-
خطورة الزنا
[align=right]اعلم أن الزنى من أكبر الكبائر ، وهو شؤم على صاحبه في الدنيا والآخرة ، ووبال على صاحبه.[/align]وقد نهى الله تعالى عنه في مواضع من كتابه ، فقال تعالى: " ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وشاء سبيلا "
وقال تعالى : " والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" أراد بذلك أن الزاني مبعد عن الله تعالى ، مستوجب المقت من الله عز وجل .
[align=right]وفي الخبر أن شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : يا رسول الله ، أتأذن لي في الزنى ، فصاح الناس به ، فقال : " اتركوه ، أدن مني " فقال : " أتحبه لأمك ؟ " قال : لا ، جعلني الله فداك . قال : " كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم ، ثم قا ل له أتحبه لأبنتك ؟ " قال : لا. قال : " كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم ". حتى ذكر الأخت ، والخالات والعمات وهو يقول : لا ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كذلك الناس لا يحبونه " ، ثم وضع يده الكريمة على صدره ، وقال : " اللهم طهر قلبه ، واغفر ذنبه ، وحصن فرجه " ، فلم يكن بعد ذلك شيء أبغض إليه من الزنى.[/align]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما خلقت المرأة ، قال لها إبليس : أنت نصف جندي ، وأنت موضع سري ، وأنت سهمي الذي أرمي به فلا أخطئ " فتحفظ رحمك الله من سهام الشيطان.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الزنى من أكبر الكبائر، والزاني عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين إلى يوم القيامة ، فإن تاب ، تاب الله عليه " .
وقال صلى الله عليه وسلم :" من علامة المؤمن أن يجعل الله شهوته في الصلاة والصيام ، وعلامة المنافق أن يجعل الله شهوته في بطنه وفرجه ".
وقال صلى الله عليه وسلم :" الزنى يورث الفقر، ويذهب بهاء الوجه "
يقول تعالى :" آليت على نفسي أن أفقر الزاني ولو بعد حين".
والزنى يذهب بالمال، وبنور الوجه ، ويخلد صاحبه في النار.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه : " ما لقي الله العبد بذنب بعد الشرك بالله ، أعظم من الزنى ، ومن امرئ يضع نطفته في رحم حرام ، وإن الزاني يسيل من فرجه يوم القيامة صديد لو وضعت منه قطرة على وجه الأرض ، لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم نتنا ". وقال صلى الله عليه وسلم :" إياكم والزنى فإنه ذهاب البهاء ، وطول الفقر، وقصار العمر، وأما اللواتي في الآخرة فسخط الله ، وسوء الحساب، والخلود في النار".
[poem=font="Simplified Arabic,5,orange,normal,no rmal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا من عصى الله في الشباب = وقد أدركه الشيب راقب الله
صحفك بالسيئات قد ملئت = بأي وجه تراك تقراها
أعدد جوابا إذا سئلت غدا = وقرّب النار منك مولاها
يا معشر المسلمين كم رجل = تلومه النار حين يصلاها[/poem]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أحد أغير من الله تعالى أن يرى عبده أو أمته يزني ، والله لو تعلمون ما أعلم ، لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا ، ألا وإن في النار لتوابيت من نار ، فيها أقوام محبوسون في تلك التوابيت، فإذا سألوا الراحة ، فتحت لهم تلك التوابيت فإذا فتحت بلغ شررها أهل جهنم ، فيستغيث أهل جهنم بصوت واحد ، ويقولون : اللهم العن أهل التوابيت ، وهم الذين يغتصبون فروج النساء حراما ".
وقال صلى الله عليه وسلم :" إن الله لما خلق الجنة ، قال لها : تكلمي . قالت : سعد من دخلني ، فقال الجبار جل جلاله : وعزتي وجلالي لا يسكن فيك ثمانية نفر من الناس، مدمن خمر، ولا مصرّ على الزنى ، ولا نمّام ، ولا ديّوث، ولا شرطيّ ، ولا مخنّث ، ولا قاطع رحم ، ولا الذي يقول : عليّ عهد الله أن أفعل كذا وكذا ولا يفعله ".
فليس المصر على الزنى هو المداوم عليه ، ولا مدمن الخمر هو الملازم لشربه ، ولكنه هو إذا وجد الخمر شربها ، ولم يمنعه منها خوف الله تعالى ، ومتى تهيأ له الزنى ، ولم يتب من ذلك ، ومن لم ينه النفس عن الهوى فإن الجحيم هي المأوى.
وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول لغلمانه : إن أردتم النكاح نكحتم ، أي تزوّجتم ، فإن العبد إذا زنى، خرج الإيمان من قلبه فلا يبقى للعبد إيمان.
وقال لقمان لابنه : إياك والزنى ، فإن أوله مخافة و آخره ندامة ، ومن بعد تلقى آثامه.
وأنشدوا:
[poem=font="Simplified Arabic,5,orange,normal,no rmal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا من خلا بمعاصي الله في الظلم = في اللوح يكتب فعل السوء بالقلم
بها خلوت وعين الله ناظرة = وأنت بالإثم منه غير مكتتم
فهل أمنت المولى من عقوبته = يا من عصى الله بعد الشيب والهرم[/poem]
كما روي أنه في بني إسرائيل رجل تزوج امرأة من بلد آخر، فأرسل بثقته إليها ليسوقها إليه ، فراودته نفسه ، وطالبته بها ، فزجرها ، واستعصم بالله ، قال : فنبأه الله تعالى بترك هواه ، وكان نبيا من بني اسرائيل .
وأنشدوا:
[poem=font="Simplified Arabic,5,orange,normal,no rmal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
توق نفسك لا تأمن غوائلها = فالنفس أخبث من سبعين شيطانا[/poem]
وحكى ابن عباس عن كعب الأحبار رضي الله عنهما أنه قال : كان في بني إسرائيل صدّيق منفرد للعبادة ، فأقام في صومعته دهرا طويلا ، وكان يأتيه ملك في كل غدوّة وعشيّة ، فيقول له الملك : ألك حاجة ؟ فيقول : الله أعلم بحاجتي.
وأنبت الله له فوق الصومعة كرمة ، تحمل في كل يوم بالعنب ، وكان إذا عطش مد يده ، فينبع منها الماء ، فيشرب منه.
فلما كان بعد مدة مرت به امرأة لها حسن وجمال ، عند المغرب ، فنادته : يا عبدالله . فقال لها : لبيك. فقالت له : أيراك ربك ؟ قال لها : هو الله الواحد القهار ، الحيّ القيّوم ، العالم بما في الصدور وباعث من في القبور. قالت له : البلد مني بعيد . قال لها : اصعدي.
فلما صارت في صومعته، رمت بثيابها ، وقامت عريانة ، تجلو نفسها عليه ، فغضّ بصره عنها. وقال لها : ويلك ، استري نفسك . قالت له : ما يضرّك إذا تمتعت بي في هذه الليلة ؟.
فقال لنفسه : يا نفس، وما تقولين ؟ قالت : والله إني أتمتع بها.
قال لها : ويحك : أتريدين سرابيل القطران ، مقطعات وتذهبين بعبادتي هذه المدة ، وليس كل من زنى عفي عنه ، وإن الزاني يكبّ على وجهه في النار، وهي نار لا تطفأ ، وعذابها لا يفنى ، وأخاف أن يغضب الله عليك ، ولا يرضى أبدا عنك.
فراودته نفسه على ذلك ، فقال : أعرض عليك نارا صغيرة ، فإن صبرت عليها ، متعتك بهذه الجارية الليلة.
قال : فملأ السراج دهنا ، وأغلظ الفتيلة ، والمرأة تسمع وتبصر، ثم ألقى يده إلى الفتيلة ، وهي تتقد ، فصاح بالفتيل ة: ما لك ؟ أحرقي ، فأكلت إبهامه ، ثم أكلت أصابعه ، ثم أكلت يده ، فصاحت الجارية صيحة عظيم ة، فارقت الدنيا ، فسترها بثوبها.
فلما أصبح صرخ إبليس لعنه الله : أيها الناس إن العابد قد زنى بفلانة بنت فلان ، وقتلها.
فركب الملك في جنده وأهل مملكته ، فلما انتهى إلى الصومعة ، صاح ، فأجابه العابد ، فقال له : أين فلانة بنت فلان؟ قال له : عندي ها هنا . قال له : قل لها أن تنزل. قال له : إنها قد ماتت.
قال له الملك : ما رضيت بالزنى حتى قتلت النفس التي حرّم الله ؟ فهدم الصومعة ، وجعل في عنق العابد سلسلة ، فجرّه بها ، وحملت المرأة ، وجيء بالعابد ويده ملفوفة فى كُمِّه وهو لا يعلمهم بقصته.
فوضع المنشار على رأسه ، وقيل لأصحاب العذاب : جرّوا، فجرّوا.
فلما بلغ المنشار إلى دماغه، تأوّه، فأوحى الله تعالى إلى جبريل عليه السلام : قل له : لا ينطق بشيء ، وها أنا أنظر إليك ، وقد أبكى حملة عرشي ، وسكان سماواتي ، فوعزتي وجلالي لئن تأوّه الثانية ، لأهدمنّ السموات على الأرض ، فما تأوه ولا تكلم حتى مات رحمه الله.
فلما مات ، ردّ الله الروح على المرأة ، وقالت : مات والله مظلوما ، ما زنى وما أنا إلا بخاتمي بكر.
ثم قصت عليهم القصة ، فأخرجوا يده ، فإذا هي محروقة كما قالت الجارية. فقالوا: لو علمنا ما نشرناه ، وخرّ العابد نصفين على الأرض، وعادت الجارية كما كانت ، فحفروا لهما قبرا واحدا ، فوجدوا في القبر مسكا وعنبرا وكافورا. ثم أتوا بهما ليصلوا عليهما ، فناداهم مناد من السماء : اصبروا حتى تصلي عليهما الملائكة ، ثم صلى عليهما الناس ودفنوهما ، فأنبت الله على قبرهما الياسمين ، ووجدوا على قبرهما رق مكتوب فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم ، من الله عز وجل إلى عبدي ووليي ، إني نصبت المنبر تحت عرشي ، وجمعت ملائكتي ، وخطب جبريل عليه السلام ، وأشهدت الملائكة أني زوّجتك خمسين ألف عروس من الفردوس ، وهكذا أفعل بأهل طاعتي وأهل مراقبتي.
وقال صلى الله عليه وسلم :" النظر إلى محاسن المرأة سهم من سهام ابليس ، فمن غضّ بصره ، أذاقه الله تعالى عبادة يجد حلاوة تلك العبادة في قلبه ".
وفي المناجاة أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام : " يا موسى ، حرمت على النار ثلاثة أعين : عين سهرت في سبيل الله ، وعين غضّت عن محارم الله ، وعين بكت من خشيتي ، ولكل شيء جزاء ، إلا الدمعة ، فلا جزاء لها إلا الرحمة والمغفرة ودخول الجنة ". والله تعالى أعلم.
-
رد: خطورة الزنا
جزاك الله خيرا على الحضور الكريم
تقبل منى كل مودة وشكر وتقدير
-
رد: خطورة الزنا
جزاك الله خير
ونسال الله النجاه
-
رد: خطورة الزنا
آمين .. مع الشكر والتقدير للأخ الفاضل على التواجد الطيب
جزاك الله خيرا
-
رد: خطورة الزنا
الف شكر وتقدير
يعطيك الف عافيه