الزَّوجةُ الأُخرى و(أَملُ المُستَضعَفِين)
إلى الرَّحمنِ مَنْ ظَلَمَ العِبادَا
وَمَنْ فِي النَّاسِ بِالتَّضيقِ نَادى
وَمَن زَرَعَ العَداوةَ فِي نُفوسٍ
عَلى يَأْسٍ وَأَلبَسَهَا سَوَادَا
وَمَن هَدَّ البُيوتَ بِسَاكِنِيْهَا
وَبينَ النَّاسِ قَد نَشَرَ الفَسَادَ
وَمَن جَعَلَ السَّعادةَ فِي شَقاءٍ
فَأَعْجَزَهَا فَما بَلَغَتْ مُرَادَا
وَمَن أَسْقَى الخَلائقَ كُلَّ مُرٍّ
وَصَيَّر كُلَّ فَاتنةٍ جَمَادَا
لَحَاكَ اللهُ يَا مَنْ صِرتَ عَوْنًا
إِلى الزَّوْجاتِ قَد رُمتَ انتقَادَا
أَليس اللهُ شَرَّعَ كُلَّ خَيرٍ؟
وَحَلَّلَ فِي الوَرى مَثْنَىً وَزَادَ
ثَلاثاً إِنْ أَصابَ وَكانَ عَدْلاً
فَأرْبعُ فِي الشَّريعةِ إِنْ أَرَادَ
وَإِنْ وَهَبَتْ مُحَصّنةٌ بِنَفسٍ
تُريدُ السِّترَ فَاغتنمِ الوِدَادَ
نِساءٌ قَد ظُلِمْنَ بِعُرفِ قَومٍ
وِفي الأَعمارِ جَاوزنَ انتهادَا
بَلَغْنَ اليَأْسَ والأَحلامُ صَارتْ
إِلى الأَضغاثِ قَد مِلْنَ اعِتيادا
وَصارَ العُمْرُ بِالعَبراتِ يَمضي
وَفي الآمالِ سَابَقْنَ الجِيَاد
وَصارَ الكُلُّ يَنعتُهُنَّ ظُلماً
عَوَانِسُ بِئْسَمَا زَعَمُوا اعتِقَادَا
وَغَصَّ البَيتُ بالفتياتِ لمَّا
رَفَضْنَ الشَّرعَ _زَوْجَاتٌ_ عِنَادَا
وَحَارَبْنَ التَّعَدُّدَ مُؤْمِنات
بِأنَّ الزَّوجَ قَد سَهُلَ انقِيَادَا
وَأَنَّ العَقْدَ يَبْطُلُ إِنْ تَعَاصَتْ
مُوَافَقَةً عن الأُولَى استِنَادَا
وَزَادَ الأَهلُ هَمَّكَ بِاتِّهَامٍ
وَتَكْفِيرٍ وَعَنْكَ القَوْمُ حَادَ
وَتُذكَرُ فِي المَجَالسِ كُلَّ حِينٍ
وَتُلعَنُ_ لَا عَلَا يَوْماً وَسَادَ
وَتَنْعَتُكَ النِّساءُ بِكُلِّ قُبحٍ
بِلا عَقْلٍ ولا قَلبٍ تُنَادَى
وَيَرفَعْنَ الأَكُفَّ مُلَبِّياتٍ
إِلَهَ الخَلقِ فِاحرِمهُ السَّدَادَ
وَضَيِّق عَيْشَهُ ضَنَكاً وَبُؤساً
وَقَلِّل مِثْلَهُ يَرجُو ارتِيَادَا
وَفَرِّج كَرْبَ مَن عَجَزتْ عَليهِ
فَما عَن جُرْمِهِ يبغي ارتدادا
وَبَدِّل عَيْشَها فَرحاً وَيُسْراً
وَلا تَحْكُمْ عَلى أُخرى الحِدادَا
وسَلِّيهَا بِفَضلِكَ كُلَّ وَقتٍ
فَقَسْوةُ زَوْجِها جَرحَ الفُؤادَا
وَجُرحُ القَلبِ أَعجزَ كُلَّ طِبٍ
يُعالجُ حُرقةً أَبقتْ سُهَادَا
فَطِيبُ العَيشِ وَدَّعَهَا بِحُزنٍ
فَما ذَاقتْ لَها عَينٌ رُقَادَا
ولا مَعنىً يَروقُ لَها لِتَبقى
رَبيعُ العُمرِ عَجَّلهُ جُمَادَى
فَذَا حُكمُ النِّساءِ وَكَيْدَهُنَّ
يَقِسْنَ الأَمرَ بِالقَلبِ اجتهادا
وَيَمْقِتنَ الضَّرائرَ رَافِضَاتٍ
فَيَشْقَى مَن لَهُ أَملٌ فَآدَا
سَمَاحاً إِنْ قَسَى قَلبي فَإنِّي
رَقِيقٌ مُشْفقٌ يَأبى الكَسَادَ
سَأَفدِي كُلَّ بَائرةٍ بِسُوقٍ
يُقِيمُ الوَزنَ لَا يُثنى جَوَادَا
فَتَسعَدُ بالهَناءِ وكُلَّ خَيرٍ
وَلَستُ بِمُفردِي أَبْغي ازدِيَادَا
رصعها ناظم الجمان رضا جبران
مواقع النشر (المفضلة)