لم أطلب شيئا قط
بل ظللت واقفا
في طرف الغابة المظلمة
خلف تلك الشجرة
كنت أتأمل في زهرة ذابله
فقد فقدت أسباب عيشها..
عيون الفجر كانت كئيبة
كان العصفور يغرد بحزن
و الشجرة ترمي بأوراقها يائسة
و فجأة هبت ريح عاتية
كان تحمل بين طياتها ذكريات عديدة
فكرت باليوم الذي التقيتكم به أول مرة
و لا ادري لم فكرت فيه
ينطلق من قلبي طيف الرغبة في البقاء
يرفرف في الوهم البراق
احاول الإمساك به في عزم
فيفوتني و يدعني ضالا
أبحث عنه فلا أجده
اسقط على الأرض يائسا
لأرى الدموع تنهمر يأسا
أقول عندها:
هل هذه هي النهاية؟
هل هذه هي النهاية؟؟
هل هذه هي النهاية؟؟؟
لأسمع صوتا من المجهول يقول:
عيناك حزينتان
انهما تفعمان قلبي بالأسى
انك لا تفضي بما يجول في فكرك
لكنك تأتي
ثم تؤوب ليس غير
هل سترحل و ستدعهم يعانون؟
هل نسيت وعودك التي قطعتها لهم؟
هل سترحل؟
لم أعهدك هكذا
انظر كيف كنت و كيف أصبحت
انكم تعيشون معا في قرية واحدة
تلك هي سعادتكم الوحيدة..
يختفي ذاك الصوت لأسمع صدى هذه الكلمة في أذناي
سعادة!!
ما هذه الكلمة؟
ماذا الذي تعنيه؟
هل ظل هناك شيء اسمه سعادة؟
هل احتل اليأس قلبي؟
أن الفرحة وانية كقطرة من ندى
انها تموت حين تضحك
و لكن الحزن عنيف عنيد
دع الحب المعني يستيقظ في عينيك..
ان براعم الزهرة تؤثر أن تتفتح في اشعة الشمس
ثم تموت على أن تحيا براعم مغلقة في شتاء أبدي غائم
حان الوقت حتى تختار
هل ستنساهم و ترحل؟
في حيرة أقف عاجزا
لأتفاجئ بأنني في مكان زرته من قبل
شاطئ الابدية..
ذلك المكان حيث لا يمحي شيء
لا أمل
لا سعادة
لا ذكرى
لقد كنت في هذا المكان يوما و خرجت منه
و ها أنا أعود إليه فهل سأخرج؟
عندها عاد ذلك الصوت إلى الظهور ليقول لي:
تذكر تلك الإبتسامة العذبة الساذجة
تذكر تلك الدموع التي تبهر ضوء النهار
تذكر انهم بحاجتك
إذا وقف القدر في طريقك
