بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فقد انتشر وبشكل كبير تداول الأفلام الإباحية والصور العارية على مواقع الإنترنت وعلى أجهزة المحمول وأجهزة الكمبيوتر .
ومما لاشك فيه أن مشاهدة الأفلام الجنسية حرام لأنها من الوسائل المؤدية إلى الانحلال والفساد الأخلاقي، كما أن الصور العارية حرام لأن فيها انتهاكاً للمحرمات والنظر إلى ما حرم الله .
يقول فضيلة الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة - أستاذ الفقه وأصوله - جامعة القدس - فلسطين : إن الإسلام يحارب الفساد والانحلال بمختلف ألوانه وأشكاله ويقطع كل الطرق التي تؤدي إليه ، ولا شك أن الأفلام الإباحية والصور العارية مظهر من مظاهر الانحلال والفساد وأنها من الوسائل المؤدية إليه ،لذلك لا شك لدي في حرمة مشاهدة الأفلام الإباحية والصور الخليعة لأن للوسائل أحكام المقاصد كما قرر فقهاء الإسلام .
قال العز بن عبد السلام" : للوسائل أحكام المقاصد فالوسيلة إلى أفضل المقاصد هي أفضل الوسائل والوسيلة إلى أرذل المقاصد هي أرذل الوسائل".
ومن المعروف عند العقلاء أن مشاهدة الأفلام الجنسية والصور الخليعة وسيلة من وسائل انتشار الفساد الخلقي والانحلال وانتشار الموبقات ،وقد تؤدي إلى الزنا واللواط واستعمال العادة السرية فما أدى للحرام فهو حرام وقد سمعنا وقرأنا عن حوادث كثيرة كان سببها مشاهدة تلك الأفلام الساقطة والصور الخليعة كالزنا واللواط وغير ذلك من المفاسد الأخلاقية .
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم :( لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها ) رواه البخاري .
ومعنى الحديث أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ينهى المرأة أن ترى امرأة أخرى وهي عارية وبعد ذلك تقوم بوصفها لزوجها فتجعله يفتتن بالمرأة الموصوفة .
ومن المعلوم أن هذا الوصف يجعل الزوج يتخيل تلك المرأة بصفاتها التي نقلت إليه من زوجته ،ومع أن الأمـر يتعلق بالخيال فقط فقد نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عنه فما بالك بمشاهدة الأفلام الجنسيـة حيـث الصوت والصورة ، فهذا يؤدي إلى مفسدة أعظم من مجرد التفكير بامرأة وصفت له .
إنني لا أظن أن مسلماً تقياً يعرف مقاصد الشرع الشريف يقول بجواز ذلك ، هذا إذا أضفنا إلى ما تقدم أن إعداد الأفلام الجنسية والصور العارية حرام لأن فيها انتهاكاً للمحرمات والنظر إلى ما حرم الله ، كما أن نشر تلك الأفلام حرام وطبع تلك الصور حرام ، وترويج ذلك ونشره حرام أيضاً فالقضية كلها تدور ضمن دائرة التحريم .
والله اعلم
مواقع النشر (المفضلة)