[align=center]
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/183.imgcache
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/184.imgcache
[glow=000000]وتمـايـلـي طـربـاً ... [/glow]
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/184.imgcache
يتلذذ الناس بما يتلذذون به
ويستمتعون بما يستمتعون به
ويجدون لـذة أنفسهم فيما يشتهون ويرغبون
غير أن تلك اللذائذ زائلة فانية بل منها ما ينقلب إلى حسرات باقية
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,nor mal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها = من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء من مغبتها = لا خير في لذة من بعدها النار[/poem]
فتحصيل المعصية له تعب وتبِعات
والقيام بالطاعة يكتنفه تعب ومشقة
وفي المعصية لـذّة ، وفي الطاعة لـذّة
ولكن بعد المعصية انقباض نفس وضيق صدر وتأنيب ضمير
وبعد الطاعة لـذّة وفرح وسرور بأداء العبادة
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/185.imgcache
[glow=660099]فما الذي يبقـى ؟
وأي لـذة تبقى ؟ [/glow]
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/185.imgcache
تبقى لـذة العـبادة
تبقى لـذة طلب العلم
تبقى لـذة الأُنس بالله
تبقى لـذة مرافقة الأخيار
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/185.imgcache
وتلك لعمر الحق أكمل لـذّات الدنيا
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/185.imgcache
انظر إلى حال أكمل البشر
انظر إلى حال سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام أين وجـد اللـذة ؟
وكيف سأل ربه إيـاهـا ؟
كان عليه الصلاة والسلام يجـد راحة نفسه وقـرّة عينه في الصلاة
فقد كان يقول لبلال : أرحـنـا بها . يعني بالصلاة
وكان يقول : وجُعِلت قـرّة عيني في الصلاة .
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/185.imgcache
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام : اللهم وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ، ولا فتنة مضلة . رواه الإمام أحمد والنسائي .
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/185.imgcache
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وَلَيْسَ لِلْقُلُوبِ سُرُورٌ وَلا لَذَّةٌ تَامَّةٌ إلا فِي مَحَبَّةِ اللَّهِ وَالتَّقَرُّبِ إلَيْهِ بِمَا يُحِبُّهُ .
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/185.imgcache
وقال أيضا : فَإِنَّ اللَّذَّةَ وَالْفَرْحَةَ وَالسُّرُورَ وَطِيبَ الْوَقْتِ وَالنَّعِيمَ الَّذِي لا يُمْكِنُ التَّعْبِيرُ عَنْهُ إنَّمَا هُوَ فِي مَعْرِفَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَتَوْحِيدِهِ وَالإِيمَانِ بِهِ : وَانْفِتَاحِ الْحَقَائِقِ الإِيمَانِيَّةِ وَالْمَعَارِفِ الْقُرْآنِيَّةِ .
كَمَا قَالَ بَعْضُ الشُّيُوخِ : لَقَدْ كُنْت فِي حَالٍ أَقُولُ فِيهَا : إنْ كَانَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي هَذِهِ الْحَالِ إنَّهُمْ لَفِي عَيْشٍ طَيِّبٍ .
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/185.imgcache
وَقَالَ آخَرُ : لَتَمُرُّ عَلَى الْقَلْبِ أَوْقَاتٌ يَرْقُصُ فِيهَا طَرَبًا وَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا نَعِيمٌ يُشْبِهُ نَعِيمَ الآخِرَةِ إلا نَعِيمَ الإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَة . انتهى كلامه رحمه الله .
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/185.imgcache
ولك أن تتصوّر أين قال شيخ الإسلام ابن تيمية ذلك الكلام ؟
[glow=000000]قاله وهو في السـجـن ![/glow]
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/185.imgcache
وتوجد اللذة في طلب العلم وتحصيله
قال الإمام العلم محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله :
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,nor mal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
سهري لتنقيح العلوم ألـذّ لي = من وصل غانية وطيب عنـاق
وصرير أقلامي على صفحاتها = أحلى مـن الدّّوْكـاء والعشـاق
وألذ من نقر الفتـاة لدفهـا = نقري لألقي الـرمل عـن أوراقي
وتمايلي طربـا لحل عويصة = في الدرس أشهى من مدامة ساق
وأبيت سهـران الدجى وتبيته = نومـا وتبغي بعـد ذاك لحـاقي[/poem]
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/185.imgcache
وتأمل هذا المجلس من مجالس العلم والمناظرة
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/185.imgcache
قال أبو الحسن بن فارس : سمعت الأستاذ ابن العميد يقول : ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوةً ألـذَّ من الرياسة والوزارة التي أنا فيها حتى شهدت مذاكرة سليمانَ ابنِ أيوب بن أحمد الطبراني وأبي بكر الجِعَابي بحضرتي فكان الطبراني يَغلب بكثرة حفظه ، وكان الجعابي يَغلب الطبراني بفطنته وذكاء أهل بغداد ،حتى ارتفعت أصواتُهما ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبَه فقال الجعابي : عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي ، فقال : هاتِه ، فقال : حدثنا أبو خليفة حدثنا سليمان بن أيوب وحدّث بالحديث ، فقال الطبراني : أنا سليمان بن أيوب ومني سمع أبو خليفة ، فاسمع مِنِّي حتى يعلو إسنادك
فإنك تروي عن أبي خليفة عني ، فخجل الجعابي وغلبه الطبراني .
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/185.imgcache
قال ابن العميد : فودِدتُّ في مكاني أن الوزارة والرياسة ليتها لم تكن لي وكنت الطبراني وفرحت مثل الفرح الذي فَرِح الطبراني لأجل الحديث . رواه الخطيب في تاريخ بغداد .
قال ذلك ابن العميد ، ومن هو ابن العميد ؟
قال عنه الذهبي في السير : الوزير الكبير ، وقال أيضا : كان عجباً في الترسّل والإنشاء والبلاغة ، يُضرب به المثل ، وقيل : بُدئت الكتابة بعبد الحميد وخُتِمت بابن العميد .
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/185.imgcache
بل تأمل مجلس خليفة من خلفاء المسلمين
قال يحيى ابن اكثم : قال الرشيد : ما أنبل المراتب ؟
قلت : ما أنت فيه يا أمير المؤمنين .
قال : فتعرف أجل مني ؟
قلت : لا .
قال : لكني اعرفه ! رجل في حلقه يقول : حدثنا فلان عن فلان عن رسول الله .
قلت : يا أمير المؤمنين أهذا خير منك ؟ وأنت ابن عم رسول الله وولي عهد المؤمنين ؟
قال : نعم . ويلك هذا خير مني ؛ لأن اسمه مقترن باسم رسول الله لا يموت أبدا ، ونحن نموت ونفنى ، والعلماء باقون ما بقي الدهر .
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/185.imgcache
قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله :
لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم والسرور لجالدونا إذاً بالسيوف .
أتدرون متى قال ذلك ؟
بعد أن فرغ من أكل كُسيرات يابسات ثم شرب من النهر !
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/185.imgcache
قال بعض الصالحين : مساكين أهل الدنيا ! خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها .
قيل له : وما هو ؟
قال : معرفة الله عز وجل .
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/185.imgcache
[glow=000000]فحُـقّ للصالحين أن يبحثوا عن اللـذّة الحقيقية ، كما يبحث عُـبّـاد الشهوات عن اللذائذ المُحرّمة
والله ولي الصالحين .[/glow]
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
https://mwadah.com/images/imgcache/2007/05/186.imgcache[/align]