[align=center]*** لقد أتعبت من بعدك يا عمر***
حدّث أسلم خادم عمر بن الخطابرضي الله عنه قال: خرجت مع عمر ليلة وبعدنا عن المدينة ونحن نتفقد أهل المدينة النائية فبصرنا بنار من بعيد, فقال عمر:
إني أرى ها هنا ركباناً قصر بهم الليل والبرد.. انطلق بنا..
فخرجنا نهرول حتى دنونا منهم, فإذا بامرأة معها صبيان وقدر منصوبة على نار, وصبيانها يتصايحون ويبكون, فسلم عمر ثم سأل المرأة:
ما بالكم؟
قالت:
قصر بنا الليل والبرد..
قال:
وما بال هؤلاء يبكون؟
قالت:
الجوع..
قال:
وأي شيء في هذا القدر؟
قالت:
ما أسكتهم به حتى يناموا.. والله بيننا وبين عمر..
فقال:
أي.. رحمك الله.. وما يدري عمر بكم؟
قالت:
يتولى أمرنا ثم يغفل عنا؟
قال أسلم: فأخرج عدلا من دقيق وكبة من شحم.. وقال:
احمله علي..
قلت:أنا أحمله عنك.. قال:
أنت تحمل وزري يوم القيامة؟
فحملته عليه فانطلق وانطلقت معه إليها نهرول.. فألقى ذلك عندها وأخرج من الدقيق شيئاً, فجعل يقول لها:
ذري علي وأنا أمر عليك..
وجعل ينفخ تحت القدر وكانت لحيته عظيمة, فرأيت الدخان يخرج من خلال لحيته حتى طبخ لهم ثم أنزلها وقال:
ابغني شيئاً..
فأتته بصحفة فأفرغها فيها فجعل يقول لها:
اطعميهم وأنا أسطح لهم..
فلم يزل حتى شبعوا وترك عندها زيادة وقام وقمت معه, فجعلت تقول:
جزاك الله خيراً كنت بالخلافة أولى من عمر..
فيقول:
قولي خيراً.. إذا جئت أمير المؤمنين وجدتني هناك إن شاء الله..
ثم تنحى ناحية عنها, ثم استقبلها فربض مربضاً, فقلت له: ألك شأن غير هذا؟ فلا يكلمني, حتى رأيت الصبية يصطرعون ثم ناموا وهدؤوا فقام يحمد الله, ثم أقبل علي فقال:
يا أسلم إن الجوع أسهرهم وأبكاهم.. فأحببت أن لا أنصرف حتى أرى ما رأيت.. [/align]
مواقع النشر (المفضلة)