https://mwadah.com/images/imgcache/2008/08/1743.gif
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ...... بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حقَّ جهادهِ حتى أتاه اليقين ...... فصلوات الله وسلامهُ عليه عدد كل نجم أفل ونجم أطل ..... وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين ....... ثم أمَّا بعد :
إن الناظرَ في دعوة رسولنا - صلى الله عليه وسلم - والمتبصر فيها وفي حالها ليعلمُ علم اليقينِ , بأن لهذه الدعوى مقومات و وسائل من خلالها وصل هذا الدين إلينا بصلابتهِ وقوتهِ من غير أن يتأثر بأي عائق من العوائق يعوق مسيرتهُ وكما قال تعالى متوعداً بإظهار دينهِ:
{ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلهِ ولو كره المشركون }
فرغم تكتل وتكدس الكفار من كل الملل على الإسلام عبر مر العصور المختلفة , فلم يَحُطُ ذلك من قدرهِ ولا من عزم أصحابهِ شيئاً .
وإنَّ من أقوى الوسائل التي استخدمها المسلمون لنشر شريعةِ الله الغرَّاء , هي الوسيلة الإعلامية .
والتي كانت في عهد نبينا - صلى الله عليه وسلم - تعتمد على تبيين الحق وإظهارهِ للناس , بالإضافة إلى تلك الوسيلة الدفاعية الناجعة المتمثلة في الشعر الذاب عن دينِ الله وعن عرضِ رسولهِ - صلى الله عليه وسلم .
وقد جاء في صحيح مسلم أنَّ حسان بن ثابت - رضي الله عنه - قال راداً على المشركين في هَجائهم للرسول - صلى الله عليه وسلم :
هجوتَ محمداً فأجبتُ عنهُ وعندَ اللهِ في ذاكَ الجزاءُ
هجوتَ محمداً براً حنيفاً رسول اللهِ شيمتهُ الوفاءُ
فإن أبي و والدهُ وعرضي لعرض محمدٍ منكم وقاءُ
فقال بعدها النبي - صلى الله عليه وسلم - لحسان بن ثابت - رضي الله عنه : " إنَّ روح القدس يؤيدك
مانافحت عن اللهِ ورسولهِ " صحيح مسلم
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لابن رواحة - رضي الله عنه : " اهجو قريشاً , فإنهُ أشدُّ عليهم من رشق النبال " صحيح مسلم
وكما قال ربنا جل وعلا :( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن الجاهلين ) الحجر
والصدع كما قال ابن كثير : مواجهة المشركين
وقال أبو عبيدة عن ابن مسعود : مازال النبي صلى الله عليه وسلم مستخفياً حتى نزلت { فاصدع بما تؤمر } .
وفي هذا العصر , لاشك أن وسائل الإعلام تنحصر بين مرئية وسمعية ومقروءة .
وأكثرها فاعلية وقوة هي المرئية والسمعية .
ومواجهة الكفار تتم عن طريق هذه الوسائل لاحصراً ولكنها الأقوى في المواجهة , فهي أصبحت أكثر قوة من الكتب والوسائل المقروءة , فعن طريق الشاشات والموجات الإذاعية ينتشر دين الله بسرعة الصوت في جميع أنحاء العالم على مسامع ومرأى ملايين البشر .
ولو ترك الصالحون من المسلمين هذه الوسائل للفاسقين من المسلمين أو تركوها لأهل الباطل من يهود ونصارى وإلحاد وضلال , فستكون المصيبةُ جِدُّ عظيمة , وستتأخَّر مسيرة الدعوة إلى الله .
فهاهم النصارى قاموا منذ زمن بتأسيس وإنشاء قنوات تبشيرية بشتى اللغات من فرنسية وألمانية وإنجليزية وإيطالية , وهناك قناة تبشيرية باللغة العربية يستخدمونها للتبشير وبث الشُّبه وسهام الشُّبه على المسلمين من كتاب الله وصحيح البخاري ومسلم ,
كما قال تعالى : ( وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ) ....... وليس بعد الكفر ذنب !!
https://mwadah.com/images/imgcache/2008/08/1744.gif
وهذه الأخبار لم ينقلها لي أحد , بل أرويها لكم من شيءٍ قد رأيتهُ وسمعتهُ بنفسي على هذه الشاشة الصغيرة في حجمها والكبيرة في مفعولها وتأثيرها على الناس .
فأنا هنا أقول , أين المقتدرون من المسلمين وأين الغيورون كذلك لكي ينشئوا قنوات تدافع عن العقيدة الحنيفية وتذب عنها وتنشر الحق وتدمغ الباطل وتصفي عقائد المسلمين من الشوائب التي علقت بها , والمشكلة في هذا المقام أنَّ أهل السنة لايملكون إلا قناة أو قناتان وهذا من المؤلم جداً , وبالمقابل نجد أهل الزيغ والضلال سواءً ممن يلبسون عباءة الإسلام أو غيرهم من الملل الأخرى نجدهم بقنواتهم وجحافلهم يزحفون ضد الإسلام ويرشقونه بالسهام في قنواتهم .
في آخر المطاف , والله لم أخط بياضاً بسواد إلا بسبب ما أجد من حُرقة على هذا الدين القيِّم الذي سيُرفع سواءً بنا أو بغيرنا , وماهذه الكلمات إلا معذرةً إلى الله , وآخر دعوانا أنِ الحمدلله ربِّ العالمين ....
منقول
https://mwadah.com/images/imgcache/2008/08/1744.gif