بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين ...
أما بعد :
الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
السؤال : يقول السائل : الذي لا يحقق شروط " لا إله إلاّ الله " كلها هل يدخل الجنّة أو يدخل الناّر ؟
الجواب : الذي لا يحقق شروط لا إله إلاّ الله يدخل النّار ,لا بدّ ؛إذا كان غير مخلص ,إذا كان غير صادق ,إذا كان لا يعلم معناها ؛يقول "لا إله إلاّ الله " ويفسرها بلا خالق إلا الله ! لا رازق إلا الله ! هذا على الأقل هو من الفرق الضالّة , إن عذرناه الجهل .
أن أهل السنة والجماعة على أنّ الجاهل معذور حتّى تقوم عليه الحجّة ,وأهل الفترة معذورون لا يدخلون النار إلاّ بإقامة الحجّة .
والراجح عند أهل السنة أنّ الذي وقع في مكفِّر ,لا يُكفَّر حتى تقام عليه الحجّة ,وقد وقع بعض الصحابة في شرب الخمر ؛شربوه واستحلوه وهذا من المكفرات فأجمع الصحابة : عمر ابن الخطاب وعلي ابن أبي طالب وعثمان وغيرهم من الصحابة قالوا : ائتوا بهم ؛إن اعترفوا بتحريم الخمر أُقيم عليهم الحدّ ,وإن استباحوه واستحلّوه يُقتلون مرتدّين فتابوا وأنابوا ورجعوا فأقاموا عليهم الحدّ ..
الشيخ ربيع :
ما هو ضابط العذر بالجهل ؟
الجواب : الجاهل هو الذي لم تبلغه الحجّة ,إما أن يكون حديث عهد بالإسلام وترك عملا من الأعمال من أركان الإسلام وغيره لأنه لم يتعلم إلى الآن الإسلام ,هذا مثلا لو أسلم وما اعتقد وجوب الزكاة أو الحج أو ما شاكل ذلك لأنه ما بلغه أيّ نص ولا علمه المسلمون ؛هذا يُعذر بالجهل ,بارك الله فيكم .
أو كان في بلد ناءٍ عن بلاد العلم والإسلام والعبادة والتوحيد وما شاكل ذلك ...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( فإنه بعد معرفة ماجاء به الرسول نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن يدعو أحداً من الأموات و لاالصالحين و لاغيرهم لا بلفظ الاستغاثة و لا بغيرها و لا بلفظ الاستعاذة و لا بغيرها ، كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت و لا إلى ميت و نحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور و أن ذلك من الشرك الذي حرمه الله و رسوله ، لكن لغلبة الجهل و قلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول مما يخالفه [ مختصراً من : الاستغاثة الكبرى : 1/629 و ما بعدها ] .
و قد صرَّح في مقام آخر باشتراط قيام الحجة على الجاهل قبل الحكم بكفره ، فقال رحمه الله : ( و الاستغاثة بالرسول ؛ بمعنى أن يطلب من الرسول ما هو اللائق بمنصبه لا ينازع فيها مسلم كما أنه يستغاث بغيره بمعنى أن يطلب منه ما يليق به ، و من نازع في هذا المعنى فهو إما كافر إن أنكر ما يكفر به و إما مخطئ ضال و أما بالمعنى الذي نفاه الرسول عليه الصلاة و السلام فهي أيضاً مما يجب نفيها ، و من أثبت لغير الله ما لا يكون إلا لله فهو كافر إذا قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها ) [ الاستغاثة الكبرى : 1 / 298 ] .
مواقع النشر (المفضلة)