نظرة الرجل للمرأة


تكاد تكون النظرة عند عموم الرجال حول المرأة نظرة سلبية بأكثر الأحوال
وهذا ما يشجع ذوي الخلل في الوعي والتقييم للمرأة دون أي منطق عادل

المرأة والرجل هما جناحا الحياة وبدون تعاون أحدهما للآخر
لا تستقيم مسيرة التواجد فيها

ومع أن شحذ الشعور حول اعتبار المرأة مخلوق أدنى من الرجل
من حيث المساواة في الحقوق وتسييد المعنى العظيم للأسرة
فإن أي خروج على هذه الحقيقة هو طعن مباشر في ظهر الفطرة الإنسانية
التي جبلها الله في خلقه للذكر والأنثى

وما دون ذلك يمكن تسميته على كونه نوع من التخلف الذي يعاني منه الرجال
من أنصاف الواعين أو ممن هم لم يعطوا في أذهانهم
الصورة المطلوبة التي ينبغي أن تكون عليها الحياة بطرفيها المرأة والرجل

والخلاف الرجولي حول المرأة يتسم بغرابة التقييم
في المجتمعات المتخلفة والمجتمعات شبه الناهضة

صحيح أن القوة الجسمانية عند المرأة هي أقل مما عند الرجل
ولكن تفسير هذا الامتياز الذي منحه الله لعباده الرجال
ينبغي ألا يفسر لصالح أفضلية الرجل على المرأة

وبصورة مطلقة فكثير من النساء هن أفضل من عديد من الرجال
حتى في نفس تركيبة العائلة الواحدة

أما إذا كان التقييم في الأفضلية مستندا إلى القوة
فإن أي مقارنة بين قوة الرجل وبعض المخلوقات الأخرى
ستوصل إلى كونها أقوى جسمانيا من الرجل

ولكن مع هذا فالرجل كإنسان له الأفضلية على ما دونه من بقية المخلوقات
ومن هذا يمكن الاستنتاج أن القوة ليست وحدها المعيار الأول والأخير
لجعل الرجل أفضل من المرأة

ومع أن حالة التخلف في النظرة للمرأة تشترك فيها كل المجتمعات البشرية تقريبا
ولكون المجتمع البشري مازال رجوليا تماما رغم مشاركة النساء في جوانب مهمة في الحياة
إلا أن ما يمكن الإشارة إليه، أن بعض صور التخلف عند مجاميع النساء
الساقطات العاملات في أماكن اللهو تساهم في ترسيخ النظرة
على كون المرأة هي في النتيجة جسد للمتعة لصالح الرجل

والمجتمع الإسلامي الذي يمنع ترخيص جسد المرأة ليكون مكان إمتاع للرجل ونزواته المشينة
ففي مثل هذه النظرة من شأنها أن تغيّر نظرة التخلف نحو المرأة والتي تقبل لظروف عديدة
أن تكون في صف الخارجات عن خط العفة، التي تمتاز بها الغالبية من النساء

ولعل من الظواهر الملفتة لانتباه عنصر الرجال
أن المرأة التي تظهر بمظهر أنيق أمام الناس من حيث اختيار ملبسها
تزرع الاعتقاد أن هذه المرأة تريد إلفات نظر رجل ما إليها
إما تتزوجه أو تقوم بالفعل الشائن معه
ومثل هذه النظرة هي الأكثر تخلفا عند بعض الرجال
مع أن الأناقة المحتشمة هي نوع من بنود مبدأ (النظافة من الإيمان)
إن حكم كل ضمير حي لا يجيز، غير احترام المرأة ومساواتها مع الرجل