[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
للمعاصي عقوبات كثيره جدا منها:
مرض قلب العاصي:
أنها تصرف القلب عن صحته واستقامته إلى مرضه وانحرافه فلا يزال القلب مريضا معلولا لا ينتفع بالأغذيه التي بها حياته وصلاحه فإن تأثير الذنوب في القلوب كتأثير الأمراض في الأبدان بل الذنوب أمراض القلوب وداؤها ولا دواء لها إلا تركها .
وقد أجمع السائرون إلى الله أن القلوب لا تعطى مناها حتى تصل إلى مولاها
ولا تصل إلى مولاها حتى تكن صحيحه سليمه ولا تكون صحيحه سليمه حتى ينقلب داؤها فيصير نفس دوائها ولا يصح لها ذلك إلا بمخالفة هواها،فهواها مرضها وشفاها مخالفته،فإن استحكم المرض قتل أو كاد.
وكما أن من نهى نفسه عن الهوى كانت الجنه مأواه،فكذا يكون قلبه في هذه الدار في جنه عاجله لا يشبه نعيم أهلها البته بل التفاوت الذي بين النعيمين كالتفاوت الذي بين نعيم الدنيا والآخره وهذا أمر لا يصدق به إلا من باشر قلبه هذا وهذا.....ولا تحسب أن قوله تعالى:(إن الأبرار لفي النعيم . وإن الفجار لفي جحيم) مقصور على نعيم الآخره وجحيمها فقط بل في دورهم الثلاثه هم كذلك أعني دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار فهؤلاء في نعيم, وهولاء في جحيم وهل النعيم إلا نعيم القلب ؟وأي عذاب أشد من الخوف والهم والحزن وضيق الصدر وإعراضه عن الله والدار الآخره ،وتعلقه بغير الله وانقطاعه عن الله بكل واد منه شعبه ؟وكل من تعلق به وأحبه من دون الله فإنه يسومه سوء العذاب.
موضوع ثمين جدا من كتاب (الجواب الكافي) للإمام ابن قيم الجوزيه [/align]
مواقع النشر (المفضلة)