رسالة عاجلة
إليـــك..مع المحبة
هيــا عُــدّ..!!
فما عادت لعبة الاختباء تجدي نفعاً
ولم يعد الأمر مجرد مزاح.. طفولي
فالأمر أكبر .. وأعمق
فمنذ استيقظت ذلك الصباح وأنا أشعر بفراغ داخلي كبير.. خلّفه غيابك المر
ذلك الصباح.. استيقظت على حزن.. لم تغب شمسه بعد..!!
استيقظت على أصوات أنين فجّر سكون المكان. جُلت ببصري على كل من حولي.. غير مدرك لما يجري.. فقد شاهدت أمي تقلب بوجوهنا.. تحضننا بقوة.. تمتزج دموعهــا بوجنتنا
وأختي هناك في ركن تجلس القرفصاء.. ورأسها مغروس بركبتيها..و صوت أنين يصم الأذان.. وأخي يتكأ بظهره على الجدار.. ويميل برأسه بلا وعي. شعرت بأن ما يحدث حلماً.. أريد الاستيقاظ منه.. فهربت خارجاً لأجد جمــع يملأ فناء البيت.. لا أدرك ما الذي جمعهم.. فهذا خال وهذا عم.. وذلك جار وصديق.. يهمسون لبعض..همســاً. ويلتفون حول سيارة بيضاء.. ليست لنا .. لمن يا ترى.؟! ولما أخي يجلس في صندوقها.؟!
بدأت أجول بينهم بلا وعي .. فتارة هذا يرفعني ليقبل جبيني وهذا يضع يده على رأسي..يمسحهُ
وأنا أحاول أن أفيق من حلم مزعج..
عَلا أسمي في المكان.. كان أخي الكبير.. ينادي , فحملني أحدهم ووضعني في صندوق السيارة.. كنت أنت حينها نائماً. اقتربت منك.. ورأيتك تبتسم لي..هززت قدمك حتى تصحو.. ناديت عليك بحياء. فلم تجيب.. وكان أخي نائماً بقربك.. ويبتسم أيضاً وهززت بكتفه . ولكن ببطىء فأنا اعرفه لا يحب لأحد أن يزعجه وهو نائم.. ولكنني في تلك اللحظة بالذات.. أردت أن أزعج نومه.. ولست ادري لما.؟! فهمست بأذنه:-
..(( يلا اصحى.. اليوم بدنا نغلبهم..))
لم يرد أيضاً فنظرت لأخي الكبير لعلي أجد جواباً عنده.. كانت تلك أول مرة أعرف فيهــا.. بأن للكبار دموع..!!
الخال.. والعم.. والجار.. والصديق.. لست أدري ما حصل لهم.. فهم لم يزوروننا بعد ذلك.
ولكنني أتذكر جيداً بأن أحد الحاضرين ربت على كتفي وقال: بتكبر .. وتنسى ..))
مسكين هذا الرجل.. لم يدرك بأنني كلما كبرت.. كلما احتجتك أكثر...!!
هيا عُــد
لن أعاتبك..
ولن ألومك على غيابك الطويل
سأسمع الكلام.. لن أشاغب. ولن أكسر لعب البنات..
عُــد.. وأحضر معك كيس من "الكستناء".. فها هو العام العشرون قد مر ولم نشعر لهــا.. بطعم.
وأدخل علينــا.. وأنا سأنتفض من مكان.. سأركض نحوك..فاتحاً ذراعيّ لك .. وأنادي عليك..كطفل صغير .. أبي.. أبي.. واقفز عليك.. ممسكاً رقبتك.. لأتدلى.. كقلادة.
ملاحظة:.. لا تنسى أن تأتي بأخي معك.
احمد فرج
سيد الفراشة
-----------------------------
الذكرة العشرون على وفات اب واخ الكاتب
رحمهم الله بواسع رحمته واسكنهم فسيح جناته
امين
مواقع النشر (المفضلة)