... حديث يومي ( لبيك ) ...
... أحد .. جبل أحبه رسول الله ...
عادة ما تكون التضاريس الجغرافية أكبر شاهد تاريخي على الحضارات والحقب الزمنية المرتبطة بها، وفي التاريخ الإسلامي يمكن القول: إن بعض الجبال كانت وما زالت شاهدًا مهمًا على حقب وأحداث تاريخية مهمة.
وتسجل الجبال في منطقة المدينة المنورة بصورة خاصة ، وقائع كثيرة من المعارك والغزوات التي صنعت محطات للتاريخ الإسلامي، ومن هذه الجبال جبل أحد الذي اشتهر بالموقعة التاريخية التي وقعت عليه في السنة الثالثة للهجرة.
وعندما تكون في المدينة النبوية –وفي أي مكان منها- وتتجه بنظرك إلى الشمال فإنك تشاهد على بُعد خمسة كيلومترات الجبل التاريخي الشهير -أحد- بمنظره الجذاب الجميل الأحمر المكسو بقليل من السواد، ولا يمل الناظر إليه من مشاهدته، وقد كان صلى الله عليه وسلم يستأنس برؤيته عند قدومه للمدينة النبوية ، ولأهل المدينة به ولع وحب ، وهم يسمونه: " حن " من باب التدليل !
وجبل أحد من أهم المعالم الطبيعية وأظهرها في المدينة المنورة ، ويقع في الجهة الشمالية منها ، وهو في الحقيقة سلسلة متصلة من الجبال يمتد من الشرق إلى الغرب ، ويميل نحو الشمال قليلاً ، يبلغ طوله سبعة كيلومترات وعرضه ما بين 2- 3 كيلومترات .
ومعظم صخور جبل أحد من الجرانيت الأحمر، وفيه أجزاء تميل ألوانها إلى الخضرة الداكنة والسواد .
وتتخلله تجويفات طبيعية تتجمع فيها مياه الأمطار ، وتبقى معظم أيام السنة؛ لأنها مستورة عن الشمس، وتسمى هذه التجويفات ( المهاريس ) .
وتنتشر على مقربة من جبل أحد عدة جبال صغيرة ، أهمها جبل ثور في شماله الغربي ، وجبل عينين في جنوبه الغربي , ويمر عند قاعدته وادي قناة ويتجاوزه غربًا ليصب في مجمع الأسيال .
ويرتبط اسم هذا الجبل بموقعة تاريخية وقعت في السنة الثالثة للهجرة ، وسميت باسمه وهي " غزوة أحد " ، وكان ميدانها الساحة الممتدة ما بين قاعدته الجنوبية الغربية وجبل عينين الذي يبعد عنه كيلومترا واحدا تقريبًا، ويسمى أيضاً "جبل الرماة" , فقد زحفت قريش وحلفاؤها إلى المدينة لتنتقم من المسلمين وتثأر لقتلاها في غزوة بدر التي وقعت في السنة الثانية للهجرة ، وتصدى لهم المسلمون في هذا المكان، ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الرماة على جبل عينين وأوصاهم ألا يغادروه مهما كانت الظروف حتى يأتيهم أمره .
ودارت المعركة ورجحت كفة المسلمين وبدأ المشركون بالهرب ، وظن معظم الرماة أن المعركة حُسمت لصالح المسلمين فنزلوا من الجبل ولم يلتفتوا لنداءات أميرهم وتبعوا المشركين وبدءوا يجمعون الغنائم .
وانتهز قائد فرسان المشركين خالد بن الوليد - ولم يكن قد أسلم بعد - الفرصة والتف بفرسانه بسرعة من حول الجبل ، وفاجئوا بقية الرماة فقتلوهم ، ثم هاجموا المسلمين من خلفهم فتشتت صفوفهم ، واستشهد منهم سبعون ، وكان منهم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم انسحب المشركون ، ودفن الشهداء في موقع المعركة عند قاعدة جبل أحد وهي بينه وبين جبل عينين ، وأصبح مدفنهم مزارًا يقصده الناس أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي زارهم ودعا لهم .
ولجبل أحد مكانة كبيرة في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي نفوس المسلمين ؛ فقد وردت في فضله أحاديث عدة منها : عن عباس بن سهل عن أبي حميد قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((
إني مسرع فمن شاء منكم فليسرع معي ، ومن شاء منكم فليمكث ، فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة فقال: هذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه , وعن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أحد جبل يحبنا ونحبه " ، وفي رواية قال : نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد فقال : " إن أحد جبل يحبنا ونحبه " , وعن أبي عبس بن جبر مرفوعاً : " جبل أحد يحبنا ونحبه ، وهو من جبال الجنة " )) .
إمامَ المُرسلينَ فداكَ رُوحـــي .. ... .. وأرواحُ الأئمةِ والدُّعــــاةِ
رسولَ العالمينَ فداكَ عرضي .. ... .. وأعراضُ الأحبّةِ والتُّقــاةِ
و أفوض أمري إلى الله
إن الله بصير بالعباد
... محبكم في الله ...
...نجد علي ...
مواقع النشر (المفضلة)