ندم
لماذا تركت العصافير تمضي
ولما تحط على ضفة القلب
أو تستحم بماء العيون؟
لماذا تركت الجميلات
يعبرن صحراء أيامك المجدبات
ولم تستظل بأفياء أجسادهن،
ولم تستقي من ينابيع أفواههن؟
وعدت تعانق حلماً قديماً
وتحضن صمت الوسادة.
لماذا تركت الأزاهير عطشى
ولم تسقها من نزيف العروق؟
وحين ذبلن بكيت على ضوعة العطر عند الشروق.
لماذا تركت المراية تعمى اشتياقاً لوجهك؟
هل خفت أن تفشي السر للغانيات
بأن المشيب غزا عارضيك؟
وهل خفت ألا تعود إليك
حبيبة عمر تشظى كغيم الخريف؟
ترى هل تعبت؟
ترى هل مللت؟
ترى هل أصابك داء انتظار القطار الذي لن يجيء؟
فلا تنتظر يا صديقي طويلاً
لأن الشتاء سيسأل عنك
وتذبل أزهارك اليانعات
وتهرب كل الفراشات منك.
لماذا تخبئ وجهك خلف القناع
وجسمك تحت العباءة؟
تعرَّ فلا شيء أشهى من العري
غير النقاء،
ولا تبق في الركن تندب عمرك كالثاكلات،
وقم للصباح الوليد كنسر
وقل إنني شئت
لا الحظ شاء!
تشرين الثاني 2007
مواقع النشر (المفضلة)