ماذا تأكل بعد منتصف الليل؟؟؟

حان وقت تغيير قائمة الطعام في خدمة غرف الفنادق

ماذا تأكل بعد منتصف الليل؟

على الرغم من كل ما تفعله الفنادق من أجل جعل غرف النوم اكثر أناقة وديكورها أكثر عصرية وأروقتها تبدو ذات رائحة عطرة مميزة، فان مجالا واحدا لم يشهد الكثير من التغيير هو تجربة تناول الطعام في الجناح، الذي يعرف باسم خدمة الغرفة.
ومن المؤكد أن الفنادق كيفت لوائح الأطعمة لتتوافق مع الاتجاهات المتغيرة في التغذية، مقدمة خيارات أطعمة قليلة الدهون وقليلة الكوليسترول وغنية بالبروتين ذلك ان رياح تخفيف الوزن قد تغيرت. وتقدم بعض الفنادق الراقية أطعمة من مطاعم راقية موجودة فيها مثل فندق ترومب انترناشيونال وفندق تاور في نيويورك، مما يوفر للضيوف الاستمتاع بوجبات من جان جورجيز بل وترسل طباخا ليطهي ويعد الطعام في مطبخ الجناح (مقابل 75 دولارا اضافية في الساعة). ولكن في الفنادق حيث يقيم معظم المسافرين من اصحاب الاعمال لم تحظ خدمة الغرفة بذلك النمط من الاهتمام الذي نجده في حمامات المياه المعدنية.

وقد يكون ذلك على وشك التغير، ذلك ان مزيدا من الفنادق تركز على خدمات الأطعمة والمشروبات، مع اهتمام بتلبية أذواقهم الرفيعة على نحو متزايد، ومواعيد العمل على مدار الساعة، والرغبة في وجبات طعام صحية.

وعلى سبيل المثال تعتزم فنادق لويز تقليص الحوامض الدهنية المصنعة في لوائح أطعمة مطاعمها وغرف خدمتها بحلول يونيو(حزيران) المقبل، مستبدلة الوجبات السريعة المقلية بخيارات أخرى. وتقوم فنادق ومنتجعات ويستين باختبار لوائح أطعمة المسافرين في 20 نوعا من الأطعمة التي يمكن أن تسبب الارق الى أطعمة تؤدي الى تهدئة المعدة.

وتعد فنادق ومنتجعات ماريوت، التي ظلت تقدم خيارات صحية في الأطعمة لسنوات عدة، بـ «احداث ثورة» خدمة اطعمة الغرف واجراء تحسينات في العام الحالي تشتمل عدة أطعمة جديدة في اللائحة ذات طابع يلبي اذواقا متباينة والتخلي عن الوجبات المعلبة مثل الفطور الذي يمكن أن يؤكل في الطائرة.

وقال مايكل بيم، مدير «أتش في أس أميركان لادارة الفنادق»، وهي مؤسسة استشارية قضت اشهرا عدة العام الماضي في بحث تفضيلات خدمة الغرف بالنسبة للمسافرين، انه «لسنوات كثيرة ظل ينظر الى خدمة الغرف نظرة تقليدية اما الان فان عددا متزايدا من الفنادق يدرس امكانية حل مشاكل الزبائن».

ومن بين النتائج التي جرى التوصل اليها أن الناس الذين يسافرون خلال فترة تتراوح بين 10 الى 15 يوما شهريا فان طلبات خدمة الغرف هي الأكثر وقطع اللحوم هي المعيار الأول عندما يجري الاختيار من لائحة الطعام، ويحتل الهامبرغر رأس القائمة، ويتبع ذلك الخيار الصحي. ولكن الفئة الاخيرة لا تعني تفضيلا للمقليات.

وقال بيم «إنه على اية حال تحول من الأطعمة «الصحية» التقليدية الى ما يمكن ان يوصف بأنه طعام متوازن. انها اجزاء معقولة من اشياء جيدة لا يعتبرها المرء عادة طعاما صحيا».

ويبدو ان مسافري البزنس يرحبون بأية خطوات في ذلك الاتجاه.

وقال غابرييل ليفي، المدير التنفيذي في شركة موسيقى رقمية بنيويورك «احب ان اكون قادرا على الحصول على قطعة من صدر الدجاج والخضار في وجبة معدة بشكل لذيذ أو خيار الحساء الصحي»، مشيرا الى ان هذه الخيارات نادرة في لوائح الأطعمة المتوفرة في وقت متأخر من الليل، ومضيفا انه «لا يمكن للمرء الحصول على وجبة بيرغر وسندويتش وأشياء شبيهة، ولكن ذلك هو على وجه التحديد ما لا أريد تناوله عندما يكون الوقت متأخرا».

وأكد سكوت كرافت، نائب الرئيس التنفيذي للتسويق في شركة للبرامج بسان فرانسيسكو، على أهمية خضروات محضرة بطريقة جيدة بالإضافة الى مزيج الخضروات الفاتحة للشهية، وأضاف انه يرغب في ان يرى المزيد من الأطباق المتميزة. ويشير آخرون الى الاسعار العالية للخدمات في الغرف الصغيرة ببعض الفنادق. وعلى الرغم من التكلفة العالية، وفي بعض الأحيان إضافة رسوم التوصيل بالإضافة الى رسوم خدمات تتراوح بين 15 الى 20 بالمائة، فإن خدمات الغرف ليست مصدرا للدخل المنتظم. إذ يقول كيربي بين، رئيس شركة «اتش في أس أميركان لإدارة الفنادق» إن خدمات الغرف في الفنادق لا تحقق ارباحا كبيرة في أحسن الأحوال وفي افضل الأحوال تكون مكلفة. ويضيف قائلا إن خدمات الغرف عملية معقدة في ناحية الحركة، ويشرح ذلك بقوله: «يكون هناك زمن للتحضير تماما كما هو الحال في المطاعم، ثم ينقل الطعام الى المائدة التي يجب ان تكون معدة بصورة كاملة».

يضاف الى ذلك ان اهمية التأكد من وصول الحساء وهو حار والآيس كريم وهو بارد، وذلك في الوقت المناسب الذي حدد مسبقا لدى طلب الوجبة. وتشير نتائج بحوث اجرتها شركة «اتش في اس أميركان» ان المسافرين عادة ما يعتقدون ان الطلبات تصل الى الغرف خلال فترة تتراوح بين 40 و45 دقيقة من الوقت الذي طلبت فيه بواسطة النزلاء، في حين ان الوجبات تصل عادة خلال فترة 30 دقيقة. رغم ذلك، ظلت فنادق ماريوت تجري تجربة على تقنية تمكن النزلاء من استخدام شاشات تعمل باللمس بغرض طلب وجبات الطعام، إذ من المتوقع ان تساعد هذه التقنية على تسريع ايصال الوجبات الى الغرف. وادخل كل من ماريوت وميريديان خدمات تسمح للنزلاء بتقديم طلبات الطعام مسبقا لتكون بانتظارهم في الغرف لدى دخول الفندق. ثمة عقبة اخرى في الفنادق تتمثل في ان النزلاء يتوقعون ان يتناولوا وجبات خفيفة باستمرار على مدار الساعة، إلا ان الشخص الذي يعمل في الخدمة ويطبخ وجبة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل لا يحمل نفس المؤهلات التي يحملها الطهاة الذين يكونوا في الخدمة الساعة السابعة مساء، وهو امر يعرفه جيدا كيربي بين، الذي كان أول عمل له في مجال الفنادق في غرفة الخدمات بفندق فاخر في استراليا مارس خلالها بعض اعمال الطهي بعد انتهاء ساعات عمل الطهاة. وأشار كيربي بين الى ضرورة التحلي بالحذر عند طلب وجبات بعد منتصف الليل، وقال إنه من الافضل طلب الوجبات التي لا تحتاج الى الكثير من المهارات في الطهي والتحضير. اما المسافرون الذين يعتمدون على ميزانيات محدودة، فغالبا ما يلجأون الى شراء الوجبات من محلات بيع الطعام بأسعار معقولة ويحضرونها الى غرفهم بالفنادق، مثل البطاطا المقلية والسلطة والسوشي الياباني خلطة الأفوكاتو، فيما يطلب البعض البيتزا.

بعض الفنادق لا يسمح بطلبات الطعام من خارجه، إلا ان بعض النزلاء يتركون أرقام هواتفهم الجوالة لدى محلات توصيل البيتزا بغرض الاتصال كي يتسلموا البيتزا المطلوبة أمام الفندق.
___________
منقـــــــــــــــول