آه من صديقاتى الروشين ....روشتة للعلاج
السؤال
أستاذ عمرو خالد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عندى أصحاب كتير جدا وهما على قدر من التدين كما يقولوا ولكن عندما أجلس معهم لا أرى ذلك بشكل عملى مثلا يقولوا نكت خارجة ويشتموا بعض بألفاظ مش كويسه ولما أقولهم إن ده حرام أولا وعيب يقولوا إحنا نيتنا الهزار...وإحنا بنات مع بعض ...وهى دى الروشنة...
بس أنا مش عارفة أعمل إيه نفسى يبقوا أحسن من كده ويقولولى يعنى انت خلاص متدينة على الاخر او هو الالتزام مقطع بعضه .....
أريد إستشارة وعلاج روشتة يعنى من حضرتك فى كيفية التعامل معهم لانى احبهم فى الله جدا جدا جدا وعايزة انصر الاسلام بالتزامهم بيه....
وجزاك الله عنا وعن المسلمين جميعا خير الجزاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختك الهام
الاجابة
الأخت الفاضلة الهام:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله على حرصك على نصح وهداية صديقاتك، فما أجمل أن يحرص الإنسان على هداية من حوله ودعوتهم إلى الالتزام، وما أعظم أن يكون همك نشر الإسلام وإعادة أمجاد المسلمين من جديد .
أختي الكريمة..
* " أصلح نفسك.. وادع غيرك" شعار حكيم حمله الدعاة المصلحون من قبلنا فنجحوا وفازوا؛ فليكن هو شعارك. ابدئى أنت بنفسك
أختنا الكريمة كما علمنا الإسلام فى قوله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم "، فتمسكى بالإسلام ، وقومى بدعوة من حولك ولو بمفردك بالحكمة والموعظة الحسنة كما يقول تعالى : " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة "..
* فابدئى بالأقرب لك ثم بالأبعد ، وابدأى بالأخف منهم ثم بالأصعب ، وبالأيسر الصغير من الأعمال معهم ثم بالأشق الأكبر – وما تقومين به بالفعل من تذكرة لصديقاتك هو مثال طيب لإحسان دعوتك لغيرك -.
* فكونى أولا قدوة صالحة لهم فى كل أقوالك وتصرفاتك كما كان الرسول صلى الله وعليه وسلم ، فكونى حسنة المظهر بسامة ضحاكة صادقة عفيفة اللسان أمينة وفية بوعودك ومواعيدك متعاونة عادلة كريمة .. إلى غير ذلك من صفات الإسلام التى تسعدك قلبيا وجسديا وتجعلك ناجحة فى حياتك ، فلما يرونك هكذا ، سيحبون أن يكونوا سعداء مثلك ، فلما يعلموا أن السبب هو الالتزام بالإسلام وبأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم ، سيلتزمون بكل سهولة ويسر ..
* ثم بعد أن تكونى قدوة ، عليك بزرع الحب بينك وبينهم ، بما علمنا إياه الإسلام من التهادى والسؤال وإلقاء السلام والدعاء والزيارات والنزهات الحلال والمشاركات فى الأفراح والأحزان ، فإن هذا الحب يفتح القلوب لبعضها ويمهدها لأن تتقبل كل ماهو خير ..
* أختي الفاضلة.. حركى عقولهم وفطرة الخير فى قلوبهم والتى وضعها الله تعالى فى خلقه ليعرفوه وليحبوه وليلجأوا إليه ليسعدوا كما يقول تعالى : " فطرة الله التى فطر الناس عليها " وذلك بدعوتهم فى توقيت مناسب ومكان مناسب لتدبر مخلوقات الله وأرزاقه ورحماته ..
* ثم املئيهم بالخير من خلال استكشافه فيهم حتى ولو كان قليلا وتشجيعهم عليه وتنميته فيهم بعونهم على استخدامه ، فقد يكونوا مثلا لا يصلون أو يتكلمون بكلام فاحش ولكن صفات بر الوالدين أو حب الآخرين وعونهم أو الكرم والعدل معهم أو الإحسان إليهم موجودة فيهم ، فشجيعهم على التمسك بهذه الصفات وامدحيها فيهم؛ فإن التشجيع على الخير يزيد نفوسهم دفعا لعمل الخير ، فالواقع يثبت ذلك.
كما أن ملء نفوسهم بالخير يجعل الشر فيها ينقرض تلقائيا ، حيث لن يكون له مكان ، كما نبه لذلك سبحانه فى قوله : " ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه "، تماما كما نملأ قارورة بالماء فإن الهواء يخرج منها تلقائيا ، حيث لا يمكن لمادتين أن يجتمعا فى حيز واحد كما تقول قوانين الفيزياء ..
* كوني رفيقةً في نصحك حتى يقبل صديقاتك منك ولا ينفضوا حولك ، ولا تكوني ممن يأمرهم بالمعروف ولا يأتيه ، وينهاهم عن المنكر ويأتيه . فتفقدي ثقتهم وحبهم. و ليكن الخوف من الله عز وجل ومراقبته شعارك في السر والعلن .
* توكلي على الله في كل أمورك وطبعا لا يمنع ذلك من الأخذ بالأسباب .
* وتحلي بحسن الخلق مع أهلك وجيرانك وصديقاتك وكل من حولك وتذكري أنه ليس شيء أثقل في الميزان يوم القيامة من حسن الخلق .
* لا تجعلي التزامك يشعرك أنك أفضل منهم بل كوني متواضعة في كلامك ولباسك وكل شؤونك فإن التواضع شعار الأنبياء والصالحين .
* احفظى لسانك من الكذب والغيبةوالنميمة والبهتان والسب وإجعلي مكان ذلك ذكراً وتسبيحاً وتهليلاً وتكبيراً وحمداً وثناء . واجعلي لسانك رطبا دائما بذكر الله. و لا تشغلي نفسك بعيوب الآخرين وعليك بعيوب نفسك .
* قوى إرادة صديقاتك بالاتفاق سويا فيما بينكم على القيام بأعمال تقويها نصح بها الإسلام مثل صيام يوم أو اثنين أسبوعيا ومثل قيام ليلة أو أكثر فيه بركعتين فإن الإمتناع عن الأكل والشرب والنوم لفترات يقوى الإرادة ، فإذا ما قويت تمكنت النفس تدريجيا من اتباع كل ما هو خير وترك كل ما هو شر ..
* تعودي الصبر والهدوء عندما يردون عليك ردودا قد تستفزك أو تضايقك وأحسني التعاطي مع المشكلات التي قد يسببونها لك. يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا كان يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" رواه أحمد.
* أشركيهم معك في العبادة والطاعة، اجتهدوا جميعا فى الالتحاق بصحبة صالحة من زملائكم أو جيرانكم أو أقاربكم أو أهل الحى الذى تسكنون فيه ، فهى ستذكركم بإذن الله دائما بالخير وستعينكم عليه وستنسيكم الشر وستمنعكم منه كما نبه لذلك الرسول صلى الله وعليه وسلم فى قوله :" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " أخرجه أبو داود
... ثم مع التدرج والتشجيع والصبر والأمل سيحدث التغيير بإذن الله ، فقد تغير كثيرون من قبل كانوا أسوأ منهم فلم لا يتغيرون هم أيضا مع الوقت والدعاء والحب ؟! .. وسيكون لكل من شارك فى تغييرهم أعظم الثواب كما يقول الرسول صلى الله وعليه وسلم :" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا .." أخرجه مسلم
وفقك الله لما يحبه ويرضاه وجعلك من الهداة المهتدين ممن يرفع الله بهم شأن الإسلام عاليا.
عمرو خالد