تعرضنا في الجزء الاول لنواقض الايمان في توحيد الالوهيه والربوبيه ونأتي إلى النوع الثالث من أنواع التوحيد وهو :
توحيد الأسماء والصفات:
ويكفر الإنسان وينقض إيمانه إذا نفى ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسول الله من الأسماء والصفات - التي كما قال الله تبارك وتعالى : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } . فالله عز وجل له صفات الكمال ونعوت
وان خيل لبعض العقول ان بعضها ربما كان نقصا ، أو أن نفيه يكون تنزيه لله - بزعمهم - فنقول :
أن من نفى أسماء الله وصفاته ، فلا شك انه قد خرج عن هذا الدين ، وعن هذا الإيمان ، ثم انه بقدر ما ينحرف ، يكون خروجه جزئيا . . . حتى يصل به الحال إلى الخروج الكلي ، والعياذ بالله .
وهذا الأمر قد وقع الخلط فيه قديما وظهرت الفرق التي ضلت في توحيد الله في جانب الأسماء والصفات كالجهمية الذين نفوا أسماء الله وصفاته ، والمعتزلة الذين اثبتوا الأسماء ونفوا الصفات ، والأشعرية الذين اثبتوا الأسماء وبعض الصفات ونفوا البعض الآخر .
والحق القويم ، هو ما كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم ، من إثبات كل ما أثبته الله سبحانه وتعالى ورسوله من غير تعطيل ولا تكييف ولا تحريف ولا تمثيل ، بل يقولون : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } .
ثم هناك أمر رابع - لا يدخل في هذه الأنواع الثلاثة - لكنه لا زم عظيم لها ، وإذا نقضه العبد فقد نقض إيمانه ، ونعني به :
الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين والبراء من الكفر والكافرين:
وهذا جانب مهم جدا ، ولكننا في هذا الزمن نرى الكثير من المسلمين قد وقع فيما يناقض إيمانه حينما والى أعداء الله ، وعادى أولياء الله - نسأل الله العفو والعافية - والله تبارك وتعالى يقول : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء تلقون إليهم بالمودة } ، ويقول : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ومن يتولهم منكم فانه منهم } انظروا { ومن يتولهم منكم فانه منهم } وغير ذلك من الآيات كما في سورة الكافرين ، وفيها البراء منهم { قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون * ولا انتم عابدون ما اعبد ... إلى آخرها } .
شرعت قراءة هذه السورة وسورة الإخلاص في راتبة المغرب والصبح . فالإنسان صباح مساء يتبرأ من المشركين ومعبوداتهم . يقول : ( أنا بريء من كل مسلم بين ظهراني مشركين ) - أو كما قال - ويقول في حديث آخر : ( لا تترائا ناراهما ) . نار المسلم ونار الكافر ، لان كل منهما له طريق وله سبيل مختلف تماما عن الآخر .
والذي وقعت فيه الأمة الإسلامية في هذا العصر من نواقض الإسلام : انها داهنت الكافرين والمشركين أحبتهم ووالتهم ، باستشارتهم ، بل حكمتهم !! . والله تعالى يقول : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم اكبر } سبحان الله العظيم ما اكبر انطباق هذه الآية على واقعنا .
فهذا - أي الولاء والبراء - اعظم ملازم لتوحيد الله تعالى . وكما نص العلماء : اكثر ما ذكر الله عز وجل بعد توحيده وإفراده بالعبادة : الولاء والبراء من الكافرين . فالبراء اصل من أصول الإسلام . ويجب على كل مسلم ان يحافظ على ولاءه وبراءه .
وبهذا نستطيع ان نقول : إنا قد ذكرنا اعظم ما يجب على المسلم اجتنابه من نواقض الإسلام وهي كثيرة . منها نواقض الإسلام العشرة وغيرها . ولكن حرصت ان أبينها من خلال ما يقابلها : التوحيد - أنواع التوحيد الثلاثة - وتحقيق الولاء والبراء .
وبتوضيح هذا : أكون قد وضحت نواقضها من الشرك والكفر واتباع غير الشرع وموالاة الكافرين .
ونسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا جميعا بما نسمع وما نقول .
والحمد لله رب العالمين