[align=center]السؤال : كما نعلم أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- أخبر: أن ديننا مكتمل، ومن يضف فيه شيئاً بعد ذلك فهو بدعة ويجب تركه، وقد علمت أن عمر –رضي الله عنه- رفع يديه في القنوت، وبالنظر إلى ضعف الحديث النبوي في هذا الباب يظهر لنا أن رفع اليدين في القنوت بدعة. أرجو توضيح المسألة.
المجيب : د. يوسف بن أحمد القاسم
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
الجواب
الحمد لله وحده، وبعد:
ما نقلته عن النبي – صلى الله عليه وسلم- ليس بحديث، وإنما هو معنى الحديث الصحيح: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" أخرجه البخاري (2550)، ومسلم
(1718) عن عائشة –رضي الله عنها-، وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة في سورة المائدة: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً..." [المائدة:3]، وأما بالنسبة لرفع اليدين في دعاء القنوت، فقد ثبت أن النبي – صلى الله عليه وسلم- رفع يديه في دعاء قنوت النوازل، كما في مسند أحمد (3/137)، ومعجم الطبراني الصغير (رقم 536)، عن أنس – رضي الله عنه- في حديث القراء، وفيه: "رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في صلاة الغداة يعني: الفجر رفع يديه، فدعا عليهم..." وسنده صحيح، كما قاله الألباني في صفة صلاة النبي – صلى الله عليه وسلم- ص (178) في الهامش رقم (7)، وغيره، وبهذا اتضح أن فعل عمر – رضي الله عنه- وافق سنة النبي – صلى الله عليه وسلم-. وعلى فرض أن الصحابي –رضي الله عنه- فعل شيئاً من العبادات لم يرد عن النبي – صلى الله عليه وسلم- فهل يعد فعله حجة، أم لا؟ خلاف بين العلماء؛ فقيل: إن فعل الصحابي –رضي الله عنه- مذهب له، وقيل: إن فعله إذا خرج مخرج القربة فإنه يقتضي المشروعية، والأول هو قول الجمهور، والأرجح من حيث النظر. والله تعالى أعلم. [/align]
مواقع النشر (المفضلة)