( الدعوة بين الحكمة والتهييج )
	
	
		مهمة دعاة الإسلام توجيه الناس إلى ما ينفعهم . 
ولكن بعض الدعاة نسي المهمة الملقاة على عاتقه ، فتراه في أوقات يزيد على ما قالته القنوات والإعلام ، ويسير على نفس الوتيرة لجعل النفوس تغلي . 
تارة باسم الولاء والبراء غير المنضبط شرعا . 
وتارة باسم الدعوة للجهاد في سبيل الله - تعالى - . 
وتارة كذا ، وتارة كذا . 
وكل هذا يشحن النفوس دون توجيه صحيح فيما ينفع الأمة ثم ينتج عن ذلك التشاحن والتفرق . 
وعلى الدعاة الانتباه في كلماتهم إلى ما ينفع الناس ، والحذر من شحن النفوس ، وهم لا يعرفون ما ستكون الأبعاد لهذا الشحن الذي قد لا يكون منضبطا بالضابط الشرعي . 
وإرشاد الناس ، أو بيان الواقع يحصل إذا كانت النفوس خالية . 
لكن إذا كانت النفوس مليئة ، وهم يتابعون هذه القنوات ليل نهار ، ثم يأتي الداعية أو الخطيب يزيد في اشتعالها . 
فنتساءل إلى أين تريد - يا خطيب - أن يتجه الناس ؟ 
والجواب ليس ثمة اتجاه إلا إلى زيادة ما في النفوس من اختلافات ، وإلا إلى سوء الظن ، وإلا إلى ترك الجماعة ، فالحذر فالحذر من أن يدعو الداعية إلى مثل ما يضر الناس ولا ينفعهم . 
وعلى الدعاة أن يعلموا أن ما دار بين الصحابة من حروب كعلي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه في وقعة ( صفين ) ، وعائشة - رضي الله عنها - في وقعة ( الجمل ) وغير ذلك فمعتقد أهل السنة والجماعة أن هذه الحروب ليس الصحابة طرفا فيها ، فالصحابة وجدوا أنفسهم يتقاتلون وهم لا يشعرون . والذي أشعل هذه الحروب هم الخوارج . 
ذكر ذلك شيخ الإسلام ، وشارح الطحاوية ، وكتب العقيدة . 
فسعى الخوارج بين الطرفين ، سعوا هنا بشيء ، وسعوا هنا بشيء آخر ؛ لإعلاء ما يزعمونه حقا من رفع راية ظاهرها حق وباطنها باطل ، وهي ( لا حكم إلا لله ) وهم لا يريدون القتال بين الصحابة ، ولكن السعي الذي لم ينتبهوا إلى نتائجه أوقع الصحابة في القتال . 
وقتاله الصحابة أعظم مصيبة في التاريخ الإسلامي . 
وصار من عقائدنا سلامة ألسنتنا وقلوبنا من الغل ، وعدم النيل ممن حصل بينهم القتال . 
فإذا قيل من أشعل هذه الفتنة إذن ؟ 
فيقال : هم الخوارج . 
 
وكيف يكون ذلك ؟ 
نقول : ما أشبه الليلة بالبارحة ، النفوس إذا زاد شحنها ، ثم زاد حصلت الفتن . . 
فإنه يحصل من فئة إما بإدراك أو بغير إدراك ، وإما بقصد أو بغير قصد أن توقع الناس في صراعات ومقاتل ومعارك وهم لا يشعرون ، ولن ينتبهوا إلا إذا وقعت ، وإذا وقع السيف فمتى يرفع ؟ 
فالحذر الحذر من هذا الأمر ، والتنبه واليقظة إلى اتباع هدي السلف ، وإلى العبرة من الفتن التي حصلت ، والمقاتل في ذلك .
	 
 
	
	
	
		رد: ( الدعوة بين الحكمة والتهييج )
	
	
		وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 
بارك الله فيك اخي كلمات لها معنى
	 
 
	
	
	
		رد: ( الدعوة بين الحكمة والتهييج )
	
	
		شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ... تحياتي .