[frame="7 80"][align=center]
بعد وداعها ..
بتّ أمحو كل ذكرى ..
إلا ذكرى قضيتها في هواه ..
لا ليست بذكرى ..
وما الذكرى إلا لمن ينساه .. !
بل صفو وخلة ..
وأي شيء منه يحيي بعد الممات ..
***
قد أيس النسيان مني ..
مذ حل في نفسي هواه ..
فمن جزع بالذكرى آنسه النسيان ..
وتلك مذاهب شتى ..
وقلبي بايعه الفداء ..
فما حلّ فيّ سواه ..
ويكفيني أن أبقي وفياً لهواه ..
فما زاد الهوى مذ فارقني ..
ولا نقض هجره ما بناه ..
***
والشوق لا أدري كيف لا يصارعني ..
فأهون ما أعانيه شوقي ..
وأشده على قلبي دوام الوصل مع الجفاء .. !
***
ما سخِرت ولا قَسَت ..
ولكنني دعوتها قاسية وهي براء .. !
فما ضرها وصفي ..
وما ضر عاقل .. جنون عاشق يثمل من جواه ..
ولو قالوا ..
أو كتبوا عن جنوني ..
أو عن حماقاتي ..
فإن كان فيها ..
فذاك مدح ..
لا نقيصة فيه ولا ازدراء ..
***
فويح قلبي ..
لو خطر في عقلي وفاة ..
لا أنطقني الله بها ..
ولا أنطق عقلي ..
فقلبي فداه ..
فإن كان في قتلي حياة ..
فإن دمي هدر فداه ..
***
وما أزعجني منه مذ رحل ..
أنني لا أشعر بأساه ..
ولا أبكي لدمع له ..
ولا أعلم سكناه ..
فدته الروح أينما حلت رحاله ..
وفدت روحي كل ذرية منه وإن كانت مسالك وشعاب ..
***
عرفته حين عرفته ربيعاً ..
ولم أر الربيع بعدها سواه ..
عرفته حين عرفته زهراً ..
وكل ما حوله هباء ..
عرفته حين عرفته زاهداً ورعاً ..
فما أحببت الصالحين إلا لذاك ..
ثم ويا لقبح مطالبي ..
أردته لي خليلاً وفياً ..
فما أقبح مطالب السفهاء ..!
***
ويا لقلبي إن صرح بكرهها ..
ويا لأيامه إن قال بذاك لها ..
لأقطعنه ..
وإن قدرت على أن تطأه برجليها فما جزاء من يكفرها إلا بذاك ..
***
سمعت بأعراس قد دقت نواقيسها ..
وغريب قد حام حول حماه ..
فزفوه والبسمة تعلو وجنتاه ..
فقلت ..
رباه لا أدري ..
كيف يصبر قلب مكلوم على بلواه ..
فحدثني الصديق المشفق بأن أترك هواه ..
فقالت نفسي ..
قم ..
فما ذاك بصديق تنتصح بنجواه .. !
فعلمت أن للجنون أحجية ..
لا يفهمها إلا من مسه هواه ..
فقلت ..
رب ..
خذ من دنياي متاعها ..
ودع لقلبي هواه ..
***
سامرتها بعد نكسة القلب يوماً ..
بأن قلت ..
هكذا تعلمت الحب ..
فعلمتني أن الحب لا يصفو ..
وأن الدعوى لا بد لها من برهان ..
فافترشت الأرض وقلت ..
بقدميك اعتليها .. نفسي الشقية فخذيها ..
ويح نفسي إن لم تعرف ما حق هواك ..
وويح قلبي إن لم يتصدع لرضاك ..
فطب نفساً ..
ورجّح عقلاً ..
وذر قلباً ..
وفاضل بين العقل والقلب كعادتك ..
فما عاد ينفع اليوم قلب ولا عقل ..
فإن الأموات قد أنسوا قبورهم ..
وإن اخرجوا منها ..
فسيخافهم الأحياء ..
فما عاد ينفعني ترياق إلا السام أدنيه مني ..
أتحايل عليه بين راحة يداي ..
أطلبه من رب السماء ..
***
قالت تواسيني ..
لا ..
في الحقيقة لم تقل شيئاً ..
وإنما صمتت ..
في يوم كان لا بد أن تنهيه بالحديث والبكاء ..
قالت ..
يعلم الله .. ثم .. لم تكمل ..
لأنها علمت أنها لو أكملت ..
فسيكون قلبها معي ..
وعقلها هناك ..
هناك ..
لا أقوى على ذكر ( هناك ) ..
لكن لي أمل ..
نعم ..
فقد قالت قديماً ..
كيف أنسى من سكن نفسي ..
فإن كان هنا فراق ..
فلك في الآخرة سبق ولقاء ..
فقلت في نفسي ..
لا تخدعي قلبي ..
ولا تخدعي ما ينبض هناك ..
هناك بين أضلعك ..
إن تذكري ..
فهل ثمة ما ينبض هناك .. ؟!
***
أتساءل ..
من منا يأسى ..
ومن منا يسلى ..
فاتذكر ..
ليس لي ذاك ..
فما أنا إلا ظل خيال ولست بخيال ..
لا تراه لأنه العدم ..
لذلك ..
لتنسى ..
أو تسلى ..
ولتدعني بجنتي ..
فإنني هنا أحيا بها ولا أنسى ..
***
نهاية المطاف ..
لا افتقدك ..
رغم كل شيء ..
فالفاء .. والقاف .. والدال ..
لمن غاب عنه من يهوى ..
والواء .. والصاد .. واللام ..
لمن غابت نفسه في نفس من يهوى ..
هذه حال من أعرف ..
[/align][/frame]
