الابتلاء بالخير والشر.. ورد الفعل المطلوب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الابتلاء سنة من سنن الله في خلقه وقد تكون الابتلاءات شخصية تصيب الإنسان وأخرى عامة تصيب الأمة بأكملها والابتلاء ليس ابتلاءً بالشر فقط بل قد يكون في معناه الخير.. قال تعالى: " هو الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً " { الملك 2 } وقوله : " إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً " [الكهف: 7].
والإنسان قد يبتلي بالنصر كما يبتلى بالهزيمة, ويبتلى بالمرض كما يبتلى بالصحة, ويبتلى بما يسره كما يبتلى بما يسوؤه, وهذا ابتلاء بالأحداث,
وهناك ابتلاء بالأشخاص فكثيرًا ما يمر بالإنسان نماذج عديدة من البشر منهم الصادق والكاذب, منهم الواضح والغامض, منهم الأمين والخائن, وقد يبتلى الإنسان بولد عاص وأيضًا بزوجة عاصية.
مثل ابن نوح الذي كان ابتلاء بالشر لوالده حيث قال له والده:(يا بني اركب معنا....), وكذلك زوجتا نوح ولوط كانتا ابتلاء بالشر لزوجيهما, وفرعون كان ابتلاء بالشر لزوجته الصالحة.. يقول الله تعالى : {وضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما, فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين, وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امراة فرعون إذ قالت رب ابنى لى عندك بيتا فى الجنة, ونجنى من فرعون وعمله ونجنى من القوم الظالمين } [التحريم: 10, 11].
والابتلاء بالزيادة مثل ما حدث لقارون عندما أعطاه الله المال والكنوز لكنه لم يشكر وكفر بالله {قال إنما أوتيته على علم عندى أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعاً...} [القصص: 78].
وهناك ابتلاء بالنقصان مثل أصحاب الجنة الذين كفروا بالله {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة اذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون .ّ} [القلم: 17- 19] وهناك ابتلاء بالخوف والجوع يجمع كل ذلك قول الله عز وجل: }ولنبلونكم بشئ من الجوع والخوف ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون .} [البقرة: 155- 157].
وهناك ابتلاء بالتكليف سواء من الله عز وجل إلى الإنسان أو من الإنسان إلى الإنسان, مثل ما كلف الله آدم عندما أدخله الجنة بأن يأكل من كل شيء لكي لا يقترب من إحدى الشجرات لكنه خالف أمر الله حتى خرج من الجنة هو وامرأته حواء.
ومثل ما كلف طالوت جنوده بعدم الشرب من النهر لكنهم عصوا وكفروا.. وهناك الابتلاء بتسلط الأعداء سواء كانوا شياطين حقيقيين أو من شياطين الإنس المفسدين في الأرض.
وحكمة الابتلاء بألوانه وأنواعه هي تطهير المؤمنين من أدعياء الإيمان ورفع درجات المؤمنين.
فالله عز وجل يكفر خطايا المؤمنين بالمرض والمصائب حتى الشوكة يشاكها المسلم.. ولا سبيل لمواجهة هذه الابتلاءات إلا بالصبر والرضا والتحمل وعدم الجزع والتوجه إلى الله بالدعاء أن يصرف عنا البلاء (اللهم رضنا بقضائك وصبرنا على بلائك).
كما يجب العمل على دفع البلاء, فعلى الإنسان أن يقاوم ويحاول أن يدفع البلاء عن نفسه وعن أمته بكل ما تيسر له من قدرة ولا يتوانى في ذلك, فإذا كان البلاء مرضًا فعليه أن يسارع بالتداوي وإذا كان البلاء هزيمة فعليه أن يسارع بالخروج منها وإذا كان البلاء وضعًا ظالمًا ومستبدًا فعلى الإنسان أن يغيره ويقاوم الظلم. ومن دعاء النبي المأثور قوله: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن, وأعوذ بك من العجز والكسل, وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال, اللهم إني أعوذ بك من الفقر إلا إليك, ومن الذل إلا لك, ومن الخوف إلا منك, وأعوذ بك أن أقول زورًا, أو أغشى فجورًا, أو أكون بك مغرورًا, وأعوذ بك من شماتة الأعداء, وعضال الداء, وخيبة الرجاء, اللهم إني أعوذ بك من شر الخلق, وهم الرزق, وسوء الخلق, يا أرحم الراحمين ويا رب العالمين).
رد: الابتلاء بالخير والشر.. ورد الفعل المطلوب
رد: الابتلاء بالخير والشر.. ورد الفعل المطلوب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي
رد: الابتلاء بالخير والشر.. ورد الفعل المطلوب
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ... تحياتي .
رد: الابتلاء بالخير والشر.. ورد الفعل المطلوب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي ابو راشد