بعد السلام والتحية والتقدير اردت ان انقل لكم بعض طرائف العرب في العصر الحديث آملا ان تنال اعجابكم والله المستعان
دعي الكاتب عبدالعزيز البشري إلى مائدة حافلة في ضيعة وجيه من الأسرة الأباظية.
وعندما قام ليتوضأ ترك جبَّته السوداء معلقة، فلما عاد وجد مَن رَسَم على جبته بالطباشير وجه حمار. فنظر إليهم البشري دون أن يفقد أعصابه وقال والابتسامة لا تفارقه: مين فيكم اللي بسلامته مسح وشه في الجبَّة.
فضحك الحاضرون من كل قلوبهم.
دار حوار بين الشاعرين شوقي وحافظ عن الحب، فقال حافظ.
يقولون إن الشوقَ نارٌ ولوعة...........فما بالُ [شوقي] أصبحَ اليومَ باردا
فرد شوقي على الفور:
وأودعت إنسانا وكلبا أمانة............فضيعها الإنسان والكلب [حافظ]
وهي تورية رائعة .. وقد ضل بينهما حبل الصداقة والود
كان إمام العبد ذا لون اسود .. وكان له صديق اسمه محمود كثيرا ما يشاكسه، وذات يوم سأله: ما رأيك يا إمام في قصيدة المتنبئ
عيد بأية حال عدت يا عيد .........بما مضى أم لأمر فيك تجديد
وقد أراد صحبه -في خبث- أن يشير إلى قوله
لا تشتر العبد إلا والعصا معه........ إن العبيد لأنجاس مناكيد
ففطن إمام لما أراده صديقه فرد قائلا: هي بلا شك قصيدة رائعة جميلة وبخاصة قوله فيها
ما كنت احسبني أحيا إلى زمن ........... يسيؤني فيه كلب وهو [محمود].
كان الأديب عبدالله النديم أحد المطلوبين بعد فشل الثورة العرابية، فاستخفى هو وخادمه الأمي عند صديق له ، فجزع الخادم وأراد أن يرجع إلى أهله، فأيقن النديم أنه إذا عاد انكشف أمره، فأخذ يقرأ الجريدة يوما، ثم تصنَّع الجزع وقال: لا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم.
فسأله الخادم عما أفزعه، فقال النديم:
إن الحكومة قد جعلت لمن يرشد عني ألف جنيه، ولمن يأتي برأسك خمسة آلاف جنيه! فخاف الخادم وأخذ يبالغ في التخفي أكثر من سيده، واستراح النديم.
كان حافظ إبراهيم وصديقه البشري يسيران ذات يوم على النيل فذكروا قصيدة شوقي التي مطلعها
مال واحتجب.........وادّعى الغضب
ليت هاجري..........يشرح السبب
عَتْبُــه رضى ........ليتـــه عتَـــبْ
فأخذا يعارضانها فكاهيا، لكل منهما شطر بيت حتى أتما ستين بيتاً مطلعها:
شال وانخبط........وادّعى العبط
ليت هاجري.........يبـــلع الزلط
كلما مشى...........خطوة سقط
عتبهُ شجى .........حبـُّـه غلط
إلى آخر الأبيات.. وعندما بلغت هذه المداعبة لشوقي، ضحك كثيرا..
كلنا نعرف العقاد بتصانيفه المتميزة التي تحاكي ما كان ينثره ملك الأدب والبيان قديما "الجاحظ"، وإليكم طرفة خفيفة من كتابه الذي يهمنا في موضوعنا وهو "جحا الضاحك المضحك"
سأل سائل جحا: ما طالع نجمك؟
فقال: ولدت في برج التيس.
فقال سائله: لا يوجد في السماء برج التيس، ولعلك تقصد الجدي!.
فأجاب جحا: أفمن مولدي إلى اليوم لم يصبح الجدي تيسا؟!
من طريف مايروى عن الشاعر محمود غنيم، قصته مع صديقه الذي أغمي عليه في إحدى الغارات الجوية، وإليكم القصة [ولا أظن أن "القنابل"، "اليابس"، "السائل" التي أرادها الكاتب تحتاج لمزيد من الإيضاح!.
عند أول غارة حدثت بالإسكندرية في الحرب العالمية الثانية، أغمي على صديق للشاعر في أحد المخابئ، وكان منه ما كان يفعل الخوف، فداعبه الشاعر بقوله
أرأيت صنع محمد.............في مخبأ بالناس حافل
سَمِعَ الصفِير مدوِّيا ..........فتفككت منه المفاصل
ما كان أشجعه، فقد........لاقى القنابل بالقنابل
ووهت عزيمته فأفْلَـت ..... يابسٌ منه وسائــــــل
ويْحِي على رفقائه...........من قاتل هربوا لقاتل
كان إمام العبد -صاحب بشرة سوداء- ، ذات يوم يجلس إلى جانب حافط إبراهيم، وأخرج قلمه وأخذ يكتب
فسقطت نقطة حبر أسود على الورق، فقال حافظ على الفور: إلحق يا إمام، جفف عرقك.
يروي الشاعر الغنائي وأحد رواد الغزل في الشعر الحديث، أحمد رامي هذه القصة الطريفة التي وقعت له..
فقال: كنت في صدر شبابي أغادر داري بعد الغروب، وأعود إليها في الصباح قبل الشروق.
وكنت ألاحظ كلما هممت بالانعطاف من الحارة التي أسكن فيها أن رأسا صغيراً يُطل، وهو يلتف بغلالة بيضاء ناصعة البياض من وراء المشربية.
وظننت أنها تنتظرني لتراني، ولم تكن نفسي ولا التقاليد تسمح لي حتى برفع النظر إلى أبعد مما يحميني من مزالق الطريق، فقلت عنها مع من قال
وإني لأستحيك حتى كأنما ..........علي بظهر الغيب منك رقيب
ورحت أنظم فيها شعراً يحوي من المعاني التي تثيرها مشقة النوى والبعد.
وذات يوم خرجت من داري قبل الغروب، وإذا بعيني تفلت مني، وترمق حبيبة خيالي لأكتشف أنها "قُلّة" تلتف بشاش أبيض رقيق مبتل ليبترد الماء.
وفقدت ليلاي، وأفقت من حلم جميل.
اجتمع البشري -وهو قاض شرعي- في مجلس مع الفريق إبراهيم فتحي وكان آنذاك وزيرا للحربية.
فأراد الفريق أن يمزح مع البشري القاضي فقال له : هل في الحديث الشريف: [قاض في الجنة، وقاضيان في النار]، فأجاب البشري على الفور: نعم، وفي القرآن {فريق في الجنة وفريق في السعير}.
ذات يوم صحب حافظ خليل مطران-وكان الأخير قليل الحظ من الجمال- إلى حديقة الحيوان وعند دخولهما، توجه إلى الحارس قائلاً:
خلّي بالك أحسن وأنا خارج به تفتكرني لطشت حاجة من الجنينة
ولكم مني كل التحيه!
مواقع النشر (المفضلة)