عندما يبكي القلم
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,nor mal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هل أنت مثلي في الأحزان يا قلم ؟ = أراك تكتب شعرا صاغه الألم
شعر كئيب و في إيقاع نبرته = شجو و في حرفه الأحزان تزدحم
شعر.. كأنه من آهات ذاكرتي = يفشي من البوح ما قد كنت اكتتم
أتشتكي مثلما يشكو الفؤاد أسى = أرى القوافي فيها البؤس يعتصم
فكم تحاول إيهامي بأنك لا تبكي = و تخفي دموعا منك تنسجم
ففي حديثك لون بتُّ أعرفه = الحب و البين و الأشواق و السقم
لقد عشقت فما ألفيت قنطرة = للوصل يوما فقد كانوا اللئام همُ
أحببت خيطا من الدخان تنفثه = و لعبة طرفاها الذئب و الغنم
كفاك حزنا و وحلما إنه وَهَمٌ = أحببت حقا و لكن أين حبهمُ؟
هون عليك لئن أخطأت وُدَّهمُ = فلستَ أوَّلَ من زلت به قدم
لا تبتئس فكلانا الدهر يصفعنا = ونحن بالهمِّ بعد الهمِّ نرتطم
سلني فقد ذقت تلك الكأس ناقعة = بالسم ، سلني وما حنوا و لا رحموا
سلني فإن حديث القلب يسمعه = قلب به بصمات الحزن ترتسم
إيهٍ..أيا قلم الأحزان لو بصرت = عيونك الجرح، قالت: جرحيَ العدم
ذكرتني قلمي هما يؤرقني = و ذكرياتي كتاب فتحه ندم
ذكرتنيَّ.. و في التذكار فاجعة = تزيد من غور جرح ليس يلتئم
و ما دعوتك كي تذكي الحشا كمدا = كفانيَ الحسرات اليوم تضطرم
لكن أعرني من الأشعار قافية = أخط فيها شجونا فالفؤاد دم
لعل تحمل عني بعض ما اقترفت = يد الزمان فكم ينتابني الكَلِمُ
قد كنت يا قلمي للحب أغنية = هامت بها أذن ولهى و قبلُ فم
أجري و ألعب مثل الطفل في مرح = في روعة كزهور حين تبتسم
بريئة هي أحلامي و ناصعة = يفوح من وجنتيها الشوق و النغم
أشكل الورد إكليلا و أنثره = عربون حب و آمال لمن حرموا
لكن قضى قدرٌ أمرا و أنفذه = لما دخلت كهوفا كلها ظلم
من يومها و حياتي ظلمة أبدا = دمع.. و تيه.. و قهر.. ليس ينهزم
في كل يوم يسوق الغيب عاصفة = تأتي على هش بنياني فينهدم
و يغرز الدهر في صدري مخالبه = يغتال قلبا به الأوهام تحتدم
أوردته شاهق الأحلام في صغر = فكان أمره أن أهوت به القمم
لقد جنيت على قلبي بخادعة = ثم ادعيت ..و قلت: القلب متهم
حتى أخفف وطأ القهر عن خلدي = لكنَّ هيهات، جيش القهر يقتحم
لكنه كان حلما كاذبا و سرا = ليس فيه سوى الآهات تختصم
أخطأت أخطأت آلافا مؤلفة = فاغفر فؤادي فأنت الخصم و الحكم[/poem]
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)