أنت اشتهاء
سأبقى أحبك حتى تكف البلابل عن عشقها للغناء
وحتى تمل الصحارى اشتياق المطر.
سأبقى أحبك حتى تمل الفراشات من حبها للضياء
وحتى تكف المراكب عن حلمها بالسفر.
أترضين أن أسكب القطر عطراً على شعرك المستريح كغيم يعانق وجه القمر
أترضين أن أنسج الفجر ثوباً يدفيك وقت السحر.
تضيق الدروب إذا لم تخطري فوقها.
وعمري يضيق،
وتذبل كل الزهور التي لا تشم طيوبك حين تفيق.
ويوم تغيبين ماذا سأفعل بالنار في موقد كالصقيع،
لمن سوف أشعل تلك الشموع؟
فأنت البداية! أنت المصير! إليك الرجوع.
سأخبر عنك المرايا، وكل الصبايا،
بأنك أنت التي أحرقتني ورشت رمادي على صدرها،
وأنت التي قد سقتني الرحيق المذوّب في ثغرها،
وأنت التي ضيعتني على ضفة الهاوية،
لحظة اللذة الكاوية
أحبك حين تكون الشوارع مملوءةً بالخواء
فأنت امتلاء.
أحبك حين تكون البساتين ظمأى لقطرة ماء،
فأنت ارتواء.
وحين تموت الرغائب في زمن الجدب والندب أنت اشتهاء
لماذا تخافين أن تستفيق الأنوثة في ناهديك كما يستفيق البنفسج حين يذوب الصقيع.
أنا قادم نحو غابات عينيك مثل الربيع.
لماذا تخافين؟
ترى هل تخاف الجياد الصهيل؟
ترى هل يعيب الحمام الهديل؟
وهل تخجل الروض حين تبث الطيوب؟
وهل تستحي شمعة أن تذوب؟
أو وردة أن تفوح؟
فذوبي وفوحي،
ولمي تفاصيل روحي
ونزف جروحي،
وروحي بها، إلى سدرة المنتهى
حيث طعم الحياة الذي يُشتهى،
وانتهى
آذار 2006
مواقع النشر (المفضلة)