+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute الصورة الرمزية ابو مالك
    تاريخ التسجيل
    20 / 03 / 2007
    الدولة
    الأردن
    العمر
    50
    المشاركات
    6,574
    معدل تقييم المستوى
    7058

    افتراضي عيون لا تؤمن بقدر الله

    بسم الله الرحمن الرحيم


    أجملُ ما في هذه الحياة أنْ يرضى الإنسانُ بما قسمه الله له، وهذا ما أكَّد عليه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأمر به؛ حيث قال: ((يا أبا هريرة، كن وَرِعًا تكن من أعبد الناس، وارضَ بما قَسَمَ الله لك، تكن من أغنى الناس، وأَحِبَّ للمسلمين والمؤمنين ما تُحب لنفسك وأهل بيتك، واكره لَهم ما تكره لنفسِك وأهل بيتك، تكن مؤمنًا، وجاور من جاورت بإحسان، تكن مسلمًا، وإياك وكثرة الضحك؛ فإن كَثْرَةَ الضحك فساد القلب))؛ (حديث حسن)؛ انظر: حديث رقم: 7833 في صحيح الجامع.

    ولو تأمَّل كلُّ إنسان في نِعَمِ الله، لوجد نفسَه مسبوغًا بنعم لا تُعَدُّ ولا تُحصى؛ قال تعالى: ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20]، وأسبغ عليكم نِعَمَه؛ أي: أكملها وأَتَمَّها؛ يقول الشيخ الشعراوي: "هذه حقيقةٌ لا يُنكرها أحد، فهل تنكرون أنَّه خلقكم، وخلق لكم من أنفسكم أزواجًا منها تتناسلون؟! هل تنكرون أنه خلق السَّمواتِ بما فيها من الكواكب والمجرَّات، وخلق الليلَ فيه منامُكم، والنهار وفيه سعيكم على معايشكم؟! ثُمَّ في أنفسِكم وما خلقه فيكم من الحواسِّ الظاهرة وغير الظاهرة، وجعل لكلٍّ منها مَجالاً ومُهمة تؤديها دون أنْ تشعر أنت بما أودعه الله في جسمك من الآيات والمعجزات، وكل يوم يطلع علينا العلم بجديد من نِعَم الله علينا في أنفسنا، وفي الكون من حولنا، فمعنى ﴿ ظَاهِرَةً ﴾؛ أي: التي ظهرتْ لنا، و﴿ وَبَاطِنَةً ﴾ لَم نصل إليها بعدُ، ومن نِعَم الله علينا ما ندركه، ومنها ما لا ندركه، وقيل: "النعم الظاهرة الإسلام، وما حَسُنَ من خلقك، والباطنة ما ستر عليك من سيِّئ عملك"؛ (تفسير القرطبي).

    كل إنسان على وجه الأرض أُعْطِيَ مِنَ النِّعَم ما يكفيه وزيادة، حتى نكاد نَجزم أنَّ الكل قد تساوى في هذه النعم، ولكن رغم ذلك التساوي في النعم نَجد كثيرًا من الناس لا يرضى بما قسمه الله له، فيَظَلُّ ناقمًا حاسدًا حاقدًا، يلعن الزمانَ ويَنْعَى حَظَّه، بل يتمنى أنْ تَزولَ النعم عن أصحابها، وأَنْ تأتِي إليه، وهذا هو عين الحسد.

    إن هذه العيون الحاسدة عيون ساخطة على قَدَرِ الله، قد فقدت البصيرةَ وإن تنعَّمت بالإبصار؛ لأنَّها أرادت أنْ تُحاكم الله في كونه، وذلك بعدم رضاها بما قدره - سبحانه - في كونه، وكأنَّها تقول بلسان الحال: "لِمَ يا رب أعطيت فلانًا وحرمتني؟!".

    والحسد جريمة وكبيرة؛ لِمَا فيه من اعتراض على قدر الله؛ لذا عَدَّه ابنُ القيم من أركان الكفر؛ يقول ابن القيم: "أركان الكفر أربعة: الكبر، والحسد، والغضب، والشهوة... فإنَّ الحسد في الحقيقة نوعٌ من معاداة الله، فإنه يكره نعمةَ الله على عبده، وقد أحَبَّها الله، وأحب زوالها عنه، والله يكره ذلك، فهو مضاد لله في قضائه وقدره، ومحبته وكراهته، ولذلك كان إبليس عَدُوَّه حقيقةً؛ لأن ذنبَه كان عن كِبْرٍ وحَسَد، فقَلْعُ هاتين الصفتين بمعرفةِ الله وتوحيده، والرضا به وعنه، والإنابة إليه..."؛ (الفوائد لابن القيم).

    وابن القيم في كلامِه السابق يُشَخِّص الدَّاءَ، ويضع الدواء، فالحسدُ داء عُضَال، ناتج عن فساد في المعتقد، وهو يَحتاج من الإنسان أن يقترب من الله بمعرفته وتوحيده، وأنَّه - سبحانه - يفعل في مُلكه ما يشاء، لا رادَّ لحُكْمِه، وهذا القرب الإيمانيُّ من الله بالاجتهاد في تَحصيل مُراد الله، وترك الناس وما وُهِبُوا من نعمٍ - يَجعل الإنسانَ مُطمئنًا منشرحَ الصدر؛ لأنَّ الإيمان سيجعله راضيًا، فيصبح القليل في يده كثيرًا، وساعتها لا ينظر إلى مَن هو أعلى منه في الدُّنيا؛ لأنَّ الدُّنيا كلها لا تساوي عند الله جناحَ بعوضة.

    وفي الختام، نقول لكل عين حاسدة: إنَّك تأكلين نفسَك بهذه النار المتأججة؛ لأنَّ الحاسِدَ لا يزال في سخط، فيأخذ صفةَ النار التي إذا لم تَجد ما تأكله تأكلُ نفسها، كما يَجب على الحاسد أنْ يَقِفَ مع نفسه وَقْفَةً متأنية، ويسأل نفسَه هذا السؤال: لو كنت أنا مكانَ صاحِبِ النعمة، هل كنت أرضى أن يَحسدها أحد، أو أنْ يتمنى زوالَها عني؟ بالطبع ستكون الإجابة: لا، وألف لا... فلماذا لا تحب لأخيك ما تُحبه لنفسك؟!

    د.أحمد راتب

     
  2. #2
    غالية الروح has a brilliant future غالية الروح has a brilliant future غالية الروح has a brilliant future غالية الروح has a brilliant future غالية الروح has a brilliant future غالية الروح has a brilliant future غالية الروح has a brilliant future غالية الروح has a brilliant future غالية الروح has a brilliant future غالية الروح has a brilliant future غالية الروح has a brilliant future الصورة الرمزية غالية الروح
    تاريخ التسجيل
    21 / 08 / 2009
    الدولة
    السعودية
    العمر
    44
    المشاركات
    1,687
    معدل تقييم المستوى
    2065

    افتراضي رد: عيون لا تؤمن بقدر الله

    عيون ساخطة على قَدَرِ الله، قد فقدت البصيرةَ وإن تنعَّمت بالإبصار؛ لأنَّها أرادت أنْ تُحاكم الله في كونه، وذلك بعدم رضاها بما قدره - سبحانه - في كونه، وكأنَّها تقول بلسان الحال: "لِمَ يا رب أعطيت فلانًا وحرمتني؟!".
    فعلا هذا أصل إحساس العيون الحاسدة

    فمن أحبَّ حبيبا رضيَ بكل مايعطيه حبيبه ..
    ومن أحبَّ ربَّه، رضي بل فَرِحَ بكل مايقدره له الله جلّ جلاله ..

    جُزيت خيــرا ..


     
  3. #3
    ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute الصورة الرمزية ابو مالك
    تاريخ التسجيل
    20 / 03 / 2007
    الدولة
    الأردن
    العمر
    50
    المشاركات
    6,574
    معدل تقييم المستوى
    7058

    افتراضي رد: عيون لا تؤمن بقدر الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالية الروح مشاهدة المشاركة
    فعلا هذا أصل إحساس العيون الحاسدة

    فمن أحبَّ حبيبا رضيَ بكل مايعطيه حبيبه ..
    ومن أحبَّ ربَّه، رضي بل فَرِحَ بكل مايقدره له الله جلّ جلاله ..

    جُزيت خيــرا ..


    شكرا لمرورك العطر على مشاركتي أختي الفاصلة غالية الروح

     

 
+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك