انت...
انت ......انت السبب ........ حطمت الحلم الوردي ....... ضيعتي أحلامي اليتيمة ..... ابدا....... ابداً...... لم أفكر طول عمري في أي رجل و عشت و كأني راهبة........ و في اليوم الذي رماني فيه الزمن على أحضان رجل و أحببته و لأول مرة في حياتي أخذته مني امرأة أخرى تفهم في الحب و علاقاته أكثر مني........
تستطيع أن تعيشه في الليالي الحمراء أفضل مما أفعل ..........
يا خسارة ...... يا خسارة دموعي و مشاعري ....... يا خسارة حبي له ....... يا خسارة أقولها رغم أنها لا تستطيع شفاء جروحي.... ولكنها على الأقل تعزيني......
عشت على الأقل أيام جميلة معه خلت أنها ستمتد......
ولكنها اغتيلت سريعاً......
سريعاً....
خلت أنه آتي كي يعترف لي بحبه و لكنه آتى كي يشكيلي عن أوجاعه و آلامه و عن تلاعبها بمشاعره ....
إنني بالنسبة له لست الأختيار ....... بل أنا هي البديل .......
وما أصعب أن تكون المرأة فيه هذا الموقف ......
انه يتوقع مني أن أكون الصدر الحنون الذي يمسح عنه أحزانه ...
ان أكون الشماعة التي يعلق عليها متاعبه ثم يهرب سريعاً .....
طول سنوات كان بالنسبة لي مجرد صديق من الطفولة و لطالما كان روميو زمانه و مكانه ...... ولكنه في يوما ما داعب فيها مشاعري في محاولة منه إلى كسر حاجز الغموض و الصمت بيني وبين الجنس الخشن كان هو الفاتح و هو المستعمر......
همس لي: لم تعودي نفس تلك الفتاة المتصابية........
أقنعني بأني فتاة ...... وأقنعني بحبة بطريقة غير مباشرة ......
كانت اللحظة الحاسمة هي تلك عندما صدقت فيها كلامه ....
وقفت أمام المرآة ..... تأملت وجهي و ملامحي و شعري الطويل... غيرت تسريحتي و طريقة ملابسي و وضعت القلائد و الأساور و انتعلت الحذاء العالي...........
ونظرت إلى نفسي في المرآة مليا و لساعات طويلة ........ ثم اخيراً ابتسمت ثم ضحكت بأعلى صوتي فأنا أحب زير النساء ذاك .
لا أصدق ....... أني أنا من أعرفه أكثر مما يعرف نفسه و أعرف عيوبه و أخطائه و نزواته و أهوائه......... تربينا معا ......
ترعرعنا معاً........ و اختبرنا الحياة معا كلاً بطريقة و بنظرة صبيانية بحته ........
كنت أعلم أنه غير مسؤول و لامبالي و لكني رغم كل هذا أحببته ... لماذا يا ترى ؟ لما أحببته بهذه السهولة و بهذه السرعة .......
لأني عديمة التجربة في الحياة ......
لطالما كنت خارج الموضوع ........
إنني أنا الفتاة اليتيمة ذات الأحلام اليتيمة.........
أنني من ألقاني الزمن عند عائلته فكفلتني و ربتني........
كنت دائماً خارج الحلقة ....... هي عائلة و أنا إكسسوار زائد.........
لطالما كنت عديمة التجربة و عديمة الانتماء ..........
لم أحسب أبداً أني قد أكون جزءا من علاقة أو طرف فيها......
لم أحسب أبداً أني قد أعيش حياة مستقلة لي أنا وحدي....... تنتمي لي و انتمي لها .......
ولم أتخيل أني قد أحب و أتزوج .........
ولكنه أقنعني بكل هذا وصدقت بسرعة و علمت أني لا أريد غيره.. لأنه يفهمني و يفهم كيف عشت.........
وهذا هو الشيء الوحيد الذي أنا متأكدة منه و الذي تعلمته من أول تجربه لي............
و لكن الشيء الذي أنا محتارة منه جداً هو لماذا هو ؟
لماذا اختارته هو من بين كل رجال الأرض ؟
ألكي تأخذه مني وتحرمني من سعادتي الأولى في الحياة ؟
لماذا تريد تلك المتعجرفة حرماني منه ؟
ولكني لن أبكي أكثر بسببها سأريها مع من هي تتعامل ........
ذهبت له بعد أن مسحت دموعي ......
حاولت البقاء متزنة و عدم البوح بأي شيء.........
اقتربت ......... جلست ....... نظرت إليه و نظر إلي ........
حاولت أن أظهر له بأني هنا كي أسانده و أخفف عنه ........
سألته ...... حاولت أن أراوغه بالكلام و لكن ما من فائدة فهو لا يريد ان يتكلم عن الموضوع ....
كل ما حاولت أن ألتقط الموجة يدير الرادار ..........
عندها أستشيطت غيظاً و لم أتمالك نفسي .......
صرخت :ما الذي تخفي عني أيها الغبي المتعجرف ؟
انتفض من الدهشة من ردة فعلي و كأنه لا يصدق ما يحصل .......
ماذا ؟ماذا حصل ؟ سألني ولكني لم أجب .......
نظر إلي نظرة متفحصة متأملة .........
لابد أنه علم الآن .......
احمرت وجنتي و أرتعدت.......
سألني هل تحبينني أيتها الفتاة المتصابية ؟
عندها بكيت و بكيت....... كم أحسست بالخزي و العار و الإهانة ..
كم أود تمزيقها و تمزيقه ثم تمزيق نفسي........
فقدت السيطرة على دموعي وعلى مشاعري و حتى على كلامي و ألفاظي .........
أين هي ؟ ...... من هي ؟....... كم أود طحنها و تمزيقها ؟
كم أود ضربها و ضربها ...
كم أود تمزيق خصلات شعرها و تهشيم أسنانها و لكمها على عينها
و هو يسمع ولا يفعل شيئ سوى الضحك ............
إنه يستمتع بحيرتي و يتلذذ بغيرتي .......
يحب أن تتجمع حوله النساء.......
انقضضت عليه و شرعت أضربه و هو يتحاشى ضرباتي وما زال يضحك و يضحك.........
إلى أن في النهاية أمسكني و احكم تثبيتي إلى أن هدأت قليلاً ..... حاول تركي و لكني عدت لحالتي الهستيرية .....
عندها صرخ و هو ينظر إلى عيني .......
وقال أيتها الغبية الحمقاء
أيتها الصبي
أيتها المتصابية
إنها أنت.......... إنني أقصدك أنت..........
طوال تلك السنوات ومنذ أن كنت طفلاً كنت أحبك أنت و أقصدك أنت و لم أحلم بفتاة غيرك...........
أنك أنت من تعذبني و تقتلني وتحيرني ....
أنك أنت من تركتني كالطفل بدون أمه......
أنك أنت من أجلس لوحدي فأفكر بها.....
أيتها الفتاة المتصابية لم و لن تتغيري أبدً......
ستبقين دائماً متهورة ..... وتتصرفين كلأولاد ..... و لاتهتمين بالتفاصيل أبداً......
كل عام و أنت حبيبتي و صديقتي.......
وكل عام وأنت سعيدة ياإبنة التاسعة عشرة.........
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
