بسم الله الرحمن الرحيم
في ذات يوم كان شالح راحلاً بظعينته وكان اخوه الفديع ارمد العينين وجواده تقاد مع الظعينه وهو في هودج معصوبة عيناه فأغار على
ظعينتهم كوكبه من الخيل وتبين لهم ان هذه الخيل المغيره هي خيل الحمدة زعماء قبيلة عتيبه الشجعان الشهورين بالفروسيه والذين يضرب المثل بشجاعتهم
فأخذ شالح يدافع عن الظعينه بكل بساله وكانت الحرب بينه وبين المغيرين سجالاً فمره يهزمهم ويبعدهم عن الظعينه ومره يكثرون عليه ويهزمونه الى ان يصل الى ظعينته ثم تتصاعد
صيحات النساء وزغاريدهن حافزات له على القوم فطال القتال وهم على هذا المنوال وقد لأحظت والدة شالح و الفديع ان شالحاً اعياه الطراد فنزلت من هودجها واسرجت جواد الفديع الأصفر
واضرت سلاحه وقالت انزل وهب لمساعدة اخيك لأًن القوم سيغلبونه فقال يا أماه انا اذوب كمداً واحترق حسرة من حين سمعت غارة الخيل ولكن كيف ارى حتى اساعد
اخي فقالت انا سأجعلك تبصر وكان متلهفاً لان يرى بعينيه حتى يهب لمساعدة اخيه وعندما انزلته امه من الهودج اتت بماء وغسلت عينيه وأخذت تفتحها بشده ويقال انه عندما
انفصلت كل جفن عن الآخر نزل الدم والصديد معاً من عينيه فنهظ ومأنه النمر وركب جواده وهو لآيبصر إلآقليلا وكانت خيل الأعداء آتيه بأخيه فستقبلهم الفديع
فجندل اول فارس ورجعت الخيل هاربه فجندل الأخر ثم جندل الثالث وعندما انغمس بين الخيل رشقوه بعددد كثير من الرماح دفاعاً عن النفس فأصاب الفديع رمح اخترق رأسه
فخر قتيلاً ولكن الآعداء استمروا بالأدبار لأنه قد اعياهم القتال ونزل شالح عن جواده وقلب اخاه فإذا هو ميت وكانت نكبه موجعه لشالح وكانت لحظات ألم فأمر من حوله بأن يكفنون
وكانوا في واد بنجد يسمى خفا وكان على جانب الوادي هضبة تسمى خفا فدفن الفديع على مقربه من الهضبه وهاكذا طويت صفحة من التاريخ سجلت مثلاً للشجاعه والوفاء
ولقد وهب الله لشالح العديد من الابنا وأخذ شالح يربيهم على الفروسيه وكانوا مضرب المثل بي برهم للوالدين والشجاعه واشتهرو ابناء شالح وتبين له في سن الطفوله ان
من بينهم صبياً سيعيضه بأخيه الفديع لمح بعينيه معاني الفروسيه ورجوله وكان شالح لأيتحمل غيابه عن عينيه الى ان برز في الميدان وكان مثلاً للشجاعه وكان مضرب الامثال بين القبائل
ولم يكن اخوة ذيب إلأفرساناً من اشجع الرجال بين قبيلت قحطان وكانوا يتقدمون الغزيه ولاكن شهرة ذيب وشجاعته النادره غطت على إخوته وعلى غيرهم
وقبل ان يأتي دور ذيب بقي شالح يترقب الفرصه بالحمده رؤساء قبيلة عتيبه لآخذ ثأر أخيه الفديع وقد أعد العدة لذالك ومع مرور الآيام سنحت له الفرصه لأخذ الثأر من الحمده
بعد ان تقابلوا في الميدان وكان احد جماعة شالح المسمى مبارك بن غنيم آل كليفيخ الخنافر قد تعهد بأخذ ثأر الفديع فعمد إلى عبيد بن الامير تركي بن حميد الفارس المشهور
في حومة الوغى فجندلهوا بثأر الفديع فكبر المصاب على الحمدة بفقدان عبيد بن تركي بن حميد وكان خساره مؤلمه لهم وأخذ اخوه ضيف الله بن تركي يتمثل بهاذي الابيات راثياً عبيد
ومتوعداً قبيلة قحطان ومحرضاً الامير محمد بن هندي بن حميد على ذالك فقال
ياونتي ونت كسير الجباره الى وقف احتال وليا قعد ون
عليك ياشباب ضو المناره عليك ترفات الصبايا ينوحن
من مات عقب عبيد قلنا وداره لاباكي عقبه ولاقايلاً من
تبكيك صفر البسوها غياره تبكيك يوم ان السبايا يعثن
وتبكيك وضح ربعت بالزباره اليا قزن من خايع ما يردن
الخيل عقب عبيد ما به نماره وش عاد لو راحن وش عاد لوجن
ياشيخ ماتامر عليهم بغاره كود الجروح اللي على القلب يبرن
يقطع صبي ما ينادي بثاره إلى أقبلن ذولي وذوليك قفن
ياهل الرمك كل يعسف مهاره والمنع ما نطريه ولآحن
فأجابه شاللح بن هدلان بقوله
ضيف الله اشرب ما شربنا مراره إصبر وكنك شالح يوم حزن
راح الفديع اللي علينا خساره واخذ قضاه عبيد حامي ثقلهن
يمنى رمت به ما تجيها الجباره اللي رمت بعبيد في معتلجهن
من نسل ابوي وضاري للشطاره يصيب رمحه يوم الأرماح يخطن
وعبيد خللي طايح بالمعاره عليه عكفان المخالب يومن
وعادانا بالصيد ناخذ خياره ثلاثة الجذعان غصب بلا من
ياقاطع الحسنى ترى العلم شاره لأبد دورات الليالي يدورن
حريبنا كنه رقيد الخباره خطر عليه اليا توقظ من الجن
ماني بقصاد بليا نعاره اجد ع نطيحي باتلسهل ون تلاقن
حصان صلال مزعنا استاره لعيون ملحا درهمت ذريها حن
والزوم من يمناي في الحزم شاره عليه عكفان المخاليب تهاون
من حل دار الناس حلوا دياره لأبد ماتسكن دياره ويغبن
ومن شق ستر الناس شقوا ستاره ومن ضحك بالثرمان بضحك بلاسن
وان كان ضيف الله يعسف مهاره فمهارنا من عصر نوح يطيعن
تدنا لصبيان سواة النماره شهب لماضين الفعايل يعنن
وسلامتكم وترقبوني قريباً