه، والاستفادة من خبرات وتجارب الجمعيات المتعددة، وكذلك محاولة تقديم رؤية متكاملة بين الجمعيات، بما يخدم في النهاية العمل التطوعي في المجتمع، سواء عن طريق نشر فكر التطوع بين الشباب أو ما نسميه ثقافة التطوع، أو عمل بروتوكول تعاون وإستراتيجية بين الجمعيات للانتقال من الفردية إلى العمل بروح جماعية وكنوع من توحيد الجهود، وهذا ما اتفق عليه كافة المشاركين وتمت ترجمته من خلال توصيات المؤتمر، وسوف يتم العمل على تحقيقها خلال المرحلة القادمة".

    توصيات هامة

    وقد حملت توصيات المؤتمر عددا من البنود التي اتفق عليها ممثلو الجمعيات المشاركة في المؤتمر والتي سوف يتم إدراجها على قائمة أولويات كل منها؛ حيث كانت أهم التوصيات التي خرج بها المؤتمر:

    رفع الوعي العام لدى المواطنين بقيمة التطوع المنظم، وتوافر ما يعرف باسم ثقافة التطوع.

    إيجاد مناخ عام يشجع على المشاركة من خلال الإعلام والأسرة والمدرسة والجامعة.

    ضرورة المشاركة الحقيقية للمتطوعين من الشباب في صنع وتنفيذ السياسات والبرامج.

    ضرورة التعاون والتكامل بين الجمعيات والمجلس القومي للشباب.

    عمل نشرة دورية عن أخبار الشباب والعمل التطوعي في الجمعيات المختلفة تحث الشباب على أهمية التطوع وكيفيته.

    عمل شبكة بين الجمعيات المهتمة بالعمل التطوعي للشباب والتي تتبنى قضاياهم.

    تكوين اتحاد نوعي للشباب بين الجمعيات على مستوى الجمهورية.

    اقرأ أيضًا:

     
  2. #2
    المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute الصورة الرمزية المودة
    تاريخ التسجيل
    17 / 08 / 2004
    العمر
    32
    المشاركات
    20,806
    معدل تقييم المستوى
    26158

    افتراضي رد: العمل التطوعي.. يد واحدة لا تصفق

    بارك الله فيك ... تحياتي .

     

 
+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك