( أرجوك حرّرني منك )
أحاول أن اكتب ما في نفسي ..
للمرة الألف
إنما هذا القلم الممتلئ بالأحرف المؤلمة والمنتظرة
يأبى الانصياع !
اضحك على نفسي دائماً بالبقاء هنا..
أفشل دوماً في تجميع جملي..
كما لو كنت طفلة صغيرة..
يا للسخافة !!
هل وصلت حروفي لتمتـ ـمات غير مفهومة ؟!
آآآه من وجع الحرف حين يخرج من الشريان والدم
سأرحل من هنا
لا بل سأستجمع من هنا قوتي
نعم..
لابد أن أتماسك
لأكتب لك...
لأكتب لك...
لأكتب لك...
سأحاول أن أستجمع
عبارات من فكري المشلول
ومن المشاعر التي تدور حولي
وأُحَمِّلها أقسى الذكريات
إلى مقلتي المسكينة التي تصرخ وتئنّ
تطلب منك بكل رجاء الوجود
أن تخرج من نورها
أخرج مني ....
أرجوك
أرجوك حررني منك !!
يا سيدي
كان العمر معك جنة
أنت من علمتني كيف أعشق
أنت من زرعت في مشاعري ورود الحب
ورحلنا...
تعذبنا...
أدمنا العذاب
تعاطينا الفقدان
وأنت الآن يا سر وجودي
كيف أنتزعك مني
وهل يعقل أن أعيش بلا قلب
أو أتنفس من دون روح
أنت القلب والروح
فأرجوك
انتزع روحك من بين حنايا روحي ..
حررني من سجنك ..
أخرجني من ينابيع دمائك ..
أُقتل أنانيتي على عتبة أُمنياتك ..
بعثر حنيني على أرض وصالك ..
أُريدك جاحداً ..
هاجراً..
قاسياً..
متمرداً..
اهجرني!
أُريدك أن تتحرر مني وأتحرر منك ..
أخرج مني ...
أرجوك
أرجوك حررني منك!
أُحاولُ قتل ذكريات أمسي معك ..
على حافّة الغد ..
ولكن إلى متى ؟
وأنا أجدك متشبثاً بالروح ..
هائماً في الخيال ..
أُريدُ انتزاعك ..
وأخافُ فراقك ..
بالله دلني ..
كيف الوصول إلى الحلّ معك ؟!!
قد خارت قواي
واستَنْفَذْتُ كل طاقاتي
حاربت أشباح ماضيٍّ الجميل
أغلقت على نفسي أبواب سجنٍ
بنيته بيديّ
وحصنته بدموع مقلتي
سجن اخترته أنا
كي أبتعد عنك وعن عينيك
ولكن لن أقدر
لن أقدر أن أنتزعك مني
أخرج مني ...
أرجوك
أرجوك حررني منك
يعشّش اليأس في نفسي ..
ويقتل الخوف طمأنينتي ..
تزمجـر الكلـمات تمرداً على سجنها ..
تُطالب بالبوح ..
تُطالب بالخروج ..
وأنا أُحاولُ انتزاعك من
بين براثن أضلعي ..
يا قلبي
ألم تسمع بنعمة النسيان قط ؟!
لما لا تهنأ بالحرية ؟!
يا حبيبي أخرج من ذرات كياني
حررني من نفسي فقبلك كنتُ حرّة ..
طليقة..
أملك زمام أموري ..
أمزق الأحزان بضحكاتٍ هادئة ..
كنتُ أتلمسُ الراحة في طريقي ..
أُكبّلُ الدموع ..
كان حبك وأنت معي كامل قوتي
واليوم وأنت بعيد عني
أعيش قمة ضعفي
بداخلي كلمات تتفجر
أحرم الكلمات من الخروج ..
أُحرقها بداخلي ..
يتطايرُ غبار رمادها ..
ثم يستقر بالنفس ..
فلا يخرجُ أبداً ..
