مشاركة : المودة حقيقة غير
[align=center]
ومااريد قوله بعد الإتصال والتفاهم مع الأستاذ ابو راشد وجد أن المشكلة لا تتعلق بالمواضيع والمشاركات ولكن بعدة أشياء أخرى أهمها الأخلاقيات ..........
تحياتي
الجرح الخطير [/align]
مشاركة : المودة حقيقة غير
[align=center][grade="00BFFF FF1493 DC143C 008080 800080"]وأقولها وبكل ثقة لاعطاء لا تطور لاتقدم بعد المودة لأن جميع الموجود أقل وادنى بكثير فالطلاب دائماً ينحون لمدرستهم الأولى ..
صدقت اخي الغالي فيما قلت
وشكرا على الكلام الرائع الذي كتبته:n200674:
تحياتي[/grade][/align]
مشاركة : المودة حقيقة غير
إن من أفضل البر في هذه الأيام وفي غيرها قضاء حوائج الناس، والسعي في تفريج كروبهم، وبذل الشفاعة الحسنة لهم، تحقيقًا لدوام المودة، وبقاء الألفة، وبذل العبادة، وحسن المعاملة .
وهذا من صنيع الأنبياء والرسل، فموسى -عليه السلام- لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون، ووجد امرأتين مستضعفتين فرفع الحجر عن البئر وسقى لهما حتى رويت أغنامهما،
وخديجة رضي الله عنها تقول في وصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق)،
ويقول جابر رضي الله عنه: (ما سئُل رسول الله شيئًا قط فقال لا).
على هذا النهج القويم للرسول صلى الله عليه وسلم سار الصحابة والصالحون،
فقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم، فلما استخلف، قالت جارية منهم: الآن لا يحلبها، فقال أبو بكر: بلى، وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله.
وكان عمر رضي الله عنه يتعاهد الأرامل، يسقي لهن الماء ليلاً.
وكان الصحابي أبو وائل وهو أحد الرواة يطوف على نساء الحي وعجائزهن كل يوم فيشتري لهن حوائجهن، وما يصلحهن.
إن خدمة الناس ومسايرة المستضعفين دليل على طيب المنبت، ونقاء الأصل،
وربنا يرحم من عباده الرحماء، فلله أقوام يخصهم بالنعم لمنافع العباد،
وجزاء التفريج تفريج كربات، وكشف غموم في الآخرة،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" رواه مسلم،
وفي لفظ له: "من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه".
بل إن الساعي لقضاء الحوائج موعود بالإعانة مؤيد بالتوفيق؛
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة"،
ويقول عليه الصلاة والسلام: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة" (المستدرك للحاكم)،
فإن النفع العاجل والآجل إنما يكون ببذل الجاه للضعفاء، ومساندة ذوي العاهة والمسكنة،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره" (مسلم).
وللضعفاء دعوة صالحة قد تسعد أحوال الساعي في قضاء حوائجهم،
فالدنيا محن، والحياة ابتلاء،
فالقوي فيها قد يضعف، والغني ربما يفلس، والحي فيها يموت،
والسعيد من اغتنم جاهه في نفع المسلمين،
والسعي لخدمة الدين وقضاء الحوائج والشفاعة عند ذوي الوجاهة خير من نوافل العبادة،
يقول ابن عباس: "من مشى بحق أخيه إليه ليقضيه فله بكل خطوة صدقة".
وقضاء الحوائج زكاة أهل المروءات،
بل إن من المصائب عند ذوي الهمم عدم قصد الناس لهم في حوائجهم،
يقول حكيم بن حزام رضي الله عنه: (ما أصبحت وليس على بابي صاحب حاجة إلا علمت أنها من المصائب)،
وأعظم من ذلك أنهم يرون أن صاحب الحاجة منعم، ومتفضل على صاحب الجاه حينما أنزل حاجته به،
يقول ابن عباس رضي الله عنه: (ثلاث لا أكافئهم: رجل بدأني السلام، ورجل وسع لأخ المجلس، ورجل اغبرت قدماه في المشي إليّ إرادة التسليم علي، فأما الرابع فلا يكافئه عني إلا الله، قيل: ومن هو: قال: رجل نزل به أمر فبات ليلته يفكر بمن ينزله، ثم رآني أهلاً لحاجته فأنزلها بي).
أخي الحبيب أبو راشد
إن عملك على إسعاد من حولك وإرضائهم وسعيك في قضاء حوائجهم -
لن يضيع عليك إن شاء الله تعالى- بل هو في ميزان حسناتك،
فقد قال صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله أنفعهم،
وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً،
ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً،
ومن كف غضبه ستر الله عورته،
ومن كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة،
ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام. وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل. والحديث رواه الطبراني، وحسنه الألباني.
ثم لا يكن همك أن يحبك الناس، بل ليكن همك أن يحبك الله ويرضى عنك،
قال العلماء: رضا الله مأمور به ومقدور عليه، ورضا الناس ليس مأموراً به ولا مقدوراً عليه.
وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: رضا الناس غاية لا تدرك.
بيد أنك إن أرضيت الله ولو بسخط الناس رضي الله عنك وأرضى عنك الناس،
وأن أرضيت الناس بسخط الله سخط الله عليك وأسخط عليك الناس،
كما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي عن عائشة.
تحيتي وتقديري
مشاركة : المودة حقيقة غير
[align=center]من يسير سيراً حثيثاً له هدف قد أحاط به من كل مكان
فقد يستغرقه هدفه ويضنيه سيره،ويغفل عن المتربص،
والمطارد،ويؤنسه الحادي،فتتعب الراحلة،ويكسل الصاحب،
ويتساقط بعض المتاع،والقائد يرى الهدف قاب قوسين أو أدنى،فيحث المسير،
وينسى من وراءه،ويبرر سيره الحثيث المضني للراحلة والأصحاب،ببريق الهدف،
وقرب الوصول،فيمد عينه للهدف،وينسى صخور الطريق،والتواءاته،
وينسى أيضاً ملل النفس وإدبارها،فلربما صخرة طريق،أو حجر عثرة،
تسقط القائد سقطة موجعة تعرقله عن السير زمناً طويلاً تتسخ فيه
ثيابه المطهرة بلوثة الطين،وقد يأنس لرائحة الطين التي جبل منها
وهي ما تزال تناديه ولن تزال،ولكن كان لا يجد هذه الثقلة وهو يسير،
ثم قد لا تقف عند هذا الحد،بل أصحابه في السفر قد يتفرقون فمنهم
من يواصل السير،ومنهم من يأخذ طريقاً آخر أسهل سلوكاً،وأكثر تمهيداً،
مع عدم علمه أن ذلك الطريق يوصل إلى نهاية غير النهاية،وإلى هدف
غير الهدف،وإلى غاية أخرى بعيدة كل البعد عن تلك الغاية التي كان
يسير إليها،وقد يأنس البعض بالقعود،ويلتذ بالخضرة،ويقلب ناظريه ذات اليمين وذات الشمال فيما لم يكن يفعله من قبل.
وبعد أن يتعافى القائد من تلك الكبوة التي لم تكن
في حساباته،ولم يعد لها عدتها،يجد العقد قد تناثر فيبقى يلملمه
فترة زمنية أخرى طويلة،كان بإمكانه لو أعد للعثرات عدتها،
أن يجعل جهد التجميع واللملمة وقوداً لراحلته،واستثمر ذلك الوقت في قطع المسافات الكبيرة من الطريق.[/align]