تخلصي من الاكتئاب الموسمي وتغير المزاج
بالضحك والرياضة
تخلصي من الاكتئاب الموسمي وتغير المزاج
مع تغيير الفصول تصاب المرأة بالاكتئاب باعتبارها أكثر تأثراً بالتقلبات الجوية من الرجل ،الأمر الذي ينعكس على حالتها النفسية بالسلب وتصاب أحياناً بالاكتئاب ، ويؤكد الخبراء أن معدل الكآبة بين السيدات يعادل ضعف معدله بين الرجال ويرجع السبب إلي عوامل بيولوجية مثل التغيير الهرموني بعد الولادة بالإضافة إلي تعدد الأدوار الملقاة علي عاتق المرأة فهي موظفة وربة منزل ولكل وظيفة واجبات ومسئوليات مما يجعل العبء كبيرا فتدخل في دوامة القلق والصراعات الانفعالية التي يصعب التعبير عنها.
اكتئاب موسمي
وعن ما يصيب المرأة أثناء تغيير الفصول ، تقول الدكتورة منى أبو طيرة، أستاذ علم نفس بكلية الآداب جامعة عين شمس : أن المرأة أكثر استعدادا من الرجل للإصابة بالاكتئاب الموسمي الناتج عن تغير الفصول، ويأتي هذا الاستعداد من التغيرات الهرمونية التي تصيبها بسبب الدورة الشهرية وما يصاحبها من نقص هرمون الأستروجين، مشيرة إلى أن الدراسات الحديثة أثبتت صحة هذا الكلام ، مع اختلافه من فصل إلى آخر.
وتضيف أبو طيرة بحسب جريدة "الشرق الأوسط" : إن الأعراض الموسمية تظهر في تغير طريقة حياتها مثل: اضطراب نظام النوم (الأرق) متأثرا بتغير مادة الميلاتونين المنظمة لدورة النوم واليقظة، فضلا عن تذبذب الحالة الانفعالية، مما يدفعها أحيانا إلى الغضب والثورة لأقل الأسباب، وكذلك يبدو تفكيرها مشوشا غير منظم، ينعكس في أخذ قرارات غير منطقية في بعض الأوقات ، وتتابع أبو طيرة: " هذه الأعراض تظهر في بداية تغير الفصل، وتصيب في الأغلب الشخصية الاكتئابية الهوسية، وقد يحتاج الأمر إلى التدخل الطبي للمساعدة العلاجية بالعقاقير الطبية، في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها في أثناء تغير الفصول ، لكن نسبة كبيرة من السيدات لا يعين ما يحدث لهن ويتعاملن مع الموقف بجهل قد يؤدي إلى تدهور الحالة إلى ما هو أبعد من أعراض موسمية".
الضحك حل سريع
أما إذا كنتِ ممن تنتابهم مشاعر الاكتئاب والتوتر والقلق عند تغير الفصول ، فما عليك سوي إتباع ما ينصحك به الخبراء ، وهو مشاهدة المسرحيات أو الأفلام الكوميدية التي تتيح لك الضحك لمدة ربع ساعة علي الأقل بالإضافة إلي ممارسة الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع ، فهذه الطريقة تخلصك من مشاعر التوتر وتحمي قلبك من المرض.
هذا ما الأمر أشار إليه الخبراء خلال بحث لجامعة ميريلاند الأمريكية ، حيث توصلوا خلال أبحاثهم إلى أن الضحك يزيد من انبساط الأوعية الدموية فتسمح بتدفق الدم بسهولة إلي أعضاء الجسم ، وخاصة القلب والمخ فتقلل من التوتر الذهني والعصبي.
وأوضح الباحث مايكل ميلر أن حصول الشخص علي قسط من الفكاهة والضحك مفيد جدا ،حيث ترتبط مشاعر السعادة بانخفاض في مستوي هرمون الكورتيزول المسبب للتوتر ويجب علي الشخص أن يلجأ إلي الأشياء المبهجة والمثيرة للضحك ، خاصة في الأوقات التي يتقلب فيها المزاج مثل تغير الفصول او التعرض للضغوط والمتاعب.
بالإضافة إلى أن الضحك والسرور يساعد أيضا علي مرونة الغشاء المبطن للأوعية الدموية فتعمل علي تنظيم تدفق الدم وتقلل من حدوث الجلطات وخاصة جلطات القلب وتفرز مواد كيميائية لمقاومة الجروح والعدوى بالميكروبات.
وجبات الأرق
كما يمكنك التركيز علي بعض المأكولات التي تخلصك من الأرق والتوتر بصفة عامة ، ومن جانبها تقدم الدكتورة إيمان كامل استشارية الصحة وتغذية الأسرة والطفل بالمركز القومي للبحوث بمصر بعض النصائح لتجنب هذه الأعراض، منها:
- تناول مادة تريبتوفان Tryptophan الموجودة في الشوفان واللوز والموز وشرائح الديك الرومي، وتقول إنه يُفَضَّل تناولها في وجبة العشاء للحصول على نوم هادئ، مؤكدة أن هذه المادة مسؤولة عن تعديل المزاج العام وتوفير النوم الهادئ إلى جانب مادة سيروتونين serotonin، أو مركَّب الشعور بالصحة والقوة والنشاط والتخلص من الاكتئاب.
- الابتعاد عن الأكلات الدسمة والدهون والأكلات الحريفة والمخللات.
- تجنُّب الإفراط في تناول النشويات والسكريات والمنبهات كالقهوة والكولا، والابتعاد عن الأطعمة المصنعة والمحفوظة.
- يفضل الاعتماد على وجبات صغيرة خلال اليوم على فترات متقاربة، كأن تُقسم الوجبات الثلاث اليومية إلى ست وجبات صغيرة، لشغل وقت الفراغ، وصرف الذهن عن التفكير في بعض التأثيرات السلبية الناجمة عن تتغير الفصول.
رياضة خفيفة
وهناك طريقة أخري يمكنك بها تخطي مشاعرك السلبية ، لا تستسلمي للاكتئاب أو الشعور بالوحدة، كل ما عليكِ هو ممارسة التمارين البسيطة ، تنفسي بعمق ، واركضي وامشي ومارسي الرياضة فهي المخرج والمسكن الوحيد خاصة للأشخاص شديدي الحساسية.
ويؤكد الخبراء أن للرياضة البدنية تأثير في الحالة النفسية لدي الإنسان فهي تخفف من الضغط النفسي الناتج عن مشاكل الحياة اليومية التي تترك أثارها في الجهاز العصبي للإنسان ، لذا تعتبر الرياضة البدنية العلاج والمخرج لكثير من هذه الانفعالات حيث ان الجهد الجسماني الذي يبذل اثناء الرياضة يمكن الي حد كبير ان يكون البديل للتعبير عن هذه الانفعالات.
فبالنسبة للمرأة التي تشعر بالاكتئاب أو القلق وعدم القدرة علي التركيز فإن الجهد الرياضي الذي تبذله يحسن من جريان الدم فيصل الي الدماغ ويحسن من قدرتها علي التركيز ويساعد علي الشعور بالرضا عن النفس والقدرة علي الانتاج.
يعود هذا التحسن الي إفراز مادة الأندورفين التي تفرزها الغدة النخامية اثناء القيام بالجهد الرياضي وهذه المادة تشبه الي حد كبير "المورفين" الذي يستخدم كمسكن للألم.
رياضة التنفس
فالاطباء النفسيون يستخدمون التمارين الرياضية لعلاج مرضي الاكتئاب وينصحون بها كمهديء للاشخاص شديدي الحساسية ، ولكي نحصل علي النتائج الايجابية يجب اتباع الآتي:
* التنفس العميق والبدء بحركات الإحماء الهادئة التي تساعد علي إعداد الدورة الدموية للجهد الرياضي فكلما اخذ الجسم أكبر كمية من الاكسجين ازدادت قدرته علي الأداء الجيد.
* التفكير بأفكار إيجابية تساعدنا علي الشعور بالتفاؤل والانشراح.
* زيادة السرعة في التمرين سواء كانت تمارين المشي أو الركض أو غيرها لمدة 30 دقيقة مع مراعاة أن يكون التمرين في مكان جيد التهوية.
* التوقف المفاجيء أثناء التمرين مضر للدورة الدموية والقلب.
