أغلى من المال ، ورأس مال المسلم $$
الحمد لله الذي بيده مقاليد الأمور ، والصلاة والسلام على البشير النذير ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فإن رأس مال المسلم في هذه الدنيا هو الوقت الذي هو مادة الحياة. والوقت أنفس من المال وأغلى ،
قال الشاعر :
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وآراه أسهل ما عليك يضيـــــع
أرأيت لو أن محتضراً وضع أمواله جميعاً ليُزاد في عمره يوم واحد ، هل يحصل له ذلك التمديد وتلك الزيادة؟!
ولعظم أهمية الوقت فقد أقسم الله به في آيات كثيرة من كتابه الكريم منها قوله تعالى ( والعصر 1 إن الإنسان لفي خسر 2 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر 3 )
فأقسم جلا وعلا بالعصر ، وهو الدهر الذي هو زمن تحصيل الأرباح والأعمال الصالحة للمؤمنين ، وزمن الشقاء للمعرضين ولما فيه من العبر والعجائب للناظرين.
وقال عز وجل في بيان هذه النعم العظيمة التي هي من أصول النعم : ( وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ) النحل:16 .
وقال تعالى ( وهو الذي جعل الليل والنهار خِلفة لمن آراد أن يذكر أو اراد شكوراً ) الفرقان:25.
وقال عليه الصلاة والسلام : ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال : عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به ).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة والفراغ ) .
أخي المسلم:
من رأى حال الناس اليوم مع الوقت يكون جواب تعجبه أننا خُلقنا لنأكل ونشرب ونتمتع ونلعب ونلهو ونبني الدور والقصور .. وهذا هو واقع الكثير .. وحينئذ يشتركون في هذه الأهداف الدنيوية مع البهائم والكفار الذين همهم في الحياة الأكل والشرب والتمتع بملاذ الدنيا حلالاً كانت أم حراماً قال تعالى ( والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم ) محمد:12 .والله عز وجل خلقنا لأمر عظيم حدد الإجابة فيه بآية كريمة فقال تعالى ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا تُرجعون ) المؤمنون:115. وقال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات:56 .
قال الإمام النووي : وهذا تصريح بأنهم خُلقوا للعبادة ، فحق عليهم الاعتناء بما خُلقوا له ، والإعراض عن حُظوظ الدنيا بالزهادة ، فإنها دار نفاد لا محل إخلاد ، ومركب عبور لا منزل حبور ، ومشرع انفصام لا موطن دوام.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( اغتنم خماً قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك ) رواه الحاكم
وعمر الإنسان هو موسم الزرع في هذه الدنيا ، والحصاد الأخير هناك في الآخرة ، فلا يُحسن بالمسلم أن يضيع أوقاته وينفق رأس ماله فيما لا فيه فائدة فيه.
اللهم وفقنا إلى اغتنام الأوقات ، والمسارعة في الخيرات ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتاب دروس العام للشيخ عبدالملك القاسم حفظه الله
مشاركة : أغلى من المال ، ورأس مال المسلم $$
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]اللهم وفقنا إلى اغتنام الأوقات ، والمسارعة في الخيرات
آمين يارب العالمين
مع الشكر لك أختى الفاضلة أمال[/grade]
مشاركة : أغلى من المال ، ورأس مال المسلم $$
شكرا اخى الكريم صناع الحياه لمرورك الكريم[Unload]سررت بمرورك الكريم على موضوع تحياتي لك [/Unload]:n200674:
مشاركة : أغلى من المال ، ورأس مال المسلم $$
اللهم وفقنا إلى اغتنام الأوقات ، والمسارعة في الخيرات ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082 FF1493"]جزاك الله خيرا اختنا الكريمه امال
لك كل الشكر والتقدير [/grade]
مشاركة : أغلى من المال ، ورأس مال المسلم $$
شكرا اخى الكريم عابر سبيل لمرورك الكريم[Unload]سررت بمرورك الكريم على موضوع تحياتي لك[/Unload]:n200674: