جاء عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى : أن أمه رحمها الله تعالى كانت تأمره
أن يذهب بها إلى حلقة عمر بن ذر حتى تسأله عن بعض ما أشكل
عليها , يقول أبو يوسف : رأيت أبا حنيفة يحمل أمه على حمار إلى
مجلس عمر بن ذر كراهية أن يرد على الأم أمرها .
و قال الحسن بن زياد : حلفت أم أبي حنيفة بيمين فحنثت فاستفتت أبا
حنيفة فأفتاها , فلم ترض و قالت : لا أرضى إلا بما يقول زرعة القاص
فجاء بها أبو حنيفة إلى زرعة فقال زرعة مخاطباً أم أبي حنيفة أفتيك و
معك فقيه الكوفة فقال أبو حنيفة : أفتها بكذا و كذا , فأفتاها فرضيت .
ــ يا سبحان الله هذا و هو إمام زمانه ــ
و جاء عن محمد بن بشر الأسلمي أنه قال : لم يكن أحد بالكوفة أبر بأمه
من منصور بن المعتمر و أبي حنيفة و كان منصور بن المعتمر يفلي
رأس أمه .
و أما حيوة بن شريح أحد الأئمة الأعلام فقد كان يقعد في حلقته يعلم
الناس فتقول له أمة : قم يا حيوة فألق الشعير للدجاج فيقوم و يترك
التعليم .
و قال محمد بن المنكدر : بات أخي عمر يصلي و بت أغمز رجل أمي و
ما أحب ليلتي بليلته .
و هذا حجر بن الأدبر : كان يلمس فراش أمه بيده و يتقلب بظهره عليه
ليتأكد من لينه و راحته ثم يضجعها عليه .
و أما الإمام ابن عساكر الحافظ الكبير محدث الشام لما سئل عن سبب
تأخر حضوره إلى بلاد أصفهان قال : لم تأذن لي أمي .
و هذا مؤرخ الإسلام الإمام الذهبي رحمه الله تعالى فقد قال في ترجمة
أحد أئمة الإسكندرية : فازددت تلهفاً و تحسراً على لقيه و لم يكن الوالد
يمكنني من السفر
مواقع النشر (المفضلة)