مهداة إليك ...لا لأحد سواك ...
سيمفونية استقبال
الخريف
**********
بينما تتساقط أوراق الأشجار بهدوء قاتل وصبر مرير ...
مستسلمة لأقدارها
بينما تتشق صفحة الأرض معلنة عن جدبها و قفرها ...
مستسلمة لأقدارها
بينما تقف أغصان الأشجار باسقة بشموخها المعهود عارية من حلتها البهية ...
مستسلمة لأقدارها
بينما أرقب مظاهر خريف الفصول ..
أقف هناك كسيرة أرقب خريف عمري ...
مستسلمة لأقداري ..!
إنه
القدر من يسيرنا بحكمة من الخالق ...
قدري شاء لحياتي أن تكون
كما الخريف في قحطه
كما الصحراء في قحولتها
كما الأزهار في ذبولها
كما الجبال في وعورتها
أصبحت الآن رهينة ماض لو لم
ينتحر بخنجر القدر ...
لكان أسعد بل وأروع ماض ...
لكنني الآن أتذكر هذا الماضي البديع والأعاصير تقتلع قلبي الملتاع ألما وحسرة على الماضي الوديع ..
كنا كما
العصافير في الجنة ...
نحلق أينما نشاء ...نرفرف حيثما نشاء ...نغرد وقتما نشاء ...ونتعانق قدرما نشاء ...
أما الآن وقد افترقنا فراقنا الطويل ...
فالعصافير قد غدت تعزف سيمفونية
الحداد على حبنا الموؤد ...
لكن يبقى أملي ...بأن فراقنا الطويل سينتهي وحبنا
الموؤد سيعود إلى الحياة بقوة أكبر ذلك أنه سيكون قد تغلب على أكبر الصعاب وأوعرها ...
سيحق لنا آنذاك أن نفخر به لا أن نكتمه ونخفيه ...
أما الآن وقد افترقنا فراقنا
الطويل ...
سيكون عزائي الوحيد أن هذا الفراق ليس فراقنا
الأبدي
مواقع النشر (المفضلة)