أشغَلَته بإعراضها عنه,واستنزف التفكير فيها طاقته وقدرة احتماله..فكتب إليها راجياً ألا تجعل منه "ضحيّة للتخبّط". وناشدها أن تحسم الأمر الذي لم يُحسم بعد.
وقال :
"..والنساء يختلفن في طباعهن,وكذلك الرجال.وحتى الآن يا سيّدتي لم يصل علماء النفس إلى ذلك المفتاح السحري الذي يفتح كل الصدور المغلقة والقلوب المقفلة..".
-هناك أنثى يطربها الثناء وتنفّرها الجديّة,ولا تستطيع العيش سوى في الأجواء الحالمة طيلة عمرها.
-وهناك أنثى إن أثنيت عليها نفرت,معتقدة في قرارة نفسها أن (الثناء) ماهو إلا فخّ من صنع ذئب للإيقاع بها,والتهام ما يمكن التهامه منها.
-وأنثى ثالثة..متوسطة الحال..فهي في النهار نحلة منهمكة في العمل الدؤوب,وفي المساء "حورية"تمشّط شعرها على ضوء شمعة وفي داخلها تتأجّج نار الشهوة لموسيقى (الحديث الشاعري).
-ورابعة..لا تثق فيما تسمع-لأنها تؤمن بأن الرجل "قبل قضاء الحاجة"يختلف تماماً عنه "بعد قضاء الحاجة"!
-أما الخامسة ..فإنها لا تريد أن تسمع,ولا تريد أن تشعر,وليس لها من مقومات الأنوثة سوى-جسد- لا حاصد له!- جسدٌ لا يُؤتي أُكُله!
يا سيّدتي :
-لقد اتبعت نصائح السابقين في مضمار العشق وطبقتها ولم أفلح!
-أحدهم قال : إن المرأة تحب (المعاملة الرقيقة) وتعشق (الحنان المتدفق) وتهيم ب(المفردات الدافئة) وتذوب لكلمة (أحبك)!
- جرّبت - وفشلت.. لأن تلك الأنثى لم تكن من النوع الذي يغريه هذا الأسلوب!- فهي تعدّ الحب "عيبًا وفضيحة"!
-الآخر قال : إن المرأة تُقبل على من أدبر عنها وتدبر عن من يُقبل عليها!
- جربت - وفشلت..لأن الأنثى الثانية كانت من النوع الذي لا يتورع عن نطق عبارة.."في ستين داهية"!
-الثالث نصحني بقوله : " لا تبين لها اهتمامك,ولا شغفك بها ولا اشتياقك إليها حين تغيب – بل عاملها كما تعامل الرجل"!
- جربت - وفشلت..لأنني تعاملت مع الثالثة كما أتعامل مع رجل ..وكنت أناديها ب (المعلّم حنش).وعلى اثر ذلك أصبح لها ملفّ في إحدى العيادات النفسية- تعقّدت-
- الرابع قال.. : " طبّق هذه النظرية".....(اضرب المرأة بالمرأة)!
- جربت – وفشلت..لأنها طبّقت نظرية ( اضرب التمساح بالتمساح)!
-الخامس قال : ركّز على مواطن اهتماماتها وأشعرها بأن لك نفس الميول وانكما تسيران في نفس الاتجاه.
- جربت – وفشلت..لأنها كانت متيّمة ب(جواد العلي) وأنا مولع ب(شعبولا)!
- السادس قال : كن مرحاً,فالمرأة تحب المرح والضحك حتى في أيام العزاء!.
اضحك,وأضحكها,جهّز لها عدداً من النكات والطرائف كل يوم..(دغدغها)!
- جربت – وفشلت ..لأنني حين مددت يدي (لأدغدغها) – ظنّت بي السوء!-فرحلت.
-السابع قال: " امنحها الثقة,والحرية المطلقة,فالمرأة تحب أن يكون شريكها غير معقّد..
-جربت -وفشلت.. فهذه المرّة كانت تجربتي مع أنثى تعشق الرجل الشكّاك الذي يراقبها ويتلصص عليها ويبعثر أشياءها ويكثر من طرح الأسئلة عليها في "العشيّ والإبكار".
أنثاي هذه قالت وهي راحلة.." جتك نيلة وانتا عامل زي يوم الشتا قٌصّير وبارد"!
- الثامن قال : " تعامل مع الأنثى كصديقة مقرّبة,أخبرها عن ماضيك وعمّا تود عمله في المستقبل,اكشف لها كل أوراقك,لا تخجل , ولا تتردد, ولا تظن تاريخك "الغرامي" عيب أو أن الحديث فيه أمر (محظور)! – المرأة تحب الوضوح والصراحة فكن صريحاً.
- جربت – وفشلت .. لأنها هي الأخرى كشفت لي كل أوراقها !
- التاسع قال وبثقة : "كن نصيراً للمرأة وقضاياها. دافع عن حواء,كن في صفّها ضد من يحاول تهميشها ,إجتهد في سبيل تلبية مطالبها. وجاهد في سبيل تأكيد أنّ المرأة نصف المجتمع".
- جربت – وفشلت ..لأن أنثاي التاسعة رفضت أن تتحمل نصف تكاليف الزواج-بما أنها تشكل نصف المجتمع- ورحلت لهذا السبب..
- العاشر قال : " كن إرهابيا مع الأنثى,شكّلها وشكّل فكرها كما تحب ,وذلك بإسماعها عبارات الوعيد الشديد والتهديد كل يوم إن هي تجاوزت خطوطك المرسومة, اقسم لها بأنك ستعلّقها بشعرها إن هي حاولت ولو مجرد محاولة أن تخرج على قوانينك الصارمة.
- جربت – وفشلت .. لأن أنثاي العاشرة تقدمت بشكوى إلى الجهات الامنية , و اشارت إلى انها تشكّ في انتمائي لخلية ضالة!.
وبذلك اُفتتح المحضر ب( اين كنت في 15 حزيران قبل 15 عاما)!
• يا سيّدتي ..رغم فشل واخفاق التجارب العشر الماضية إلا أنني لا أزال على يقين بأن التجربة (الحادية عشرة) ستكون ناجحة بكل المقاييس..ولكن هل ستحملين الرقم(11) في مسلسل "نساء في حياتي"؟
-هل ستقبلين بأن تكوني (الممحاة) التي تزيل كل هذه الآثار الباطنة,والرواسب العالقة بأعماق الذاكرة؟
-هل ستقبلين بأن تكوني (الحياة الجديدة) والمرحلة الأهم؟
• لا أدري يا سيّدتي المورقة ماذا أقول ..ولكن لدّي إحساس كبير بأنك الرقم
( 11) الذي سيكون في مقدمة الأرقام لأول مرة في التاريخ.
ستكونين الرقم الذي أبدأ به العدّ, مخالفاً بذلك كل القواعد والأسس والثوابت التي وضعها العلماء.
مواقع النشر (المفضلة)