بدا الصباح الجميل يكشف ستاره ...وبدات معه الازهار ترسل بريقها الاخاذ عبر
البساتين الكثيفة الممتدة على الطريق..كانت الارض ترتدي حلة الربيع ..وفي الافق البعيد
اخذت الشمس تنهض من رقادها محمرة العينين كمخمور افرط في السهر..ناهيك عن البلابل
التي تصدح في الرياض الرحب فرحانة جذلانة..يصحو الريف منها ..وهو يبتسم ويتمطى
كعذراء تفض عنها..النعاس وتنضو عنها فستانها المزركش..
لم يحدث قط.. ان شاهدنا صباحية ساحرة كهذه..كنا ثلاثة..وراء السياج الخشبي
الذي يفصل الطريق بالحديقة الريفية...نختلس النظر ...ونترقب تلك اللحظة التي قاومنا
فيها سلطان النوم لنشهد روعة الفجر و نسائمه الصباحية الباردة..
كان واضحا ان الشمس الربيعية لم ترسل لهيبها بعد...حين بدا " البير" ينسج حلما خرافيا
غير مرئي بعد ان القى بصره عبر السهل الشاسع والبساتين الخضراء عند الافق
الذي يلفه السكون..
اخذ منديلا من جيبه فمسح به وجهه وعينيه ..متاثرا بالمشهد وقال..
-وهويسعل ويشير الى الافق - عجيب هذا الجمال..
ثم استرخى على ظهره وجعل كعبه يلامس الارض فقال ..المنظر هذا يذكرني باول تجربة
غرامية عشتها في حياتي ..عجبا لذالك..!! ابتسم وقد انفسحت امام عينيه السماء
واخترقت السحب الخفيفة الفضاء من خلفه وشرع يقول..
كنت في الخامسة عشرة من عمري حين اقدمت على اول تجربة عاطفية مع فتاة اشهد لها بالجمال
كنت احبها بصدق وكانت علاقتي بها قوية..لكن سرعان ماتبين لي انها كانت نزوة عابرة
وسكت منهيا كلامه..كانت تجربة فاشلة..فاشلة ..بكل المقاييس..!! التفت اليه
"سوان" وقد احس بقشعريرة حادة متوثبة ..فقال دعنا من نسج الخرفات الواهية
فذاكرتي لا تستوعب هذا الهراء الطفولي ..فكلما حاولت اشعال ذاكرتي ..اتصبب عرقا
وارتبك..فترتجف مفاصلي ..كانها تعزف الحانا تطرب بها راقصات الملاهي الليلية..
ثم توقف للحظات وبارتباك مسك بسجارة فبدا يحرق مشاعره الدفينة..وذقنه متكا
على مخدة السيراج الخشبي..وهو يقول.. مارايك يا "روهان"
وكان روهان ..شاب جاوز العشرين بخمس سنين ذا شعر اسود..طويل القامة..
بارد الاعصاب
مع تحيات
Somion_smn
مواقع النشر (المفضلة)