السرحان في الصلاة كيف تتغلب عليه

السرحان في الصلاة
كيف نتغلب عليه ؟
السرحان التفكير في أمور الدنيا أثناء الصلاة مشكلة يكاد لا ينجو منها أحد حتى أن البعض قد ينقطع عن الصلاة بسببها . ولا شك أن التركيز في الصلاة من أهم أركانها خاصة أن رسول الله e قال : ليس للإنسان من صلاته إلا ما عقل منها .وأول ما ينظر من عمل العبد - يوم القيامة – الصلاة .. فإن قبلت منه نظر فيما بقي من عمله وإن لم تقبل منه لا ينظر في شئ من عمله 0
بداية يجب ملاحظة أن المقصود بـ ( السرحان في الصلاة) ليس هو المذكور في قوله تعالي في الآيتين 4 ، 5 من سورة الماعون : " فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) "
لأن الآية الكريمة تذكر الساهون عن صلاتهم وليس في صلاتهم ..أي الذين لا يحرصون علي صلواتهم ويهملون أدائها في أوقاتها عمدا وبلا ندم إذا فاتهم ولا يعملون بها بل يؤدونها إلا نفاقا لقوله تعالي في تكملة السورة : " الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) " أي ينافقون " وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ (7)"
وإنما الذين نعنيه هو التفكير في أمور الدنيا أثناء الصلاة – وفي أسباب هذا السرحان يقول e : إذا نودي للصلاة يحضر الشيطان بين المرء ونفسه يقول : اذكر كذا ، اذكر كذا حتى يظل الرجل لا يدري كم يصلي .
** ولعلاج مشكلة السرحان في الصلاة:
* استحضار هيبة الله تعالي : بالتيقن من أنه سبحانه وتعالي ينظر إلينا أثناء الصلاة وأن الملائكة يحيطون بنا .. فليس كل ما لا يري بالعين البشرية غير موجود – فنحن لا نري جاذبية المغناطيس أو موجات التليفون المحمول لكننا نري آثارهما . كذلك إذا أتقنا صلاتنا فسوف نري أثرها في نفوسنا وأرواحنا بل وأخلاقنا أيضاً .
استثمار الوقت والجهد : لأن هذه الدقائق سوف تستقطع من الوقت وهذا الجهد النفسي والمجهود الجسدي سوف يبذل ... فليس من الذكاء أن يضيع هباء أو يتحول إلي ذنوب فيجب عقد النية والتصميم علي التركيز في الصلاة ليتقبلها الله تعالي ولتظل هذه الدقائق هي الباقية لنا في ميزان حسناتنا .
* إن كل سعينا في الدنيا وهدفنا النهائي منها هو الفوز برضي الله تعالي الذي نصلي له فلا يصح وليس من الحكمة أن ننشغل عنه بأمور الدنيا .
الاستعاذة من الشيطان : ولقد شكا رجل لرسول الله e فقال : إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي. وقراءتي يلبسها علي . فقال e : فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه وأتفل - أي النفخ مع رذاذ خفيف لا يري ولا يحس – علي يسارك ثلاثاً . قال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني . كذلك التسبيح بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله .. وإقامة الصلاة تطرد الشيطان .
وهناك عدة نقاط يجب مراعاتها أثناء الصلاة:
استحضار القلب : لأن الهدف ممن الصلاة وكل العبادات هو إصلاح القلب يقول e : إلا أن في الجسد مضغه – أي قطعة لحم – إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله .. ألا وهي القلب أننا في حديث مع الله : فيجب ألا تؤدى الصلاة كمجرد مهمة .. فالله تعالي يقول : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين .. فإذا قال : الحمد لله رب العالمين . قال الله عز وجل : حمدني عبدي ... وإذا قال : الرحمن الرحيم .. قال عز وجل : أثنى علي عبدي .. وإذا قال العبد : مالك يوم الدين ... قال الله : مجدني عبدي وفوض إلي عبدي ... وإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ... فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم .. قال الله : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) .
استحضار المعني : باشراك العقل والقلب مع اللسان في تدبر كل كلمة والإحساس بمعناها .
الخشوع : لقوله تعالي : " الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ " ويساعد عليه النظر إلي موضع السجود وبين القدمين .
عدم النظر إلي السماء : فيقول e : ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلي السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال : لينتهوا أو لتخطفن أبصارهم .
عدم الالتفات : فقد قال e : عن الالتفات أنه الاختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبـد .. فإذا صليتم فلا تلتفوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت ... فإذا التفت انصرف عنه .
عدم التثاؤب : بقبض الفكين علي بعضها جيدا أو بوضع اليد علي الفم فإن رسول الله e يقول : التثاؤب في الصلاة من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع .
عدم التشكك من أي هامس : فإذا تشكك في شئ كصحة وضوئه أو عدد الركعات أو ...... أو .......... أو ......... استعاذ بالله من الشيطان وأكمل الصلاة .
عدم القراءة سرا وأيضا عدم رفع الصوت عاليا : فيجب أن يسمع نفسه فقط لقوله تعالي في سورة الإسراء : " وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (110) "
إتقان الصلاة : بالتأني في أدائها وإعطاء كل ركن حقه .
زيادة التسبيح : في الركوع والسجود والإكثار من الدعاء أثناء السجود ويفضل الدعاء في الصلاة بالأدعية المأثورة .
( لا تيـــــــــأس )
لا حرج في تكرار ما سبق أكثر من مرة والاستمرار في دفع الشيطان فلذلك أجره وهذا من الجهاد ويجب عدم اليأس والاستسلام للهزيمة بترك الصلاة والانقطاع عنها بحجة أنها تحملنا ذنوبا بدلاً من الحسنات فهي حيلة من حيل الشيطان لإبعادنا عن الصلاة أو أدائها برتابة وبدون خشوع ومسكنة لله سبحانه وتعالي . ويسري عنا أن بعض كبار الصحابة أنفسهم كانوا ينشغلون في بعض الأحيان بأمور الدنيا وكان e يقول : ( إنما أن بشر مثلكم ولكن انسي فتنسون فإذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين ) أي سجدتي سهو ومن طرق القضاء علي السرحان في الصلاة ختم الصلاة وهي تمام الصلاة كما علمنا e وتشمل :
الاستغفار ثلاث ، ويا أرحم الراحمين ارحمني 3- آية الكرسي ، التسبيح لله ثلاث وثلاثين وحمد الله ثلاث وثلاثين ، والتكبير ثلاث وثلاثين ، تلك تسع وتسعون ثم تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو علي كل شئ قدير

ثم الدعاء ثم الفاتحة والإخلاص والفلق والناس ،،،

شكرا لك ... بارك الله فيك ... تحياتي .