الآن ... ما هو دور المثقف?!
الآن ... ما هو دور المثقف?!
شؤون ثقا فية
الأحد 11/6/2006
تماضر ابراهيم
ليس للقول خلاصة الا ان حواراً انفتح على العقول عمدت من خلاله استبيان رأي بعض مثقفينا عن دورهم في هذه المرحلة الحساسة وكيف ينظرون الى الثقافة في وجه الهجمة العاتية التي تتعرض لها سورية,
وبداية نقول ان الثقافة هي حصن الوطن والامة وما لم يكن هذا الحصن قوياً وقادراً على البناء والتغيير ومواكبة كل الانجازات الثقافية في العالم فإنه لن يكون قادراً على اداء دوره واذا لم يكن المثقفون قادرين في هذه المرحلة على التميز وفرز المعطيات, فإن الامر اكثر خطورة وصعوبة,المثقف كيف يرى دوره في هذه المرحلة وكيف يقرأ الواقع حاولنا من خلال هذه اللقاءت ان نقف على الخطوط العريضة لمثقفينا.
***
د.قدري جميل: رئيس تحرير جريدة قاسيون .
على المثقف ان يؤدي دوره الحقيقي في التفسير والتغيير .
في تعريف الثقافة قال: الثقافة هي تحويل التعبير الى ممارسة باتجاه تغيير الواقع والمثقف باختصاص ما يجب ان يعبر عن هموم شعبه, التعبير في حد ذاته ليس شيئا كبيراً, اذا لم يرافقه رغبة في تحويل هذا التعبير الى ممارسة باتجاه تغيير الواقع.
اذا اراد المثقف ان يختصر دوره على تفسير الواقع, فهذا ليس شرفاً كبيراً له .
ولكن اذا انتقل دوره من التفسير الى التغيير, اصبح دور مثقف حقيقي والا يبقى في اطار اللا فعل واللا تأثير وعندئذ يصعب ان يقال عن كل حامل شهادة انه مثقف.
وبالتالي لكي يلعب المثقف دوره هناك مستويان مستوى معرفي ومستوى عملي .
على المستوى المعرفي مطلوب منه ان يقدم تفسيراً دائماً يتناسب مع ويغطي الاحداث والظروف المستجدة ويفسرها تفسيراً حقيقياً, لأن التفسير الحقيقي هو نقطة الانطلاق من اجل معالجة اية ظاهرة, وتعبئة القوى في المجتمع لحلها.
المثقف النخبوي المعزول عن المجتمع يفقد صفته كمثقف.
المثقف المنعزل عن هموم شعبه يفقد صفته كمثقف.
اذا لدى المثقف دور معرفي ولديه دور بالممارسة كي لا يتحول الدور المعرفي الى نوع من الترف والبطر.
واذا اردنا الحديث عن الملموس اليوم, هذا ا لدور المعرفي والممارسة يتطلب معرفة ومعالجة ومواجهة المشاكل الملموسة.
ما هي المشاكل الملموسة التي يجب ان تهم المثقف في ظروف سورية اليوم ?
في الموضوع الاول هو مواجهة المخطط الامريكي الصهيوني في اطار ما يسمى مخطط الشرق الاوسط الكبير ا لذي يريد تفتيت المفتت وتقسيم المقسم , اي ضرب مفهوم السيادة الوطنية, وازالة الكيان الوطني.
هذا الموضوع اذا لم تتم مواجهته وتعبئة القوى تجاهه وفضح كل الألاعيب التي تمارس لتحقيقه, المثقف اذا لم يلعب هذا الدور يفقد صفته كمثقف.
ولكن هذا المخطط ليس مخططا خارجيا فقط مجرد.
هذا المخطط ينعكس داخلياً بجملة من السياسات والممارسات التي يريد اصحاب هذا المخطط تبريرها ,لذلك من المهم جدا تحصين الوضع الداخلي وايجاد تلك الحلول له, التي تسمح بتحصين مجتمع لمواجهة مخاطر خارجية, لذلك دور المثقف هو تحصين الداخل وسد الطريق عن الخارج.
تحصين الداخل يتم عبر حل المشاكل الحقيقية المتعلقة بمشاكل الداخل.
وفي نهاية المطاف, مشاكل الداخل قضيتان .
أ-قضايا مرتبطة بلقمة الشعب.
ب-قضايا مرتبطة بكلمة الشعب.
اذا تم تأمين لقمة الشعب من حيث تحسين مستوى المعيشة وحل مشكلة البطالة والخ...
وإذا تم ايجاد الاشكال الملموسة والضرورية للتعبير عن مصالح وحقوق الشعب, هذه مهمة المثقف. ان ينبغي ايجاد الحلول لهذه القضايا عندها يقوم المثقف بلعب دوره الحقيقي في التفسير والتغيير .
خارج هذا الاطار , المثقف مهما ادعى الثقافة لن يكون مثقفاًَ
***
مهاة فرح الخوري: كاتبة وأديبة
في من هو المثقف قالت : هناك مثقف ادبي-ومثقف علمي ومثقف اجتماعي- وغذائي, الثقافة متعددة الجهات والانواع , ولسنا بالفعل كلنا او اكثرنا مثقفين,هناك من يدعي الثقافة, والمثقف الحقيقي برأىي هو الذي يتثقف, لأنه حين يقول عن نفسه انه مثقف ويرتضي بذلك , ويكتفي بما هو عليه , يعني ذلك انه توقف عن متابعة كل ما يجري حوله, بالنسبة لي اقول إننا في مرحلة حرجة تمر فيها هذه البلاد وعلينا ان نكون حريصين على الاكتفاء بهذه الجبهات التي تسلط علينا من الخارج وهذه الاسهم لا يستهان بها.
وعلينا ان نأخذها بشكل جدي ونفكر اكثر فأكثر بتضامننا ووقوفنا الى جانب هذه الارض الخيرة التي نعيش عليها, ولدنا فيها ونموت فيها ميتة عز وكرامة.
يحضرني قول اتانا من تركيا العثمانية( شام شريف) ولا اعلم بالضبط من اين اتت هذه الكلمة ولربما من كونها( هذه البلاد) اعطت انبياء وشيوخا ًوعلماء دين-وهي اول الدنيا وآخرها كما قيل لي من احدهم ( العثمانيون ) وىريدون ذلك وعلينا ان نحافظ على هذه ( الشام شريف) هل نتمكن بالمنطق والتضامن والانسانية والمحبة والاستفادة من رأي الآخر. واتخاذ القرارات الحكيمة ان نصونها بكل ما اوتينا من فكر نير وسياسة حكيمة.
الكلمة هي بالقول ( في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله )
هذا في الانجيل وفي القرآن في سورة آل عمران (64) ( قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لا نعبد الا الله ).
***
-سليمان سليم البواب: رئىس تحرير مجلة المنارة
<يجب ان يتكلم المثقف لمنفعة الوطن وليس لمنفعته الشخصية.
<<نحن على انفتاح كبير مع العالم يجب ان يوازيه تسامح معرفي ويجب ان نعايش ما يجري ونعلم الناس ان يكون لديهم حصانة ذاتية,وهذا لا يتم الا عن طريق التربية التي تتم اولا عن طريق البيت ثم تمر بمراحل الدراسة ثم المؤسسات التي تجتذبه.
يجب ان نتعاون لفرز ما هو صحيح عما هو خطأ.
وهذا ليس بالمستحيل,ثم ان الناس ابتعدت بدافع ذاتي.
الوضع يتطلب تعاوناً حقيقياًَ التعاون مع المثقف الحقيقي الذي درس الحياة وخبرهاو بالتالي من المجدي ان نستفيد من خبرته .
***
د.حسين جمعة: رئيس اتحاد الكتاب العرب
-كلنا نؤمن بالحرية المنضبطة بمعايير .
تنوع مجالات الثقافة يعني انه لا يوجد تعريف واحد للمثقف وللثقافة ولكن اذا كانت الثقافة تقوم بفعل التطور ( تطور الانسان وآلياته) اذا فهي ايجابية.
المثقف اذا كان ملتزما بانسانية الانسان فالأولى ان يلتزم بانسانية المواطن الذي يعيش واياه في وطن واحد وينبغي ان يحاوره وفق اطار المواطنة الصحيحة وباعتبارنا مثقفون لهذا ارى ان نبقي الوطن باعتبار( المثقفون هم ضمير الامة).
ودور المثقف ان يشير الى الخطأ وايضاً ان يضع الآلىات لتصحيح هذا الخطأ.
انا انتمي الى القطر العربي السوري وبالتالي انتمي الى العروبة, لكن الآن تغير الناس, تغيرت جلودهم الآن اصبحوا ينظرون الى الهوية العربية نظرة مغايرة لما كانت عليه معنى ذلك ان لديهم رغبة في تغيير المبادئ !
هناك ثوابت اساسية ينبغي ان نتمسك بها نحن مع الحرية ومع الديمقراطية
ومع الانتماء الصحيح مع انسانية الانسان
***
د. ابراهيم زعرور: استاذ التاريخ في كلية الآداب
تحقيق التفاعل المطلوب من خلال الحوار الهادئ البناء وتقبل الآخر واسقاط رد الفعل.
من حقائق التاريخ والحياة ان الامة لم تستسلم وظلت راية الجهاد مرفوعة.
لأن الوطن هو الاغلى والاهم من الطبيعي ان تتجه الافئدة وتتمذهب حول الوطن بكل الغيرية والحب والتضحية. وهذا الشعور بكل اتجاهاته يجب ان ينبع من الطبيعة التلقائية بالالتفاف حول الوطن في حال كانت اوضاع الوطن طبيعية.
ويسكن الوطن في مواطنيه دونما خداع او مواربة او سفر وراء سراب غير موجود الا في اوهام البعض وهواجسهم التي تقترب من العدمية والجهل والامية.
كيف اذا كان الامر مرتبطاً بوجود الوطن ومصيره ومستقبله, هذا من جهة, وبمفكري ومثقفي وعلماء الوطن من جهة اخرى في ظروف خطيرة بالغة التعقيد ومتشابكة.
من هنا حق وواجب الجميع الاصطفاف في خندق واحد لمواجهة القوى التي تستهدف الوطن .. بل هذا يرتب مسؤولية اكبر على من يضع نفسه في طليعة الامة ثقافيا ووطنيا واخلاقيا.
الثقافة صانعة للحياة, صانعة للفكر على تراكمها وعلى ابداعات من يبدعها .
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)