عادات السلف في ختم كتاب الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه أما بعد:
اعلم أن تلاوة القرآن الكريم هي أفضل الأذكار والمطلوب القراءة بالتدبر ، وينبغي أن يحافظ على تلاوته ليلا ونهارا ، سفرا وحضرا ، وقد كانت للسلف رضي الله عنهم عادات مختلفة في القدر الذي يختمون فيه ، فكان جماعة منهم يختمون في كل شهرين ختمة ، وآخرون في كل شهر ختمة، وآخرون في كل عشر ليال ختمة، وآخرون في كل ثمان ليال ختمة ، وآخرون في كل سبع ليال ختمة وهذا فعل الأكثرين من السلف ، وآخرون في كل ست ليال ختمة، وآخرون في كل خمس ليال ختمة ، وآخرون كل أربع ليال ختمة وكثيرون في كل ثلاث ليال ختمة ، وكان كثيرون يختمون في كل يوم وليلة ختمة ، ختم جماعة في كل يوم وليلة ختمتين، وآخرون في كل يوم وليلة ثلاث ختمات ، وختم بعضهم في اليوم والليلة ثماني ختمات : أربعا في الليل ، وأربعا في النهار .
وممن ختم أربعا في الليل وأربعا في النهار السيد الجليل ابن الكاتب الصوفي رضي الله عنه ، وهذا أكثر ما بلغنا في اليوم والليلة .
وروى السيد الجليل أحمد الدورقي بإسناده عن منصور بن زاذان من عباد التابعين رضي الله عنه ، أنه كان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر ، ويختمه أيضا فيما بين المغرب والعشاء ، ويختم أيضا فيما بين المغرب والعشاء في رمضان خمتين وشيئا ، وكان يؤخر العشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل .
وروى ابن أبي داود بإسناده الصحيح ، أن مجاهدا _ رحمه الله _ ، كان يختم القرآن في رمضان فيما بين المغرب والعشاء .
وأما الذين ختموا القرآن في ركعة فلا يحصون لكثرتهم ، فمنهم عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وتميم الداري وسعيد بن جبير رضي اله عنه .
والمختار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص ، فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر يحصل له معه كمال فهم ما يقرأ، وكذا من كان مشغولا بنشر العلم أو فصل الحكومات بين المسلمين أو غير ذلك من مهمات الدين والمصالح العامة للمسلمين ، فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له ولا فوات كماله ، ومن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل أو الهذرمة في القراءة .
وقد كره جماعة من المتقدمين الختم في يوم وليلة .
ويدل عليه ما روي بالأسانيد الصحيحة في (( سنن أبي داود)) والترمذي والنسائي وغيرها، عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)).
المصدر(من كتاب الأذكار للنووي)
يتبع إن شاء الله مع أوقات الختم...
رد: عادات السلف في ختم كتاب الله
( ما يتعلق بأوقات الختم من كتاب الأذكار للنووي)
وأما وقت الابتداء والختم فهو إلى خيرة القارئ فإن كان ممن يختم في الأسبوع مرة، فقد كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يبتدئ ليلة الجمعة ويختم ليلة الخميس.
فصل : في أوقات الختم المختارة للقراءة : اعلم أن أفضل القراءة ما كان في الصلاة ومذهب الشافعي وآخرين رحمهم الله : أن تطويل القيام في الصلاة بالقراءة أفضل من تطويل السجود وغيره . وأما القراءة في غير الصلاة فأفضلها قراءة الليل ، والنصف الأخير منه أفضل من الأول ، والقراءة بين المغرب والعشاء محبوبة ، وأما قراءة النهار فأفضلها ما بعد صلاة الصبح ، ولا كراهة في القراءة في وقت من الأوقات ، ولا في أوقات النهي عن الصلاة .
وأما ما حكاه ابن ابي داود رحمه الله _، عن معاذ بن رفاعة رحمه الله _ عن مشيخته أنهم كرهوا القراءة بعد العصر وقالوا إنها دراسة اليهود ، فغير مقبول ولا أصل له ؛ ويختار من الأيام : الجمعة ، والإثنين، والخميس، ويوم عرفة ؛ ومن الأعشار : العشر الأول من ذي الحجة ، والعشر الأخير من شهر رمضان ؛ ومن الشهور رمضان .
رد: عادات السلف في ختم كتاب الله
آداب في الختم وما يتعلق به
يستحب صيام يوم الختم إلا أن يصادف يوما نهى الشرع عن صيامه وقد صح عن طلحة بن مصرف والمسيب بن رافع وحبيب بن أبي ثابت التابعيين الكوفيين رحمهم الله أجمعين ، أنهم كانوا يصبحون صياما في اليوم الذي كانوا يختمون فيه
ويستحب حضور مجلس الختم لمن يقرأ ولمن لا يحسن القراءة فقد روي في الصحيحين :(( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الحيض بالخروج يوم العيد فيشهدون الخير ودعوة المسلمين)).
وروي في ((مسند الدرامي)) عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنه كان يجعل رجلا يراقب رجلا يقرأ القرآن ، فإن أراد أن يختم أعلم ابن عباس رضي الله عنهما فيشهد ذلك .
( المصدر :الأذكار للنووي)
رد: عادات السلف في ختم كتاب الله
إضافة مهمة:
(ختم القرآن في أقلّ من ثلاث خلاف السُّنَّة) قاله العلاَّمة الألبانيُّ -رحمه الله- في " الصَّحيحة " (5/600)، ثُمَّ ساق هذا الحديث:
(كانَ لا يَقْرَأُ القرآنَ في أقلّ من ثلاثٍ) [" الصَّحيحة ": (2466)].
ثُمَّ قال -رحمه الله-:
(ولا يُشكِل على هذا ما ثَبَتَ عن بعض السَّلَف، ممَّا هو خلاف هذه السُّنَّة الصَّحيحة؛ فإنَّ الظَّاهر أنَّها لَمْ تبلغهُم. وما أحسنَ ما قال الإمام الذَّهبيُّ -رحمه الله تعالى- في ترجمة الحافظ وكيع بن الجرَّاح، في كتابه العظيم " سير أعلام النُّبلاء " (7/39/2) وقد روى عنه أنَّه كان يصوم الدَّهر، ويختم القرآن كلَّ ليلة:
" قلتُ: هذه عبادة يخضع لها، ولكنها من مثل إمامٍ من الأئمَّة الأثريَّة مفضولة، فقد صحَّ نهيه -عليه السَّلام- عن صوم الدَّهر، وصحَّ أنَّه نهى أنْ يُقرأ القرآن في أقلّ من ثلاث، والدِّين يُسر، ومتابعةُ السُّنَّة أوْلَى، فرضيَ الله عن وكيع، وأين مثل وكيع؟ ومع هذا فكان ملازمًا لشرب نبيذ الكوفة الَّذي يسكر الإكثار منه، وكان متأوِّلاً في شربه، ولو تَرَكَه تورُّعًا لكان أوْلَى به، فإنَّ مَن توقَّى الشُّبهات؛ فقد استبرأ لدينه وعرضه. وقد صحَّ النَّهي والتَّحريم للنَّبيذ المذكور، وليس هذا موضِع هذه الأمور، وكلُّ أحدٍ يؤخَذ من قوله ويُترَك، فلا قدوة في خطإ العالِم، نَعَم، ولا يُوبَّخ بما فَعَله باجتهادٍ، نسأل الله المسامَحة ") انتهى من " السِّلسلة الصَّحيحة " (5/601).
وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله، وسلَّم.
رد: عادات السلف في ختم كتاب الله
الله يجزاك خير ويجعل ما تقدم في ميزان صالح أعمالك ... شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ... تحياتي .