السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اخواني وأخواتي أعضاء منتدى المودة الموقر : سررت معكم طيلت الأيام السابقة بالكتابة عن قصص وقصائد القدامى والتي فيها مظاهر الرجولة والكرم والسخاء وغيرها من المظاهر الحميدة التي بعضها شبه منعدم من مجتمعنا في الوقت الحالي ولكن لا حظتم في الآونه الأخيرة انقطاعي عن المنتدى كثيرا وعدم التفاعل معه بشكل جدي مثل السابق ولكن أقدم اعتذاري للأعضاء والمشرفين فهذا خارج عن ارادتي واتمنى العودة إليكم في أسرع وقت ........ ولا أريد ان أطيل عليكم فاليوم جايب لكم قصيدة لشاعر معروف وهو الشاعر محمد بن لعبون...........نتركم مع القصة....
الشاعر محمد بن لعبون ولد في قرية (ثادق ) في نجد عام 1205هـ وعاش فيها حتى صار عمره تقريبا َ عشر سنين ثم انتقل مع أهله الى قرية ثانيه وعاش فيها ورجع وتعلم واكتسب العلم في مدينه اسمها (التويم )من قرى نجد وكان أبوه رئيس بيت المال في تلك الايام وأبوه مؤرخ له كتاب تاريخي يسمونه تاريخ حمد بن لعبون ورحل من ثادق في عام 1222هـ طلع من نجد كلها وراح للعراق سواق الشيوخ ( الخميسيه ) الزبير العشار وعاش فيها ويوم طلع كان عمره في حدود 17,18 سنه
وتعرفون إنه من المعروف عن ابن لعبون أنه شاعر غزلي فكان يحب واحدة وهو صغير هاك الحين
وراح وتفرقت به الأيام يوم بالعراق ويوم بسوق الشيوخ ويوم منا ويوم منا إلين ..............
استقربه المقام في موقع ما بين البصرة القديمة والعشار المهم يالربع هو كان يحب وحده اسمها مي في نجد هناك ويوم جاء في هاك الجهات ,لقي مثل مي واجد وحط عينه على وحده تشابه لمي اللي هناك ..
الحاصل يالربع انه في مكان يسمونه دوحة البرهام وهو موقع على شط العرب يتجه من الغرب للشرق وانه عليه شجر كبار مظلل النهر موقع تنحسل فيه المويه وتصير صافيه...
ويجتمعون فيها البنات يحبون يسبحون في هالماء هالموقع يجون فيه البنات هذولا على جال النهر هذا بحيث أنه أول شي مغطى بالشجر ولا يجي حوله أحد وبعدين مخصص ...
مثلاَ اليوم السبت لأهل الفريق ذا بكره الأحد لأهل الفريق الثاني كل ناس لهم يوم فهم يقولون إنه يجي يوم الثلاثاء الفريق اللي معهم وحده تشابه لمي اللي هو يبيها
يجن مجموعة بنات وينتشرون على جال النهر معهن ثياب يغسلونها وينشرونها على الشجر وكل شي ينشر على جال هالنهر وإلا خلصت ثيابهم وجا حول الظهر وإلا عاد بقي مثلاَ...
كل واحده ما عاد بقي عليها الا ثوب خفيف ما حولهم أحد ولا عندهم من يكشفهم طبوا في هالماء يسبحون عاد تخبرون الماء والسباحة يجي فيه تدزيز وتغريق وضحك
وكهكهه ( عاد تخبرون بنات ومجتمعات الله من التميلح
) فيقولون أنه يقعد من بعيد يناظر مي( لوه من عيال الحين كان يطلع جواله ويصور ما يزيه المناظر
) مع انها عادة غير حسنه بل مخالفة للشرع ...
المهم هاللي الى سبحت وطلعت من الماء قالوا أنها تفل شعرها إلا طبت في الماء لكن إلا بغت تطلع
تجمعه وتربطه وتخليه من وراء يغدي يهبل ولا فيه واحد يشوفه وراح وعلم أهل مي
قال تراي أبرأ الى الله وش لون أبرأ الى الله وأنت تنفض ثوبك أنا شايف ابن لعبون
ورا الشجر يناظر بنتكم وأنه كذا وكذا وكذا المهم دوروا على البنت علوم دوروا عليها
شيئ كل صديقاتها ينزهونها وذا قالوا بس روحوا فأمها ما تبيها ينغضر شبابها وتنغث
وهوما غير يناظر بس من بعيد, عاد يقولون أهل الصنف وأهل الهوى أنه ما فيه أجمل
من المره الى طلعت من الماء والثوب رطب عليها وقعدت هناك يصير معزلها ويبين
كنها مغطسه في زيت زيتون الحاصل أنه إلا يبست ثيابهم هذه وتنظفوا وتلبسوا وكل
شيء جو مارين من عند هالبيوت واحد من البيوت هذه في ركنه دكان والدكان فيه
راعي ذهب صايغ يسمونه ابن (جلق) يقلون شوفه ضعيف ما يشوف من بعيد مره
يجيبوصلة الذهب اللي هالكبر ويطرقها ويصلحها خماخم ابن لعبون عاد يجي يقعد عنده
أحياناَ يمرون من عند ابن جلق وأحياناَ يرحون من هناك يوم جاء يوم من الايام والاه
هو قاعد عند ابن جلق تحرى لهم يمرون وفعلاَ يوم درى يوم اقبلوا وإلا بن جلق هذا
يطرق الذهب في مكانه وعلى حيله وضعيف بن جلق ماعليه حال ( لو تكسر ساقه
غبر), يوم جاء يوم من الايام واقبلن هالبنات يوم افترت منهن واحده , واحده يتهاوش
فيها البياض والحمار عاد عقب هالماء قاعده لها فيه ساعة في الماء غاديه مثل الفص
المقشر يوم اقبلت قال ابن لعبون : ابن جلق قال : خير أرفع راسك وطالع هاللي اقبلت
رفع راسه ابن جلق يبي يناظرها لأنها جاية تبي تسأله عن صوغ لها يوم رفع راسه يوم
اندهش من جمالها حتى ابن جلق نفسه فافترت المطرقه وطقته مع يده اليسرى وبغت
تناقز اصابع يده ( المحه ذبحه هذا وهو ما يشوف زين
) الحاصل الوقت اللي ابن
لعبون يشوف يد ابن جلق وهي تطرق وباقبالة هالبنات قام يرقع قلبه ابن لعبون
فيقول في القصيدة هذه :
ماطرق فوق الــورق يبن جلـــق.....زور كـــــف فــــوق كـــــف مايلبيـــــق
كلما هب الهــوى له واصطفـــق....حملــــــه بفــــراقهـــــم مالايــطيـــــق
حتـه المظنـــون به حت الـــورق....من شفـــــا روح عليـــهم في مضيـــق
تنتحي رايـــات حــربه وانخنــق....مع نظير العيــــن في طـــق وطقيــــق
ادعتــه غمس الليالي مطـــرق....للعـــدو ون مر فـــي ثــــوب الصديــــق
لو رموها بالحرق عقب الغــرق....ماسلت يابن جلـــق عــن ذا الطريــــق
فيه مصروف الغواني لو مــرق....رايـــــــح يطـــــاف بالبيــــــت العتيــــق
طايـــر عاقـــه مقاديــر التفـــق.....بالهــــــوى واليـــوم يانعـــم الرفيــــق
اسأل الاطلال عن سوق الحدق....حيــــث علمك بالطلـــل علـــم وثيـــــق
مــاعليك ان خلت بـــراق بـــرق.... من ثنايــــا دارها من الــواد العقيــــق
قانيـــات العاسهن مثـل الدرنق.....زرقـــــة باجيــــاد تلعــــات العنيـــــــق
محصنـــات ماعقلهـــن الدبـــق.....مـــاكشف غراتــــهن كـــــود البريـــق
لفتة الغـــزلان وبطون السلــق.....والمعارف من خـوافي ريـــش هيــق
شايــلات مثل شيشات العــرق....نــاعمــــات والخمـــر خمــــر عتيـــــق
خيلهن تشربـك ياحلــو المـــرق.....جيـــشهن يــاكلك يالخبــــز الرقيـــق
كنهن ياطن على اطبــاق الزلق.....ان علاهـا الطل او نـــوض الطريـــق
ميــسرات بالتمــاني والجـــوق....كنهــــن للي برجــواهـــن شفيــــــق
دوحــة البـــرهام ظلال الغـــرق.....من قعـــد في ظلهــــا مافــك ريــــق
راكبات في طبق عالـي طبـــق....مـن زعــانيــف الهــــوى قلب عتيـــق
غرد الحـــادي بصـــوته بالبلــق .... ينـــهم الاضعـــان عجــلات اللحيـــق
يارحايلهـا يلها لها كــف الفلـــق .... دارهـــا الافــــلاك والدنيـــا دقيــــق
شتت الخـلان والشمل افتــرق .... في فريـــق حـال من دونــه فريــق
ضارباتــها في عصاهن واتفــق .... كــل فـــراق ضل كالطـــود العتيــق
اترعن كاس الهوي لي واندفق .... وكأس عذري الهوي راعي الحريـق
( يقصد محسن الهزاني )
ناست العربـان وادعتهم طقـق ....ركبــت الماشــوم لحصـــان سبيـــق
سيــف غارات الليالــي واندلق .... مغفــر السلطـان لاخولـــه شقيــق
هذه قصيدة ابن لعبون القصيدة التي انتشرت حتى بعد وفاته وتوفي بمرض الطاعون في الكويت
عام 1242هـ
إلى اللقاء في مشاركات جديدة ان شاء الله في المستقبل القريب ونراكم على اتم عافية وصحة وخير.... تقبلوا تحياتي للجميع
وللأمانة منقول :
قصة وقصيدة ... ((الجزء الأخير)) .........
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)