[align=justify]
حقيقة الاستقامة :
1- تصديق الاخبار التي جاءت عن الله ورسوله من أمور الغيب وغيرها .
2- واتباع الاوامر .
3- واجتناب النواهي .
4- ثم المداومة على ذلك . وقوله تعالى " إليه " تنبيه على الاخلاص ، وأن العامل ينبغي له أن يجعل مقصوده وغايته التي يعمل لأجلها الوصول إلى الله ، وإلى دار كرامته ، فبذلك يكون عمله خالصا نافعا ، وبفواته يكون عمله باطلا .
لماذا أمر بالاستغفار بعد الاستقامة ؟
ولما كان العبد ولو حرص على الاستقامة ، لابد أن يحصل منه خلل بتقصير في مأمور ، أو ارتكاب منهي ، أمرهم بدواء ذلك بالاستغفار المتضمن للتوبة ، فقال "واستغفروه " .
وعن سفيان بن عبدالله قال : قلت : يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك ، قال : [ قل آمنت بالله ثم استقم ] . رواه مسلم
الاستقامة في كل شيئ :
قال ابن القيم رحمه الله : والاستقامة تتعلق بالأقوال ، والأفعال ، والأحوال ، والنيات ، فالاستقامة فيها وقوعها لله ، وبالله ، وعلى أمر الله .
وكان صلى الله عليه وسلم ، يعلم الصحابة هذا الدعاء [ اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ، ومن شر بصري ، ومن شر لساني ، ومن شر قلبي ، ومن شر منيي ] رواه الترمذي .
فتأمل كيف جعل الاستقامة تشمل ( اللسان ، والبصر ، والسمع ، والقلب ، واليدين ، و الرجلين ،وفي الظاهر والباطن ، وفي السر والعلانية ... ) فهي ليست استقامة في أمر دون أمر ، أو حال دون حال ، أو في رمضان دون بقية شهور السنة فهذا لا يسمى استقامة بل انقطاعا وتذبذبا وفتورا وكسلا ، بل الاستقامة على كل أوامر الله في جميع الأحوال و الشؤون قدر المستطاع .
كيف تكون استقامة القلب ؟
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : فأصل الاستقامة ، استقامة القلب على التوحيد كما فسره أبو بكر الصديق رضي الله عنه وغيره في قوله تعالى : { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا } بأنهم لا يلتفتون إلى غيره ، فمتى استقام القلب على معرفة الله وعلى خشيته ، وإجلاله ، ومهابته ، ومحبته ، وإرادته ، ورجائه ، ودعائه ، والتوكل عليه ، والإعراض عما سواه ، استقامت الجوارح كلها لله ، فإن القلب هو ملك الأعضاء ، وهي جنوده ، فإذا استقام الملك استقامت جنوده ورعاياه ، وأعظم ما يراعى استقامته بعد القلب من الجوارح اللسان ، فإنه ترجمان القلب والمعبر عنه . اهـ
طريق قريب يوصل إلى الاستقامة :
· قال ابن القيم رحمه الله : طريق قريب يوصل إلى الاستقامة بالأقوال .. والأعمال .. والأحوال .
- الطريق الأول : حراسة الخواطر وحفظها .. والحذر من الاسترسال معها ، فإن أصل الفساد كله من قِبَلها يجيئ لانها بذرة الشيطان ينميها، حتى تصير إرادة ، ثم تكون عزيمة ..
وطريق حفظ الخواطر :
1- العلم الجازم باطلاع الرب سبحانه ونظره إلى قلبك وعلمه بتفاصيل خواطرك .
2- حياؤك ، وإجلالك ، وخوفك من أن تسقط من عينه تعالى، وإيثارك له سبحانه .
الطريق الثاني : صدق التأهب للقاء الله .. فإن من استعد للقاء الله انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها ، ومطالبها .. وخمدت في نفسه نيران الشهوات.
وصدق التأهب للقاء الله هو مفتاح جميع الاعمال الصالحة ، والأحوال الإيمانية من التوبة والمحبة والرجاء والخشية والمفتاح بيد الفتاح لا إله غيره ولا رب سواه . اهـ
أمور ملازمة للعبد :
قال شيخ الإسلام رحمه الله : فالعبد دائما بين نعمة من الله يحتاج فيها إلى شكر وذنب منه يحتاج فيه إلى استغفار ، وكل من هذين من الأمور اللازمة للعبد دائما فإنه لا يزال يتقلب في نعم الله ولا يزال محتاجاً إلى التوبة والاستغفار .
ثمرات الاستقامة :
قال الله تعالى : {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم ما تدعون * نزلا من غفور رحيم }.
- إن الذين آمنوا بالله وأخلصوا له العبادة وثبتوا على الإيمان ..
- استقاموا على الحق اعتقادا وعملا وإخلاصا .
الثمرة الأولى :
تتنزل الملائكة عليهم من عند الله سبحانه وتعالى بالبشرى التي يريدونها.
الثمرة الثانية :
وأنهم لا خوف عليهم مما يقدمون عليه من أمر الآخرة.
الثمرة الثالثة :
ولا هم يحزنون على ما خلفوه في الدنيا من مال وزوج وولد.
الثمرة الرابعة :
ويبشرونهم بدخول الجنة التي وعدهم الله بها على ألسنة رسله.
الثمرة الخامسة :
وتقول الملائكة للمؤمنين وهم يبشرونهم نحن كنا أولياءكم في الحياة الدنيا نسدد خطاكم ونلهمكم الحق ونرشدكم إلى ما فيه الخير ورضا الله تعالى.
الثمرة السادسة :
كذلك نكون معكم في الآخرة نؤمنكم عند الموت من وحشة القبر وعند النفخة في الصور ويوم البعث والنشور ونوصلكم إلى جنات الخلد وإنكم واجدون فيها ما تشتهي أنفسكم من الملذات والنعيم ولكم فيها ما تتمنون وتطلبون.
وقيل إن البشرى تكون في ثلاثة مواطن : عند الموت وفي القبر وحين البعث والنشور.
الثمرة السابعة:
نزلا من غفور رحيم والذي أنزلكم دار الكرامة هذه، هو الله الغفور الرحيم .
أسأل الله العلي العظيم أن يجعلني وأهلي ومن لهم علي حق وقارىء هذا الموضوع من الذين تتنزل عليهم الملائكة وتبشرهم بألا يخافوا ولا يحزنوا وبالجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب.
[/align]