من كتاب شرح لمعة الاعتقاد
مسألة قدم كلام الله وأن القرآن كلام الله
قال المؤلف رحمه الله تعالى: فصل في كلام الله عز وجل:
ومن صفات الله تعالى أنه متكلم بكلام قديم يسمعه منه من شاء من خلقه؛ سمعه موسى عليه السلام منه من غير واسطة؛ وسمعه جبريل عليه السلام ومن أذن له من ملائكته ورسله؛ وأنه سبحانه يكلم المؤمنين في الآخرة ويكلمونه ويأذن لهم فيزورونه قال الله تعالى: https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1215.gif وقال سبحانه: https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1215.gif وقال سبحانه: https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1215.gif وقال سبحانه: https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1215.gif وقال تعالى: https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1215.gif وقال سبحانه: https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1215.gif وغير جائز أن يقول هذا إلا الله.
وقال: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء؛ وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عبد الله بن أنيس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1216.gif يحشر الخلائق يوم القيامة حفاة عراة فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك أنا الديان https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1217.gif رواه الأئمة واستشهد به البخاري .
وفي بعض الآثار أن موسى عليه السلام ليلة رأى النار فهالته ففزع منها فناداه ربه يا موسى فأجاب سريعًا؛ استئناسًا بالصوت فقال: لبيك لبيك أسمع صوتك ولا أرى مكانك؛ فأين أنت؟ فقال: أنا فوقك وأمامك وعن يمينك وعن شمالك؛ فعلم أن هذه الصفة لا تنبغي إلا لله تعالى؛ قال: كذلك أنت يا إلهي، أفكلامك أسمع أم كلام رسولك؟ قال: بل كلامي يا موسى .
فصل في صفة القرآن الكريم.
ومن كلام الله تعالى القرآن العظيم؛ وهو كتاب الله المبين وحبله المتين وصراطه المستقيم وتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين؛ منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود؛ وهو سور محكمات وآيات بينات وحروف وكلمات من قرأه فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات؛ له أول وآخر وأجزاء وأبعاض؛ متلو بالألسنة محفوظ في الصدور مسموع بالآذان مكتوب في المصاحف فيه محكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ وخاص وعام وأمر ونهي.
https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1215.gif https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1215.gif وهو هذا الكتاب العربي الذي قال فيه الذين كفروا https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1215.gif وقال بعضهم https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1215.gif فقال الله: https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif سَأُصْلِيهِ سَقَرَ https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1215.gif وقال بعضهم: هو شعر فقال الله: https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1215.gif فلما نفى الله أنه شعر وأثبته قرآنا لم يبق شبهة لذي لب في أن القرآن هو هذا الكتاب العربي الذي هو حروف وكلمات وآيات لأن ما ليس كذلك لا يقول أحد إنه شعر.
وقال الله تعالى: https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1215.gif ولا يجوز أن يتحداهم بالإتيان بمثل ما لا يدرى ما هو ولا يعقل وقال الله تعالى: https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1215.gif فأثبت أن القرآن هو الآيات التي تتلى عليهم، وقال تعالى: https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1215.gif . وقال: https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1215.gif بعد أن أقسم على ذلك وقال تعالى : https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif كهيعص https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1215.gif وقال تعالى: https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif حم عسق https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1215.gif وافتتح تسعا وعشرين سورة بالحروف المقطعة وقال النبي: صلى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف منه عشر حسنات ومن قرأه ولحن فيه فله بكل حرف حسنة حديث صحيح.
وقال: عليه السلام:https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1214.gif اقرءوا القرآن قبل أن يأتي قوم يقيمون حروفه إقامة السهم لا يجاوز تراقيهم يتعجلون آخره ولا يتعجلونه https://mwadah.com/images/imgcache/2009/08/1217.gif وقال أبو بكر وعمر رضي الله عنهما: إعراب القرآن أحب إلينا من حفظ بعض حروفه.
وقال علي رضي الله عنه من كفر بحرف منه فقد كفر به كله؛ واتفق المسلمون على عد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفا متفقا عليه أنه كافر وفي هذا حجة قاطعة على أنه حروف .
الكتاب لسماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمة الله وأسكنه فسيح جناتة