أمريكا عايزه إيه!!!؟؟؟
و أنا هنا من جزيرتي الفاضلة أرقب بعين الدهشة و الاستغراب إلى كلام مواطن عربي و هو يستجوب من طرف صحفي على التلفزيون بخصوص حرب العراق، فقال صاحبنا العربي بلهجة تحمل ما تحمل في طياتها : أمريكا عايزه إيه ؟؟؟!!!... فقلت في نفسي : و الله إنه أول واحد يعلم أمريكا عايزه إيه!! ، لكن من شدة الفرط لم يستطع أن يعبر عن أمريكا عايزه إيه!! ..
إن أمريكا تريد منك أن تكون فردا من مجتمع عالمها الحر ، عالم لا مكان له من تعقيدات عقيدتك و لا من سفسطات إيديولوجيتك ، و من قال: إن بوش أعلن الحرب على العراق بوحي من الرب فهو كاذب!! عالم تتحرر فيه من كل شيء إلا شيئا هو شيء لا يعبأ به!! تريد منك أن تتحرر من تفكيرك البدوي، ومن طريقة عيشك الصحراوية و من خبز شعيرك اليابس، و من صحافة شبه الجزيرة(و)العربية!! إلى عالم الماكدونالز و الكوكاكولا و أفلام الحركة و قناة الحُرَّة الأمريكية!!.. ، تريد منك أن تتحرر حتى من ملابسك، وحزام الأمن في سروالك!! ..
إن أمريكا تريد منك أن تنتمي إلى عالم لا أسلحة دمار شامل فيها!!، ولا قنابل نووية!!، ولا صواريخ عابرة للقارات!!، عالم لا يتسلط فيه قوي على ضعيف، ولاعالم متقدم على عالم متخلف!!، و أما السباق نحو التسلح فهو مجرد سباق ودي قد أقيم، فاز فيه من فاز و تخلف فيه من تخلف!! ولا مجال فيه للمعاودة فـ (المْعَاوْدَه في الطعام!!) ..و أما النادي النووي الذي يضم الدول النووية فهو لا يعدو تمثل فيه أمريكا دور -the big brother - في تلك الحصة التلفزيونية الشهيرة ليس غير!! ..وهي شرطي الحي المحترم الذي يحبه الجميع!..
إن أمريكا تريد منك أن تفخر بعالم لا جوع فيه و لا فقر!! عالم توزع فيه ثروة العالم بعدل!! عالم ترمي فيه أمريكا ما تبقى من موائد الأمريكيين في البحر حتى تعيش عليه مخلوقات البحر- كدت أقول: بشر البحر!!- وإن ذكرتَ مجاعات إفريقيا أقول: إن الكلام عن الفقراء و الفقر، أما هؤلاء فيعيشون تحت خط الفقر!!- ضع خطا تحت خط الفقر!!- ، فالسياق لا يشملهم، وليسوا في المحصلة إلا بقايا بشرية بائدة!!.
إن أمريكا تدعوك إلى عالم تحترم فيه حقوق الإنسان وحتى الحيوان، لا فضل لأمريكي على غيره إلا بجواز سفر أمريكي كتب عليه:" أنا الأقوى"!! و لا فضل لأسود على أبيض – وليس العكس- إلا بقدر أن يصبح الأسود فيها وزيرا للخارجية ثم يطرد!!!
إن أمريكا بلد تحترم فيه السجناء ، فسجناء -أو بالأحرى نزلاء- غوانتنامو في سياحة مفتوحة الأجل إلى جزر الكاريبي و الأدرياتيك حيث المناخ الأمريكي الرائع!!و سجناء أبو غريب هم في ضيافة أشباه المجندة الأمريكية -انجلند- التي أصانت حقوقهم حتى في حق التصوير الفوتوغرافي التذكاري!!
هذا غيض من فيض من مناقب أمريكا!! و لو أحصيتها لأقمت الحجة على تكفير القاعدة و ابن لادن و الظواهري في عبثهم بدولة هذا دينها و لجعلت يوم 11 سبتمبر من كل عام يوم لتكميم أفواه كل من يقول : أمريكا عايزه إيه!!..
مواقع النشر (المفضلة)