سلسلة أصول الوصول لله تعالى
كما إنه لكل شيء في هذه الدنيا قواعد وأصول لا يتم الأمر المراد إلا بتحقيقها وإتباعها والسير من خلالها للحصول علــى أفضل نتيجة ممكنه من ذلك المراد ، فكما أن هناك أصول للمحاسبة تستخدم في تقديم تعاملات تجارية وإقتصادية بشكــل أفضل ، وكما أن لعملية التربية أصول تستخدم من قبل المربين للوصول بالأطفال والأولاد لأعلىٰ مستوى من التربيــــة السليمة والخلق القويم فبدون هذه الأصول لا نحصل على نتائج مثلىٰ بل نتائج سلبية ، فضلا على أن الأمثلة لا حـصر لها، ولما كان الأمر كذلك فلماذا نرىٰ العباد عندما يقصدون أي أمر من أمور الدنيا فإنهم يبحثون على أفضل الأساليب المتــبعة لتحقيق ذلك الأمر وبأفضل النتائج ويتثبتون الطريق بدقة ، ولكن عندما يسير العبد إلى الله فتجده يتصف بالغباء والحماقـة وسوء الأدب والجهل المهلك فهو في هذا الطريق لا يتحرىٰ الدقة ولا يهتم باتخاذ المسالك الصحيحة ولا يعلم شيء عــن الرب الذي يريد الوصول له ، ولا عن الطريق المؤدي له ، ولما عرفنا أن الإنسان منذ خلق في هذه الدنيا فإنه في سفر نعم فإن العبد لا يزال مسافراً مهاجراً إلى الله سبحانه وتعالىٰ ، وليس له حط رحال إلا في جنةٍ أو نار، والعاقل يعلم أن السفر مبني على المشقة وركوب الأخطار ، ومن المحال عادةً أن يطلب المسافر في سفره لذة أو راحة ، وإنما ذلك يكون بعد انتهاء السفر ، وعلىٰ المسافر أن يتزود في سفره هذا بالزاد الذي يبلغه ، ولقد ذكرنا أن السير إلى الله له أصول وضوابط ... ومعروف أن السائرين إلى الله هم المصطفون من خلق الله – نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من هؤلاء الصفوة – كما قال الله تعالىٰ : ﴿ ثُم أَورَثنا الكتَاب الّذين اصطَفينا من عبادنا فمِنهم ظالم لّنَفسه ومنهم مقتَصد ومنْهم سابق بالخيرات بإِذن اللّه ذلك هو الفضل الكبير ﴾ [فاطر - 32] ... فكلهم مصطفون مختارون لسلوك هذا الطريق .. فإن سلكت فأبشر .. ولكن أنضبط لكي لا تطرد . ومن سنة البشر في حياتهم ، أن الطرق لا يمكن أن تسلك إلا بعلامات للاهتداء ، وإشارات للمسير توضح المراحل ، وتدفع المخاطر ، وتسهل اجتياز العقبات ، وتيسر قطع الفلوات ، وقد تكون هذه العلامات سمعية أو بصرية ، كما إنها قد تكون للتوضيح أو للتنبيه أو الإعتراض ، ومن هنا عرفنا أن السائر إلى الله يحتاج لكي يسير بشكل صحيح وعلى بصيرة أن يكون مزود بمفاتيح متمثلة في أصول متبعة للوصول إلى الله تعالىٰ ....
ومن العجائب، والعجائب جـــــمـةُ
قرب الحبيب وما إلـــيه وصول
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
والماء فوق ظهورها محمــول
ونشير بأننا بحول الله ومدده سوف نطرح هذه الأصول بصورة متفرقة .. واحد بعد الأخر .. ونذكر أن هذه الأصول هي كلمات غالية وقيمة جداً .. سأقوم بإختصارها بعض الشئ ..
هذه الأصول تكلم بها شيخنا الفاضل الداعية الإسلامي الكبير / محمد حسين يعقوب ..
سائلين المولىٰ جلت قدرته أن يبارك لنا في علمه ..وأن يجزيه عنا خير الجزاء .. وأن يجعل الله هذه الكلمات الماتعة في ميزانا حسانتنا وحسناته .. وأنا ينفعني وإياكم بها .. راجين من الله تعالىٰ أن يأذن لنا المدير العام للمنتدىٰ وأعضائه بإتمام هذه السلسلة التربوية الرائعة ..مالم يكن هناك مايمنع .. ونبدأ بالأصل الأول والذي نتوقف عنده حتى تأتي الموافقة ...
انتظرونا في الأصل الأول من سلسلة أصول الوصل لله تعالىٰ
عليك البداية وعليه التمام