http://www.mwadah.com/images/imgcache/2011/01/88.gif
في أحد الأيام، كان الولد الفقير الذي يبيع السلع بين البيوت
ليدفع ثمن دراسته، قد وجد أنه لا يملك سوى عشرة سنتات لا تكفي لسد جوعه
فقرر أن يطلب شيئا من الطعام من أول منزل يمر عليهولكنه لم يتمالك نفسه حين فتحت له الباب شابة صغيرة وجميلةفبدلا من أن يطلب وجبة طعام، طلب أن يشرب الماءوعندما شعرت الفتاة بأنه جائع، أحضرت له كأساً من اللبن، فشربه ببطءوسألها : بكم أدين لك ؟أجابته : لا تدين لي بشيء ..لقد علمتنا أمنا أن لا نقبل ثمنا لفعل الخير'. فقال:' أشكرك إذاً من أعماق قلبي'وعندما غادر هوارد كيلي المنزل، لم يكن يشعر أنه بصحة جيدة فقطبل إن إيمانه بالله ثمّ بالإنسانية قد ازداد، بعد أن كان يائساً ومحبطا ً.
بعد سنوات، تعرضت تلك الشابة لمرض خطير أربك الأطباء المحليينفأرسلوها إلى مستشفى المدينة، حيث تم استدعاء الأطباء المتخصصين لفحص مرضها النادر ..وقد استُدعي الدكتور هوارد كيلي للاستشارة الطبية ..وعندما سمع اسم المدينة التي قدمت منها تلك المرأة، لمعت عيناه بشكل غريبوانتفض في الحال عابراً المبنى إلى الأسفل حيث غرفتهاوهو مرتدٍ الزيّ الطبي، لرؤية تلك المريضة، وعرفها بمجرد أن رآهافقفل عائداً إلى غرفة الأطباء، عاقداً العزم على عمل كل ما بوسعه لإنقاذ حياتهاومنذ ذلك اليوم أبدى اهتماماً خاصاً بحالتها ..وبعد صراع طويل، تمت المهمة على أكمل وجه، وطلب الدكتور كيلي الفاتورة إلى مكتبه كي يعتمدهافنظر إليها وكتب شيئا في حاشيتها وأرسلها لغرفة المريضة ..كانت خائفة من فتحها، لأنها كانت تعلم أنها ستمضي بقية حياتها تسدد في ثمن هذه الفاتورةأخيراً .. نظرت إليها، وأثار إنتباهها شيئ مدون في الحاشية، فقرأت تلك الكلمات :'مدفوعة بالكامل .. بكأس من اللبن'التوقيع : د. هوارد كيلي
اغرورقت عيناها بدموع الفرح، واستشعر قلبها المسرور هذه الكلمات :'شكرا لك يا إلهي، على فيض حبك ولطفك الغامروالممتد عبر قلوب البشر وأياديهمفلا تبخلوا بفعل الخير وتذكروا أنه كما تدينون تدانون والحياة دين ووفاءفإن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة إن شاء الله ..
أحسن الى الناس تستعبد قلوبهم ** فطالما استعبد الإنسان إحســــانوكن على الدهرمعواناً لذي أمل ** يرجو نداك فان الحر مـــعوانواشدد يديك بحبل الدين معتصماً ** فانه الركن إن خانتك أركـــانمن استعان بغير الله في طلب ** فان ناصــــره عجز وخــــــــذلان
http://www.mwadah.com/images/imgcache/2011/01/88.gif