مايفهم رطني الا ولد بطني

دخل عليها يوماً مكتئباً نظرت اليه نظرة المحب .. وبدأت تحكي له عن مقابلاتها يوم امس .. وحضورها مع صديقات عمرها ..
حاولت ان تدخل على وجهه الابتسامة التي تعرفها .. ولكن قسمات وججه تدل على ان به هم ألم بجوارحه كلها .. محاولاً اخفاءه عنها بابتسامة تسطع كالبرق لتعود الغيوم على محياه .
بادرت مابالك يا بني .. احكي لي فضفض عن نفسك فإني مستودعك .. لعلي أحمل معك وضحكت وهي تقول لقد حملتك وانا سعيدة بك.. واني اولى الناس بحملك وانت في همك .. قال.. لا تهتمي بي .. قالت انت تهتم بي افلا اهتم بك؟!
يا بني لا تهتم الا بمن يهتم بهمك
اشتكى هم البيت (الزوجة والعيال) وبعض مما يجري عادة
قالت له.. بلهجه حازمة حانية.. جادة عطوفة ..
يابني: ان من الذنوب والخطايا (ذنوباً كثيرة) لا تكفرها الصلاة ولا الصيام
وانما يكفرها الغم بالزوجة والعيال
ان هما وصبرا وحلما في الدنيا بسبب الزوجة والعيال افضل من جميع صلاة وصيام ووعظ وشيخ...
الاب يجاهد جهاده قلب وعقل وبدن ويحمل على نفسه مقاسات اهله وولده بإبتسامه نبيلة..
فكره لغير نفسه وغمه لغير نفسه بإيمان وصبر.. فهو مجاهد في سبل كثيرة لا في سبيل واحد.. كما يجاهد الغزاة انهم يستشهدون مرة واحدة اما هو فيستشهد كل يوم مره بهمه وزوجته وعياله..
وسيأتي اليوم الفصل فيرحمه الله بفضل رحمته لاهل بيته في دنياه
ان من لم يصبر ويجاهد .. ويتذمر ويهرب فإني احسبه يحاسب على حسناته كما يحاسب المذنبون على سيئاتهم
ان امرأة تصبر عليها رزقك الله منها ابناءاً.. يركعون ويسجدون
هي جائزة النصر التي يراها الصابرون
استعن يابني بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين .. لتكن في معية الله بصبرك
فإن لجائزة النصر لا تؤتى مع هزيمة
يشتد الهم عليك فتستغنى عنها لترتاح فيوضع عملك مع الخائفين الذين فروا وجبنوا
عندما ترتفع بنفسك عن زوجتك واولادك فإنه طيران على اجنحة الشياطين الى فوهة البركان الذي في الأعلى ..
تأتي شريعة تراها في هذه الحقيقة الصبر او الهجر..
من كان في معية الله فإنه في أنس دائم .. من شدة فرحه وطمأنينتة لا يحب أن يفقد هذا الأنس.. إن الأنس بالقوي القدير هو الاختيار الذي يبقي سعادة القلوب
قال وهو يودعها .. كيف تكون الحياة من بعدك
وخرج قد تبدل حزنه سروراً وهمه فرحاً .. شامخاً كالجبل .. فنصيحة امه لا تقبل الجدل..

في احدى زياراته لها .. فذكرت له انها تريده أثناء اليوم لمدة ربع ساعة في امر خاص..
فنسي ذلك واذكر بعد فتره من الزمن.. فسألها ماذا كنت تريدين مني ذاك اليوم لقد نسيت فسامحيني.. قالت يا بني .. لقد اردتك لقضاء حاجة لبعض اولى القربى.. فعندما تأخرت علي أوجدت لك عذراً ودعوت الله لك.. وقلت في نفسي الله الغني.. واذا بخالك يزورني فقضى لي ما اردت.. يابني كل مقسم لما خلق له ..
قدم لها هدية بمناسبة يوم الأم .. فرحت كثيراً بها.. وقبّـل يدها ورأسها مودعاً وهي تدعوا له.. اللهم ارزقه رزقاً حلالاً .. كثيراً ووفقه لاتباع رضاك
قالت مبتسمه.. لا تنسى اولادك يقدموا هدية لأمهم.. اقول لك وكمان انت اشتري هدية لأم زوجتك برضها امك .
قال مبتسماً .. وزوجتي تشتري لك هدية .. انت كمان امها.
قالت له (ياولد) .. واردفت مبتسمه.. مايفهم رطني الا ولد بطني .. "الله يحميك" ..





أحمـــد حسن فتيحي

https://mwadah.com/images/imgcache/2016/05/1.gif

https://mwadah.com/images/imgcache/2015/05/3.gif

https://mwadah.com/images/imgcache/2016/05/3.gif