عبث السفهاء بتاريخ العظماء

عبث السفهاء بتاريخ العظماء
بعث الله محمدا ً صلى الله عليه وآله وسلم هاديا ًومبشرا ًونذيرا ً, فآمن به رجال أشداء على الكفار رحماء بينهم , تراهم ركعا ً سجدا ً لا يعصون الله ما أمرهم , ويفعلون ما يأمرون , تبعوه في العسرة واليسرة , ومن غزوة إلى غزوة , فما كلـّوا وما ملـّوا .
وتوفي عنهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أعظم الخلق , وتولى خلافته أعظم قادة , ليسطروا أعظم تاريخ بفتوحات من أقل أمة عددا وأضعفها عدة .
رجال لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله , فرسان بالنهار رهبان بالليل .
إنطلقوا من وادي غير ذي زرع ومن مدينة مثخنة بالفتن ليعبروا القارات , وتصدهم المحيطات , فارتقوا القمم , ودانت لهم الأمم , وهابتهم الرمم .
ثم توالت الرجال لحتوفها , حتى جاء زمن قادة أطفال ليعبثوا بتاريخ الرجال , وأضاعوا ما بناه الأجيال .
تبعتهم عصاة خصاة , فرّار بالنهار زناة بالليل , ألهتهم التجارة وأثخنتهم الدعارة , تجمعهم العاهرات وتفرقهم الزاجرات, أشداء بينهم أذلاء على الكفار , عبيدا ً لمن حكم ذخرا ً لمن غنم , أطاعوا الغرب ركعا ًوسجدا ًوعصوا الله ما أمرهم .
نسوا فاتحة الكتاب ليحفظوا ما ورد في محطات الإلحاد , تلك المحطات الفضائية التي تفرغوا لها لمتابعة مخنثيها من الشباب المائع الناعم , الخصاة العراة , ذووا أحلام العصافير , مخنثي ستار أكاديمي وسوبر ستار , حتى باتت هذه المحطات أكثر من المساجد , ومتابعوا فسّادها أكثر من زوار المساجد المصلين عادة ًأكثر منهم عبادة , التي ربما قد تكون يوما ً مزارات وذكرى , حتى أن صحف الوطن العربي ومحطاته الفاسدة , تتبع أخبار النكرة أكثر من أي شيىء آخر وكأنهم شيىء يذكر !!!
أصبحت النكرة اليوم في أيامنا لهم صيت , وعلماء ورجال لا ذكر لهم , مات منهم من مات , واستـُشهد الأبطال وحُشر الرجال , وسجن الأحرار وبقي الفرّار , وتغنـّى باللاهيات الفجّار .
قرآن دُنس من أهله , فاعتبر كفاره من أهله فدنسوه مقتدين بهم , ثم أتوا بآخر أمر وليس الأخير بإهانة الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم بكل ما توفر لديهم من وسائل , وحكام الأمة ومفتيها أكثرهم صامتون رغبة برضاهم وخوفا ً من سخطهم , فلو أهان الغرب حاكما ً عربيا ً لقامت الدنيا ولم تقعد إلا أن الغرب لا يفعل ذلك مع إخوانه وأزلامهم .
ما فعلوا هذا إلا إقتداءا ً بأهله من أجهزة أمن حكومات العرب حينما فعلوا ذلك قبلهم بعشرات السنين , وسقطت الهيبة من مسلمي اليوم بعد أن أصابهم الوهن , وتبعوا العهر والعاهرات , فخلت الساحات من فرسانها ليخلوا بها , ويحْلوا لهم ما كان لها .
إن كانوا يحاولون إهانة الإسلام برسوله فلن يبلغوا الهدف , فلسنا مرتبطين بصور أو شعارات أو رموز كما هم , ولن يبلغوه بما فعلوه , فهو أسمى من أن يصلوا إليه هم وغيرهم , إن هو إلا غل في صدورهم وقهر لن يفرّج عنهم فعل منكر ظانين بنيل شيىء هم غير بالغوه لو بلغوا بفعلهم عنان السماء .
لا ندري كيف سنحرر ونتحرر, ونصد الغزاة وفينا المفسدون أكثر من المصلحين , وحكام باعوا أوطانا ً وشعوبا ً من أجل كرسي بهم مائل وعمر عنهم زائل , رفعوا شعارات واهية , عن الحق لاهية , وألويتهم على عتبات الغرب ساقطة . بالأمس فلسطين واليوم العراق وغدا بهم باقي الأمة.
عندما كان المسلمون فقراء كانوا مخلصين وأشداء , فأيدهم الله بنصره فكانوا أقوى الأمم على الإطلاق , وعندما أصبحوا أغنى وأثرى الأمم على الإطلاق , أصبحوا أدنى الأمم أيضا ًعلى الإطلاق .
لا بارك الله في رجال نادتهم نساء مقهورات فصموا آذانهم واستغشوا ثيابهم , ونادتهم العاهرات فلبوا النداء وخلعوا الرداء .
هذه قصورهم وهذه قبورهم , فاعتبروا يا أولي الألباب .

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً{57}. سورة الكهف .
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً{103} الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً{104} . سورة الكهف.
{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً }الفرقان23.
فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }النحل63.
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ }النمل24.
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك

جزاك الله خيرا على النقلة المباركة


:n200674:


تقبلى مــــــودتى

شكرا اخى العزيز كرم لمرورك الكريم[Unload]سررت بمرورك الكريم على موضوع تحياتي لك [/Unload]:n200674:

شكرا اخى العزيز كرم لمرورك الكريم[Unload]سررت بمرورك الكريم على موضوع تحياتي لك [/Unload]:n200674: